أوروبا الخمسينيات - نظرة على الأوضاع السياسة والثقافية والاقتصادية – DW – 2007/3/21
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أوروبا الخمسينيات - نظرة على الأوضاع السياسة والثقافية والاقتصادية

يوليا إلفيرز ـ غويوت/إعداد (ن.ج)٢١ مارس ٢٠٠٧

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أدرك الزعماء الأوروبيون أن نمو الاقتصاد الأوروبي سيشكل رادعاً قوياً أمام نشوب حروب جديدة، الأمر الذي حتم عليهم وضع حجر الأساس لوحدة أوروبية على مختلف الأصعدة.

https://p.dw.com/p/A2Ux
زعماء أوروبا يوقعون على اتفاقية روما.صورة من: picture-alliance / akg-images

كان ظهور الدراجة النارية الإيطالية "فيسبا" ومواطنتها، السيارة الصغيرة "إيسيتا" بعد الحرب العالمية الثانية في شوارع المدن الأوروبية، كان إشارة إلى بداية حقبة اقتصادية جديدة في أوروبا. في الوقت ذاته، بدأ أصحاب القرار في الدول الأوروبية يُقنون بأن نمو قطاعات الاقتصاد الأوروبية المختلفة مع بعضها بعضا سيكون رادعا قويا لنشوب حروب جديدة في القارة الأوروبية ومحفزا على وحدة أوروبية بعد حربين ضروسين عاثتا بأوروبا خرابا وتدميرا. ومن هنا جاءت خطة وزير الخارجية الفرنسي الأسبق روبير شومان التي تُوّجت في عام 1951 بتوقيع ألمانيا وفرنسا على ما يسمى بـ"اتفاقية الحديد والصلب" وذلك في خطوة مهمة على طريق استبعاد المعدنيين كأداة مهمة في شن الحروب.

الحرب الكورية

Südkorea Japan Erinnern an Zwangsprostitution im Zweiten Weltkrieg
صور فوتوغرافية تذكر بالحرب الكوريةصورة من: AP

بالطبع، لم تعجب خطط الوحدة الأوروبية هذه السوفييت، إذ باشرت موسكو بتوجيه انتقادات لاذعة للخطط الأوروبية وخاصة لتلك الرامية إلى دمج ألمانيا الغربية فيها. في غضون ذلك، اندلعت الحرب الكورية (1950 ـ 1953) التي حمّل الغرب مسؤولية نشوبها لموسكو. وجاءت هذه الحرب لتبين للأوروبيين مدى أهمية الوحدة الأوروبية. في هذه الأثناء، وضع أحد آباء الوحدة الأوروبية وهو الفرنسي جان مونيت أسس خطته الرامية إلى توحيد أوروبا وخاصة في المجالين الاقتصادي والعسكري. ولم تطب هذه المساعي للنظام الشيوعي في ألمانيا الديمقراطية (الشرقية) السابقة، الذي أعلن في عام 1952 على لسان رئيس البلاد فيلهيلم بيك عن البدء ببناء الاشتراكية. ووصف بيك خطط توحيد أوروبا في حينها بالقول:" في وقت بدأنا فيه وفي جميع أنحاء البلاد بالعمل على ترسيخ أسس السلام، بدأت في الجزء الغربي من بلادنا حفنة مجرمة بطلب من أمراء الحرب الأمريكيين بدفع شعبنا الألماني إلى حرب عالمية ثالثة."

كرة القدم بدلا من الحرب

Fussballweltmeisterschaft Deutschland gegen Ungarn 1954
بطولة العالم لكرة القدم في بيرن السويسرية في عام 1954صورة من: AP

ولكن بدلا من شن الحروب وتحمل ويلاتها، تقابلت الأمم الأوروبية المختلفة في مضامير الرياضة على سبيل المثال في إطار الألعاب الأولمبية الشتوية في عام 1952 في هيلسنكي وأسلو. ولكن الحدث الرياضي الأهم كان بطولة العالم لكرة القدم في بيرن السويسرية. في غضون ذلك، باءت في عام 1954 المحاولات الأوروبية الأولى الرامية إلى تشكيل وحدة عسكرية أوروبية بالفشل، وذلك بسبب معارضة فرنسا. فبعد تسع سنوات فقط على نهاية الحرب، لم تكن النفوس صافية بما فيه الكفاية وذكريات احتلال النازيين لفرنسا ما زالت عالقة في أذهان الفرنسيين. أما السبب الثاني في فشل هذه الخطط فهو إعلان الإذاعة السوفيتية في الخامس من مارس/آذار من عام 1953 عن موت الزعيم الشيوعي يوسف ستالين. وبعد عدة شهود فقط، انتهت الحرب الكورية، الأمر الذي أشار إلى هدوء نسبي في العلاقات بين المعسكرين الشرقي والغربي.

وفي الوقت ذاته، حاولت فرنسا التصدي للجهود الألمانية الساعية إلى التسلح من جديد، إذ وافق حلف شمال الأطلسي (ناتو) في عام 1955 على ضم ألمانيا إلى صفوفه. إذن، استعادت ألمانيا في منتصف الخمسينيات استقلالها وبدأت بتشكيل الجيش الألماني "بونديسفير" من جديد. وكرد على الخطط التي بدأت ملامحها تظهر في غرب أوروبا، بادر السوفييت في عام 1955 بتأسيس حلف وارسو. وبهذا تكون الحرب الباردة قد دخلت في أولى مراحلها.

انتفاضة بودابيست

Ungarn Volksaufstand in Budapest 1956
انتفاضة بودابيست في عام 1956صورة من: AP

وبينما انشغل أصحاب السياسة بفترة ما بعد الحرب، انهال الشباب في غرب أوروبا على سماع موسيقى بيلي هالي وإلفيس بريسلي وعلى ارتداء بناطيل الجينز والبدلات الجلدية. في الوقت ذاته، بدأت تظهر في شرق أوروبا ملامح عدم الرضاء عن أداء حكومات الدول الأوروبية الاشتراكية. فقد بادرت القوات السوفيتية في عام 1953 بقمع أول اعتصام عمالي نظم في ألمانيا الديمقراطية (الشرقية) السابقة. وفي عام 1956 طالب الهنغاريون بانسحاب القوات السوفيتية من بلادهم وانسحبت الحكومة الهنغارية في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته من حلف وارسو. وردا على ذلك، اجتاحت المدرعات السوفيتية بودابيست وقمعت المظاهرات الشعبية بدون رحمة، ما أدى سقوط ثلاثة آلاف مواطن وإعدام أكثر من ألفين. بعد ذلك، ازدادت الهوة بين المعسكرين الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي والغربي بقيادة الولايات المتحدة، ما دفع دول أوروبا الغربية إلى السعي بكل قوة على إكمال خططها الرامية إلى المضي قدما على طريق الوحدة الأوروبية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد