إلى أين تتجه مصر؟ أربعة مثقفين مصريين يجيبون – DW – 2011/11/29
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إلى أين تتجه مصر؟ أربعة مثقفين مصريين يجيبون

٢٩ نوفمبر ٢٠١١

ماذا تتوقع من أول انتخابات تجرى بعد سقوط نظام مبارك؟ دويتشه فيله توجهت بهذا السؤال إلى كُتّاب مصريين من مختلفي الاتجاهات والأعمار، وهم يوسف القعيد ورءوف مسعد ومنصورة عز الدين وأحمد صبري أبو الفتوح - فكيف يرون مستقبل مصر؟

https://p.dw.com/p/13Ied
صورة من: dapd

طوابير طويلة وقفت أمام اللجان المختلفة في اليوم الأول من أول انتخابات برلمانية تُجرى في مصر بعد سقوط نظام حسني مبارك. هذا المنظر أحيا الآمال في نفوس كثيرين يرون في الانتخابات بداية حقيقة مشجعة للانتقال الديمقراطي في مصر. غير أن هناك من لا يؤمن بجدوى هذه الانتخابات في هذا التوقيت، ولهذا يقاطعونها، وحجة هؤلاء هو رفض المشاركة في انتخابات ينظمها المجلس العسكري برئاسة المشير حسين طنطاوي، بينما هم يطالبون برحيل المجلس وتسليمه السلطة لمجلس مدني.

وهناك آخرون يقولون إن أيادي المجلس العسكري الحاكم أصبحت ملطخة بالدماء بعد المواجهات الدامية التي حدثت في الأسبوع الماضي بالقرب من ميدان التحرير التي راح ضحيتها ما يزيد على أربعين شخصاً، كما يتشكك آخرون في نزاهة المتقدمين، لا سيما الأعضاء السابقين في الحزب الوطني المنحل أو من أعضاء من يُطلق عليهم بـ"فلول" النظام السابق. من ناحية أخرى هناك من يرى في هذه الانتخابات صفقة بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكري الحاكم لتهدئة الأوضاع دون إجراء تغييرات حقيقية في مصر. في ظل كل هذه الشكوك وما يُقال عن تجاوزات وشراء أصوات انتخابية، بل والعثور على بطاقات انتخابية معبأة ومختومة، هل ستأتي الانتخابات بالمرجو منها؟ هل ستكون حجر أساس في بداية عهد ديمقراطي جديد في مصر؟

"الزهو بانتصار لم يتحقق بعد"

Wahlen in Ägypten
صورة من: DW/A.Rahmane

الروائي يوسف القعيد (من مواليد 1944)، أحد أشهر كتاب جيل الستينات في مصر، ينتقد في حديثه إلى دويتشه فيله حالة "استعراض القوة" و"الزهو بانتصار لم يتحقق بعد"، وهي الحالة التي لاحظها عند بعض التيارات الإسلامية، وبالتحديد عند الإخوان المسلمين والسلفيين الذين يشعرون – حسب رأيه - بأنهم سيشكلون الحكومة المقبلة، بالرغم من أن مصر جمهورية رئاسية وليست جمهورية برلمانية، أي أن الحزب الفائز في الانتخابات لا يؤسس الحكومة.

ويرى صاحب "يحدث في مصر الآن" أن هذه الانتخابات لن تعبر عن "الاتجاهات الحقيقية للشعب المصري بشكل دقيق"، غير أن "إجراءها خير من تأجيلها"، وإن كان الأمران ينطويان على مخاطر. ويشعر الروائي بالقلق من تصريحات واشنطن التي تؤكد فيها استعدادها للتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر. ويضيف القعيد قائلاً: "إن كانت هناك صفقة فهي قد أُبرمت مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تريد أن تملأ الفراغ الناشئ بعد رحيل الديكتاتوريات العربية بالإسلاميين المعتدلين لتجعل منهم حائط صد في مواجهة إيران الشيعية".

أما الروائي رءوف مسعد (مواليد 1937) فيرى أن الانتخابات "خطوة ديمقراطية مهمة، لأنه إذا أردت أن تتخلص من حكم العسكر فليس أمامك سوى الانتخابات، حتى لو جاءت بنسبة كبيرة من الإخوان المسلمين. ولم لا؟ أما الكلام عن صفقة بين الإخوان والمجلس فهو يحتاج إلى إثباتات". ويبرز مؤلف "بيضة النعامة" أهمية هذه الانتخابات في تاريخ مصر، ويضيف قائلاً: "لأول مرة يذهب المصريون للانتخاب بجد، رأيت في التلفزيون مسنين يقفون في طوابير طويلة من أجل الانتخاب".

"المشاركة في انتخابات يديرها مَن قتل مصريين؟"

Schriftstellerin Mansura Eseddin
منصورة عز الدين: الأولوية لاستكمال الثورةصورة من: DW/S.Grees

في حديثها إلى دويتشه فيله تؤكد الروائية منصورة عز الدين (1976) أنها لا تتوقع الكثير من هذه الانتخابات بالنظر إلى السياق الذي تجري فيه، فالانتخابات "تبدأ في ظل درجة ما من انفلات الأمن، وبعد مذبحة تورط فيها المسؤولون عن المرحلة الانتقالية". كما أن هناك "الكثير من التجاوزات في السياق المحيط بالعملية الانتخابية بالتالي لا أتوقع أن تؤدي إلى سياق ديمقراطي. فالسياق الموجود الآن هو سياق قمعي لا يختلف عما اعتدناه من نظام مبارك." وتضيف صاحبة "وراء الفردوس" أن التغيير هو المطلوب، والأولوية الآن هي لاستكمال الثورة. "الوضع محير"، تقول منصورة، "والحيرة نابعة من سؤال أخلاقي، وهو: هل يمكن المشاركة في انتخابات يديرها من قتل شبانا مصريين متظاهرين من أجل الحرية ومن أجل إكمال الثورة؟ غير أن المقاطعة الجزئية لن تجدي نفعاً في رأيها فهي "تصب في صالح الإخوان المسلمين وفي صالح نظام مبارك."

أما الروائي أحمد صبري أبو الفتوح (1953) فيرى أن "هذه الانتخابات لا ولن تعبر عن رأي الشعب المصري، لأن كل الاتجاهات السياسية انشغلت بمجريات الثورة ثم بتصحيح مسارها، ما عدا الإخوان المسلمين الذين كانوا علي يقين من أنهم سيخوضون الانتخابات بغض النظر عما إذا كانت هذه الانتخابات ستُخرج مصر من الدوامة التي تعيشها" ولذلك يعارض صاحب "ملحمة السراسوة" هذه الانتخابات "التي لن يستفيد مها أحد سوى الإخوان المسلمين".

ويضيف أبو الفتوح أن نجاح الإخوان المسلمين "هو أكبر كارثة في مصر، لأنه يعني أن ثورة 25 يناير قد فشلت". ويرى أن السيناريو البديل هو "إنشاء مجلس رئاسي يضم إلى جانب أحد العسكريين الدكتور محمد البرادعي والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي وحسام عيسى. وأن يقود هذا المجلس مصر خلال فترة انتقالية مدتها عامان. وبعد ذلك تجرى الانتخابات".

سمير جريس

مراجعة: يوسف بوفيجلين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد