العمل في المجال الأكاديمي

"كريستينا فايسنباخ" في الثلاثين من عمرها وتعمل باحثة علمية في مجال العلوم السياسية لدى جامعة دويسبورغ – إيسن شمال غرب ألمانيا. وقد قامت بتسليم رسالة الدكتوراه قبل عدة أسابيع وتنتظر النتيجة بشغف من جامعة ميونيخ. وسوف يتسنى للباحثة الشابة الحصول على وظيفة ثابتة والانضمام إلى الكادر الأكاديمي في الجامعة فور حصولها رسمياً على درجة الدكتوراه. وفي حوار مع دويتشه فيله عبرت كريستينا عن حلمها بالحصول على درجة " بروفسور" ومواصلة العمل في المجال الأكاديمي، لأنها مغرمة بالبحث العلمي.

المجال الأكاديمي طريق وعر للباحثين الشباب

تعي "كريستينا" بالطبع صعوبة العمل في المجال الأكاديمي، إضافة إلى أن العائد المادي للباحثين لا يتناسب مع المجهود الفعلي الذي يبذلونه. ورغم ذلك دأبت كريستينا على تجاوز العديد من العقبات، فبعد حصولها على درجة الماجستير من جامعة ميونيخ، قبلت بالعمل كباحثة علمية في جامعة دويسبروغ – إيسن في إطار عقد عمل محدد المدة. لهذا كانت تتنقل بين مدينتي دويسبورغ شمال غرب ألمانيا ومدينة ميونيخ في الجنوب.

ورغم المشقة واصلت كريستينا هذا العمل، لأنها كانت على يقين أن هذا هو المسار الذي تريد أن تسلكه. وتقول سيلكه غولكر التي تعمل في المركز العلمي للعلوم الاجتماعية في برلين والمختصة في شؤون العمل المهني بالجامعات الألمانية، "إن حال كريستينا هي حال الكثيرين من الباحثين الشباب الساعين للوصول إلى درجة بروفسور". فهم متحمسون كثيراً لهذه المهنة، التي تتطلب منهم تحمل المصاعب والتحلي بالمرونة والصبر لتحقيق حلمهم". وتضيف غولكر أن الأمنيات الطبيعية الأخرى للباحثين تؤجل، كإيجاد شريك للحياة والزواج وتكوين أسرة.

درجة " بروفسور" خطوة أساسية للانضمام إلى الكادر الأكاديمي

ونظراً للمشاكل الكثيرة التي يواجهها الباحثون الشباب، قام المركز العلمي للعلوم الاجتماعية في برلين بتنظيم ندوة بعنوان " العمل في المجال الأكاديمي" بحضور الخبيرة في هذا الميدان سيلكه غولكر. وقد أجمع الحضور على أن الحصول على درجة بروفسور يشكل الشرط الأساسي للتقدم في هذا المسار الأكاديمي في ألمانيا، فبعد حصول الباحث على الدكتوراه عليه تسليم دراسة علمية لا تختلف في حجمها وأهميتها عن الدكتوراه.

وعندئذ ينضم الباحث إلى الكادر الأكاديمي، ويكون عادة قد وصل إلى الأربعين من عمره في المتوسط. ولا يبقى أمامه الكثير من الخيارات المهنية الأخرى في سوق العمل، علماً بأن الباحث يكون بدون الدراسة ما بعد الدكتوراه قد وصل إلى منتصف الطريق فقط . وبالنسبة إلى كريستينا، الباحثة في العلوم السياسية، فهي عازمة على مواصلة المشوار المهني، فهي تعمل لدى الجامعة منذ ست سنوات، وعند حصولها رسمياً على درجة الدكتوراه ستسعى لنشر النتائج التي توصلت إليها في الندوات والمجلات العلمية، كي تحصل على الترقية وتكون بذلك قد حققت حلمها.

هايكه مور/ دينا جودة

مراجعة: منى صالح