10 سنوات على اعتداءات سبتمبر: العالم العربي يتجاوز تنظيم القاعدة – DW – 2011/9/10
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

10 سنوات على اعتداءات سبتمبر: العالم العربي يتجاوز تنظيم القاعدة

١٠ سبتمبر ٢٠١١

عشر سنوات مرت على اعتداءات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر. القاعدة خسرت زعيمها كما أصيبت "بمقتل على يد الربيع الثوري العربي". فماذا بقي من هذا التنظيم الذي ملأ الدنيا وشغل الناس؟ دويتشه فيله حاورت عددا من الخبراء.

https://p.dw.com/p/12Wjk
عشر سنوات على "اليوم الذي تغير فيه العالم"صورة من: Fotolia/Naiyyer

يرفض الباحث الأردني المتخصص في قضايا الإرهاب حسن أبو هنية مقولة وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أن تنظيم القاعدة تراجع عشر سنوات إلى الوراء. ففي رده على كلام بانيتا، الذي جاء في الذكرى العاشرة لاعتداءات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة، يرى أبو هنية أن القاعدة، وبالرغم من الضربات الكبيرة التي تلقاها في السنوات العشر الأخيرة، حقق "نجاحات لا يمكن التغاضي عنها". ويضيف أبو هنية، في حوار مع دويتشه فيله، أن تنظيم القاعدة تمدد كثيرا في العالمين العربي والإسلامي وشكل له فروعا إقليمية عديدة بعد أن كان تنظيما مركزيا في أفغانستان وباكستان.

ويذكر أبو هنية أمثلة عديدة لهذه الفروع الإقليمية للتدليل على رأيه كـ"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" بزعامة الإرهابي و"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وكذلك اندماج فرعي القاعدة في اليمن والسعودية في تنظيم واحد قيادته في اليمن. كما يشير إلى تنظيمات إسلامية متشددة أخرى "تماهت مع القاعدة خطابيا واستراتيجيا كحركة شباب المجاهدين في الصومال". أما الكاتب والصحافي الألماني المتخصص بقضايا الإرهاب ألبرشت ميتسغر فيرى أن تنظيم القاعدة "أُنهك في السنوات العشر الماضية، بفضل الضربات التي وجهت إليه في أفغانستان وباكستان وأسفرت عن مقتل عدد كبير من قادته، إلا أنه مازال يشكل خطرا على الغرب".

اغتيال بن لادن والثورات العربية تصيبان القاعدة في مقتل

Afghanische Zeitungen Osama Bin Laden FLASH Galerie
شهد عام 2011 مقتل بن لادن والربيع الثوري العربي، وهما الحدثان اللذان أصابا القاعدة في مقتلصورة من: AP

ويضيف ميتسغر، في حوار مع دويتشه فيله، أن تحول القاعدة نحو تنظيم لامركزي "قد يكون علامة ضعف لكنه، أي التحول، يزيد من خطورته في الوقت نفسه". إذ بات بمقدور الشباب المتشدد القيام بعمليات إرهابية "دون أخذ الموافقة من قيادة القاعدة خصوصا أن شبكة الإنترنت توفر لهؤلاء المعرفة المطلوبة للقيام بأي اعتداء". وهو ما يؤكد عليه الباحث الأردني حسن أبو هنية مضيفا أن "الجهاديين الافتراضيين هم الأكثر خطورة، فمعظم العمليات التي تمت في أوروبا لم تكن على صلة مباشرة مع تنظيم القاعدة الأم". إلا أن أبو هنية يقر بأن القاعدة تعرض لانتكاستين كبيرتين في عام واحد: مقتل بن لادن وظهور الثورات العربية.

فقد خسر تنظيم القاعدة ملهمه وزعيمه (بن لادن) في وقت واحد مع تعرضه لهزيمة إيديولوجية على يد الربيع الثوري العربي، حسب الباحث والمحلل السياسي اللبناني المقيم في الولايات المتحدة حسن منيمنة. فالثورات العربية التي أطاحت بثلاثة أنظمة حتى الآن، وهي المصري والتونسي والليبي، والمستمرة في دول أخرى، أثبتت أن تنظيم القاعدة لم تعد له صلة بالمشكلات الحقيقية في العالمين العربي والإسلامي. ويضيف منيمنة، كبير الباحثين في مؤسسة جرمان مارشال في واشنطن، في حوار مع دويتشه فيله أن "تنظيم القاعدة فشل في أن يعكس مزاج واهتمام الشباب العربي الذي خرج إلى الشارع لتأمين حريته وضمان كرامته".

تنظيم القاعدة يفشل في التعبئة الشعبية

Ägypten Demonstration Polizeieinsatz gegen Demonstranten Flash-Galerie
بقي تنظيم القاعدة نخبويا يضم مجموعة من المتطرفين الذين يؤمنون بالعنف والإرهاب ولم يصبح تنظيما جماهيرياصورة من: dapd

ومنذ اللحظة الأولى التي ارتفعت فيها حناجر الشباب في الساحات والمدن العربية هاتفة بـ"سلمية سلمية" برز دليل قاطع على أن "غالبية الشباب العرب لا يربطهم أي رابط إيديولوجي بالقاعدة وأن هذا التنظيم الإرهابي لم يقدم النهج المناسب للتغيير". ويشدد منيمنة على أن الربيع العربي سحب البساط من تحت أقدام القاعدة وإيديولوجيته بتبني النهج السلمي والحراك الشعبي. لقد أثبتت الحركة الاحتجاجية العربية والانخراط الكبير للشباب فيها أن "العالم العربي تجاوز تنظيم القاعدة إذ تشهد البلدان العربية تحولا في اتجاه الحرية بعيدا عن ذلك الإصرار على الجانب التعبوي وعلى الجانب العنفي والإرهابي".

وهذا التحول في العالم العربي جعل نظرة الغرب، وخصوصا الولايات المتحدة، إلى تنظيم القاعدة "تتغير". فبعد أن كان يبتم النظر إليه على أساس أنه "يشكل تحديا سياسيا وعقائديا أصبح المحللون الإستراتيجيون الغربيون يضعونه في خانة التحديات الإجرامية فقط". ويضيف منيمنة أن العمل جار الآن على "تطويق إجرام القاعدة وليس فكره، رغم أن هذا الفكر لن يختفي بين عشية وضحاها إلا أنه لم يعد يشكل عامل جذب للشباب العرب الذين وجدوا طريقهم في الاحتجاجات السلمية". ويختم الباحث اللبناني كلامه بالقول: "لقد فشل تنظيم القاعدة فشلا ذريعا في التعبئة الشعبية، في تحريك الشعوب العربية التي تحركت لاعتبارات بعيدة جدا عن وحي عقيدة هذا التنظيم الإرهابي".

أحمد حسو

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد