مهرجان بون للأفلام الصامتة يقدم كنوزه لمحبي هذه السينما – DW – 2006/8/11
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مهرجان بون للأفلام الصامتة يقدم كنوزه لمحبي هذه السينما

دويتشه فيله/ ماريان وجدي١١ أغسطس ٢٠٠٦

لم يكن أحد يعرف وقت إقامة مهرجان الأفلام الصامتة لأول مرة عام 1985 أنه سيتطور ليصبح الأشهر من نوعه في ألمانيا. منظمو المهرجان يفتحون صندوق كنوزهم ليستمتع الجمهور بمختارات من السينما الصامتة بمصاحبة الموسيقى.

https://p.dw.com/p/8von
شعار مهرجان بون الدولي للافلام الصامتة 2006

من العاشر إلى العشرين من أغسطس/آب 2006 يقام في مدينة بون بألمانيا المهرجان الـ22 للأفلام الصامتة، والذي تحتضن جامعة بون فعالياته. بدأ هذا المهرجان عام 1985 بفكرة كل من ماتياس كويتن وشتيفان دروسلر بتنظيم سينما صيفية كما رأوها في دول البحر الأبيض المتوسط مثل إيطاليا واليونان. في ذلك الوقت احتاج الأمر للكثير من الإقناع بسبب اعتقاد معارضي الفكرة أن تلك النوعية من الأفلام لن تتوافق مع ذوق الجمهور العام، وأنه ليس من اللازم تنظيم مهرجان كامل لذلك. لم يتوقع أحد آنذاك أن تلك الفكرة ستتطور لتصبح أشهر مهرجان من نوعه في ألمانيا.

في إطار مهرجان الأفلام الصامتة تعرض أفلام من جميع أنحاء العالم بعد ترميمها وتلوينها في بعض الأحيان، وهي ليست مرتبطة بوقت أو مرحلة معينة، لكنها تهدف إلى إثراء الجمهور بمقتطفات من كنوز السينما الصامتة. وتتنوع مجوعات الأفلام المعروضة من أفلام الطليعة مرورا بالإنتاجيات الضخمة وصولا إلى الاكتشافات الحديثة للأفلام التي تم ترميمها.

"بيت الغموض" ذروة السينما الصامتة

Der Dieb von Bagdad
يفتتح المهرجان بالفيلم الخيالي "لص بغداد" للمخرج راؤول والشصورة من: United Artists

يعتبر عرض سلسة أفلام "بيت الغموض"هذا العام من أهم فعاليات المهرجان وهو من أكثر أفلام السينما الصامتة تكلفة في التاريخ. هذا الفيلم يتكون من عشرة أجزاء، وتم تصويره في العشرينات من القرن الماضي. وتتنوع أحداثه بين المغامرات وقصص الحب. المدهش في هذا الفيلم أن الإثارة لا تفارقه ولو لحظة رغم كونه فيلما صامتا وذلك بسبب المناظر الخلابة والجمع بين المغامرة والنزاع الأخلاقي والتحولات الدرامية المفاجئة. في هذا الإطار تقول زيجريد ليمبرشت من جمعية تشجيع ودعم السينما في ألمانيا إن "الأفلام الصامتة ليست مجرد نسخة بدائية من الأفلام الحديثة، لكنها أعمال فنية تبحر في لغة الصورة وأساليب تركيب اللقطات والتنويع الكبير." ويتم افتتاح المهرجان بفيلم "لص بغداد"، والذي يأخذ المشاهد في عالم سحري يجد فيه أمراء وأميرات وأبسطة طائرة.

ويتضمن المهرجان هذا العام أفلاما من دول مختلفة، منها الولايات المتحدة الأمريكية والسويد وبريطانيا وفرنسا وأيضا اليابان. كما يصاحب عرض الأفلام محاضرات ومناقشات حول السينما الصامتة. هذا العام تم تحديد عناوين المحاضرات، وهي "بدايات الفيلم الصوتي بألمانيا" و "هوليوود تتحدث الألمانية". والمعروف أن مهرجانات شبيه للافلام الصامتة تقام في مدن ألمانية أخرى مثل ميونيخ وبرلين ودول أخرى مثل سويسرا والولايات المتحدة الأمريكية. هذا ويقدم موقع جمعية تشجيع ودعم السينما بمدينة بون خدماته للمهتمين بالمهرجان، حيث يوفر خريطة تساعد على الوصول إلى فناء الجامعة ويقدم البرنامج الكامل للمهرجان للعام الحالي. ويتيح الموقع أيضا تصفح أرشيف برامج الأعوام الماضية ومعلومات كثيرة عن كنوز الأفلام التي تم ويتم عرضها في إطار المهرجان.

جو شاعري وموسيقى ساحرة

Bonner Stummfilmtage
الموسيقى الحية المصاحبة للأفلام تأخذ المشاهدين في رحلة خيالية استكشافية.صورة من: Gilles Soubeyrand

تقام فعاليات المهرجان بفناء جامعة بون الذي يتسم بالجو الرومانسي الخلاب ويتسع لألفين مشاهد. يزور المهرجان كل عام بين 15000 و20000 مشاهد حسب إحصاءات زيجريد ليمبرشت. وهناك إقبال كبير على حضور هذا المهرجان رغم سوء الجو في بعض الأحيان. أما عن الموسيقيين الذين يصاحبون عرض الأفلام، فهم زوار دائمون في هذا المهرجان طيلة الأعوام السابقة، كما أن الكثير من المشاهدين يحرصون على الا تفوتهم أفلام المهرجان مطلقا. ويبدأ عرض الأفلام كل يوم في الساعة التاسعة وربع مساء بمصاحبة عازفين مختلفين على آلات مختلفة. أما عن الدخول فهو مجانا، رغم أن ذلك لا يعد السبب الرئيسي في تهافت الجماهير على الأفلام، فالمشاهدون يعرفون أنهم ينطلقون مع كل فيلم في رحلة استكشافية، إذ أن صانعو الأفلام الصامتة وضعوا قواعد فن القص في الأفلام وأرسوا نوعيات الأفلام المختلفة مثل الميلودراما والكوميديا وأفلام الغرب الأمريكي.

وللعمل على دقة وواقعية الأفلام لا يتم عرضها كلها بسرعة 24 لقطة في الثانية، فبعض الأفلام يجب عرضها بسرعة 17 لقطة في الثانية حتى لا تتسارع حركات الممثلين وتحول الفيلم عن هدفه الأساسي إلى فيلم مضحك. ورغم التعامل الحريص مع تلك الأفلام، إلا أن المهرجان لا يُعتبر عودة إلى الماضي، فالمشاهد يمر بتجارب واستكشافات جديدة مع كل فيلم. إن هذا المهرجان بمثابة رحلة استكشافية لكل عاشقي السينما.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات