أوروبا تدعو إيران إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

قوبلت تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد فيما يخص توسيع نطاق برنامج تخصيب اليورانيوم بانتقادات دولية. وأسرعت واشنطن بالرد، حيث قال شون ماكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أمس الاثنين في حديث لشبكة سي.ان.ان إن تصريحات أحمدي نجاد تعد استهتاراً بالمجتمع الدولي مما يهدم فرصة الحوار الدولي لحل النزاع القائم حول طموحاتها النووي، وأضاف قائلاً: "لقد قرروا ألا يوقفوا من أنشطتهم لتخصيب اليورانيوم في هذه المرحلة، والشعب الإيراني هو الذي سيدفع الثمن، وهو أمر مؤسف". ومن جانبه حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون طهران على العودة إلى مائدة المفاوضات.

الاتحاد الأوروبي يحث طهران على احترام مطالب المجتمع الدولي

وكذلك دعت المفوضية الأوروبية إيران مجدداً إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعبر الممثل الألماني في مؤتمر نزع السلاح في جنيف برنارد برازاك عن أسف الاتحاد الأوروبي لرفض إيران المتكرر الالتزام بالخطوات المطلوبة منها من قبل مسؤولي الوكالة الدولية. كما أكدت الحكومة البريطانية كذلك على وجوب التزام إيران بقرارات مجلس الأمن.

و من جانبها قالت ألمانيا التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء انها تتابع التصريحات الإيرانية بقلق بالغ وحثت طهران على احترام مطالب المجتمع الدولي. حيث أعلنت وزارة الخارجية الألمانية في بيان أن رئاسة الاتحاد الأوروبي تنظر إلى إعلان إيران أنها تريد تخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي بقلق بالغ، وتجدد دعوتها العاجلة لإيران لتلبية مطالب المجتمع الدولي حتى يتسنى لها العودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل للصراع الدائر حول البرنامج النووي الإيراني.

ايران مستعدة للتحدث مع الغرب

ومع تزايد الانتقادات الدولية بما فيها انتقادات من روسيا أقرب حلفائها بين القوى الكبرى أعربت طهران على لسان وزير خارجيتها منوشهر متكي استعدادها للتحدث مع الغرب، حيث قال إن إيران مستعدة لمحادثات جديدة حول القضايا النووية مع الغرب بدون شروط مسبقة. وقال متكي الذي تحدث في طهران يوم الثلاثاء للصحفيين بعد محادثات مع نظيره الأفغاني رانجين دادفار سبانتا إن وقت فرض شروط مسبقة للمحادثات مضى وأن الغرب يجب أن يتحرك إلى الأمام استنادا الى الحقائق". وقال متكي "نعتقد أن الجانب الأخر سيتحرك نحو الإطار المنطقي الجديد وإذا كان لديهم عرضا جديدا للمحادثات فنحن مستعدون لمفاوضات فورية وشاملة دون أي شروط مسبقة للتوصل الى حل للقضية النووية". غير أن واشنطن ما زالت مصرة على عدم بدأ أي مفاوضات مباشرة مع إيران ما لم تقم الأخيرة بوقف نشاطاتها النووية وهو ما ترفضه ايران.

"إطالة زمن التفاوض تفقد المجتمع الدولي السيطرة"

وقال فولكر بيرتيس، الخبير في شئون الشرق الأوسط ومدير المعهد الألماني للعلوم السياسية والأمن الدولي، في حديث لدويتشه فيله: "بالطبع من الممكن أن تكون هذه التطورات في إيران خطوة جديدة نحو تخصيب اليورانيوم الصناعي، لكن استخدام 3000 جهاز طرد مركزي كما أعلن الرئيس الإيراني يدعو أيضاً للشك". يعتقد بيرتيس أنه كلما انتظر المجتمع الدولي دون اتخاذ إجراءات حاسمة، فإن الوضع سيزداد سوءاً وسيصبح من الأصعب التحكم فيه وأضاف: "الحقيقة أن إيران تستغل الوقت الذي يضيع في المفاوضات الدولية غير الناجحة لتسرع في تنفيذ خططها لتخصيب اليورانيوم. وكلما طالت فترة التفاوض، كلما فقدنا السيطرة على الأمر".

"إيران تنضم للدول القادرة على إنتاج الوقود النووي"

كان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد أعلن أمس الاثنين 9 أبريل/نيسان في كلمة ألقاها بمناسبة إحياء مراسم اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية في محطة ناتانز النووية وسط البلاد، أن إيران انضمت لقائمة الدول القادرة على إنتاج الوقود النووي. وقال في هذا السياق: "لن نسمح لبعض الدول الغربية بتقويض هذه الإنجازات ونهجنا النووي طريق لا رجعة فيه".

ووصف مسؤولون إيرانيون التوسيع الذي شهده البرنامج النووي الإيراني بأنه بداية لمرحلة جديدة في العمل النووي، تتضمن استخدام 3000 جهاز طرد مركزي لإنتاج قدر كاف من اليورانيوم المخصب لاستخدامه كوقود لمفاعلات الطاقة. من جهته قال كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني إن إيران مستعدة لإجراء مفاوضات جادة مع الغرب لإنهاء النزاع القائم بشأن الملف.

دويتشه فيله + وكالات (س.ك)