ميركل تجدد التأكيد على "شروط لازمة" لتقديم مساعدات مالية لليونان

في ظل الموقف الألماني الذي يشدد على "شروط ملزمة" لتقديم مساعدات مالية إلى اليونان، تسعى المفوضية الأوروبية لإحداث اختراق والتوصل إلى قرار أوروبي بشأن الخلاف حول المساعدات المالية التي أقرها صندوق النقد الدولي والإتحاد الأوروبي. وتبلغ قيمة الشق الأوروبي من لمساعدات 30 مليار يورو، سيكون على ألمانيا أن تدفع 4,8 مليار يورو منها في حال الاتفاق على تنفيذ فوري لخطة المساعدات.

وقد جددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تأكيدها أمس الاثنين على أن "ألمانيا ستقدم المساعدة (لليونان) حال الوفاء بالشروط اللازمة"، من جهتها قالت المفوضة الأوروبية في شؤون العدل فيفيان ريدينغ في مقابلة مع صحيفة" دي فيلت" الألمانية في عددها اليوم الثلاثاء(27 ابريل/نيسان 2010) إن "مصير اليونان الاقتصادي والمالي رهن بالأزمة الحالية وبأن رفاه الدول الأخرى في منطقة اليورو معلق بها أيضاً". واعتبرت المسؤولة الأوروبية أن "الوقت لا يسمح بالتردد بل بالسعي من أجل استقرار اليونان وتفادي الأسوأ".

فيستر فيله يدافع عن موقف برلين

أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على استعداد بلادها لتقديم مساعدات مالية لليونان ولكنها شددت على "شروط ملزمة" وقالت ميركل أمس الاثنين في برلين "ستقدم ألمانيا المساعدة حال الوفاء بالشروط اللازمة وسيستغرق هذا عدة أيام". وأوضحت المستشارة الألمانية أن الأمر يتعلق ببرنامج لصندوق النقد الدولي مدته ثلاث سنوات، مضيفة بالقول: "إذا كانت اليونان مستعدة لقبول إجراءات صعبة وليس لمدة عام واحد، بل لعدة أعوام، عندها سيكون لدينا فرصة طيبة للحفاظ على اليورو كعملة مستقلة لنا جميعا وتأمينه".

كما رفضت ميركل الانتقادات التي توجه لوزير ماليتها فولفغانغ شويبله ولطريق تعامله مع الأزمة قائلة: "أعتقد أن ألمانيا تتصرف بالشكل الصحيح"، وأضافت: "علينا الانتظار لحين ختام المفاوضات قبل أن نتمكن من القول كيف سيكون شكل هذا البرنامج". وأبدت المستشارة الألمانية معارضتها لخروج اليونان من منطقة اليورو، مشددة على أن الأمر "يتعلق الآن برد فعل سريع لصالح استقرار اليورو".

وفي سياق متصل قال غيدو فيسترفيله وزير الخارجية الألماني في أعقاب جلسة المشاورات التي عقدها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين في لوكسمبورغ: "ما نفعله كحكومة ألمانية على المستوى الأوروبي هو تطبيق السياسة الأوروبية في أحسن مفاهيمها". وأضاف الوزير الذي يشغل كذلك منصب نائب المستشارة الألمانية: "الشيكات على بياض ستضر أوروبا، وسيبدو الأمر كما لو كنا نصنع وعاء لا قاع له". وأشار فيسترفيله إلى أن ذروة النفع العائد على أوروبا يكمن في "تعاملنا بحرص بالشكل الذي يحافظ على أوروبا مستقرة وقوية اقتصادياً وإبقاء عملتها قوية ومستقرة".

تداعيات كارثية

من جهتها قالت المفوضة الأوروبية في شؤون العدل فيفيان ريدينغ إن من مصلحة أوروبا أن "لا تترك اليونان وحدها تغرق في أزمة الديون"، محذرة من انهيار اقتصادي في اليونان يكون شبيها بما حدث لبنك ليمان براذرز بينويورك. واعتبرت أن انهيارا من هذا القبيل ستكون له "تداعيات كارثية على أوروبا بأكملها".

وتتواصل حالياً في واشنطن مشاورات اليونان مع صندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية وبنك الاستثمار الأوروبي لبحث الطلب العاجل الذي وجهه رئيس وزراء اليونان بتقديم مساعدات مالية عاجلة لبلاده لتجنيبها انهيارا مالياً وشيكاً. إذ لن يكون بمقدور أثينا سداد ديون قيمتها مليارات من اليورو، وحددت تاريخ 19 مايو/ أيار المقبل كأقصى حد زمني لوصول المساعدات إليها.

(م.س/ د.ب.أ/ ا.ف.ب)

مراجعة: عماد مبارك غانم