ألمانيا تودع وقود المعجزة الاقتصادية

بعد أشهر طويلة من السجال السياسي بين حزبي الائتلاف الحاكم في ألمانيا (الاشتراكي الديمقراطي والمسيحي الديمقراطي) توصل الطرفان إلى اتفاق يقضي بوقف دعم تعدين الفحم في ألمانيا بحلول عام 2018. هذا الاتفاق المبدئي الذي شارك في صياغته رئيسا وزراء ولايتي شمال الراين – وستفاليا وسارلاند (أكبر معاقل تعدين الفحم في ألمانيا) سيساعد شركة RAG للتعدين في إطار مساعيها لطرح أسهمها في البورصة.

مسألة وقت

يأتي ذلك بعد أن استبسل الاشتراكيون الديمقراطيون فترة طويلة في معارضة إعلان وقف تقديم الدعم المالي المقدم من قبل الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات لقطاع تعدين الفحم. وهو القطاع الذي كان أحد ركائز الاقتصاد الألماني إبان حقبة "المعجزة الاقتصادية". إلا أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي لم يكن يرفض وقف الدعم من أساسه وإنما توقيت إعلان مثل هذا القرار.

نهاية السجال

عشية الاثنين، 29 يناير/كانون الثاني 2007، تغيرت المواقف وانتهى السجال بإعلان نهاية وقف تقديم الدعم المالي الحكومي لقطاع تعدين الفحم بحلول عام 2018. لكن شريطة أن يقوم المسئولون الألمان عام 2012 مرة أخرى ببحث إمكانية الاستمرار في دعم استخراج كميات ضئيلة من الفحم. وينظر المراقبون إلى هذا الشرط على أنه بمثابة السبيل الوحيد أمام كورت بيك، رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لحفظ ماء وجه حزبه في أوساط العمال في ألمانيا.

ومن المقرر أن تجتمع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل مع أعضاء الائتلاف الحاكم مساء اليوم لمناقشة الاتفاق، الذي تم التوصل إليه. وفي هذا السياق يبدو وزير الاقتصاد الاتحادي مشائيل جلوس على ثقة من رجاحة الاتفاق، إذ يقول "أعتقد أننا يمكننا أن نعرض على أعضاء الائتلاف نقاط أساسية لما تم الإتفاق عليه."