جدل في إيران بعد تسريب تسجيل صوتي لوزير الخارجية جواد ظريف – DW – 2021/4/26
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جدل في إيران بعد تسريب تسجيل صوتي لوزير الخارجية جواد ظريف

٢٦ أبريل ٢٠٢١

جدل يدور بإيران بعد لغة الخطاب غير المعتادة في أروقة الدبلوماسية الإيرانية والتي تحدث بها وزير الخارجية جواد ظريف. الخارجية الإيرانية قالت إن تصريحات ظريف المسربة تضمنت مواقف "شخصية" وأنها اقتطعت من حديث غير معد للنشر.

https://p.dw.com/p/3sbJg
 وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف
جدل شديد في إيران بعد لغة الخطاب غير المعتادة في أروقة الدبلوماسية الإيرانية والتي تحدث بها وزير الخارجية محمد جواد ظريفصورة من: Russian Foreign Ministry/dpa/picture alliance

اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية الإثنين (26 أبريل/نيسان 2021) أن التسجيل الصوتي المسرب للوزير محمد جواد ظريف الذي أثار تسريبه جدلاً في الجمهورية الإسلامية، تضمن مواقف "شخصية" واقتطع من حديث غير معد للنشر.

وفي التسجيل الذي أكدت الخارجية صحته ويمتد لأكثر من ثلاث ساعات، يتحدث ظريف عن قضايا عدة من أبرزها الدور الواسع الذي أداه اللواء الراحل قاسم سليماني، القائد السابق لقوة القدس في الحرس الثوري، في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية.

ونشر التسجيل يوم الأحد على وسائل إعلام خارج الجمهورية الإسلامية، قبل أن يتم تداوله عبر وسائل أخرى داخل إيران وخارجها وعلى مواقع التواصل.

وقال المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحفي اليوم: "ما تم نشره لم يكن مقابلة مع وسائل الإعلام"، بل "حوار ضمن اللقاءات الروتينية (...) في إطار الحكومة". وأكد أن نقاشات كهذه دائما ما تكون "جدية، شفافة، ومباشرة".

لغة نادرة في أروقة السياسية الإيرانية

واشتكى ظريف، مستخدماً لغة نادرة في أروقة السياسية الإيرانية، من المدى الذي وصل إليه تأثير قاسم سليماني القائد الراحل لفيلق القدس التابع للحرس الثوري في السياسة الخارجية، ملمحاً إلى أن سليماني حاول إفساد اتفاق إيران النووي لعام 2015 بالتواطؤ مع روسيا.

وتأسس الحرس الثوري الإسلامي بعد ثورة عام 1979 لحماية المؤسسة الدينية الحاكمة والحفاظ على القيم الثورية وهو يتبع مباشرة المرشد الأعلى علي خامنئي. ولأعوام طويلة تولى قاسم سليماني قيادة قوة القدس الموكلة العمليات الخارجية للحرس الثوري، لكنه اغتيل بضربة أمريكية قرب مطار بغداد فجر الثالث من كانون الثاني/يناير 2020.

والعلاقات بين حكومة الرئيس حسن روحاني والحرس الثوري مهمة نظراً لما تتمتع به هذه القوة العسكرية المتشددة، من نفوذ هائل، لدرجة أن بوسعها تعطيل أي تقارب مع الغرب إذا شعرت بأن ذلك يمثل خطراً على مصالحها الاقتصادية والسياسية.

وقال ظريف في التسجيل الذي بثته القناة التلفزيونية على تطبيق كلوب هاوس: "في كل مرة تقريباً ذهبت فيها للتفاوض (مع الدول الكبرى) كان (سليماني) يطلب مني أن أقدم هذا التنازل أو ذاك أو أثير نقطة ما". ومضى قائلاً "كان النجاح على الساحة (العسكرية) أهم من نجاح الدبلوماسية. كنت أتفاوض من أجل النجاح على الساحة (العسكرية)".

دور كبير للحرس الثوري في السياسة الخارجية

وأضاف وزير الخارجية الإيراني: "قلت (في اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي) إن العالم يقول إن صواريخ أسقطت الطائرة. إذا كان هذا ما حدث أبلغونا كي نرى كيف نستطيع تسوية الأمر". ومضى ظريف قائلاً "قالوا لي: 'لا، اذهب، غرد على تويتر وانكر ذلك".

وأكد ظريف أن نفوذه في السياسة الخارجية الإيرانية "صفر" وأنه لم يتمكن مطلقاً "من مطالبة أي قائد عسكري بفعل شيء ما من أجل مساعدة الجهود الدبلوماسية".

وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية التي قالت إنها حصلت على نسخة من التسجيل، بعض المقتطفات منه والتي جاء فيها قول ظريف إنه "في الجمهورية الإٍسلامية الميدان العسكري هو الذي يحكم (...) لقد ضحيت بالدبلوماسية من أجل الميدان العسكري، بدل أن يخدم الميدان الدبلوماسية"، وأن "هيكلية وزارة الخارجية هي ذات توجه أمني غالباً".

كما نقلت الصحيفة عنه قوله إن سليماني عمل عن قرب مع روسيا لمعارضة الاتفاق حول البرنامج النووي الذي أبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015، بعد مفاوضات شاقة كان ظريف أبرز ممثل لإيران فيها.

سياسيون محافظون ينتقدون 

وأثارت التصريحات المسربة انتقادات سياسيين محافظين، لا سيما وأنها طالت سليماني الذي يعد من أبرز مهندسي السياسة الاقليمية الإيرانية، وكان يحظى بمكانة كبيرة .

ورأى النائب المحافظ نصرالله بجمن فر أن ظريف في تسجيله "يشكك بمسائل تندرج ضمن الخطوط الحمر للجمهورية الإسلامية التي يتولى فيها منصب وزير الخارجية"، وفق ما نقلت وكالة "فارس" للأنباء. وطلب النائب "توضيحات" من ظريف بشأن ما أدلى به.

كما انتقدت الوكالة الإيرانية تقديم ظريف نفسه خلال الحديث المسرّب بمثابة "رمز للدبلوماسية" في مواجهة سليماني الذي يشكل رمز "ميدان" المعارك.

وقلل خطيب زاده في مؤتمره الصحفي من شأن الجدل بشأن التصريحات، مشددا على أن ظريف "يوضح (في التسجيل) أن تصريحاته هي رأيه الشخصي"، مشيراً إلى أن ما نشر هو "ثلاث ساعات ونصف ساعة" من حديث امتد "سبع ساعات".

وعلى الرغم من أن ظريف قال إنه لا يعتزم الترشح لانتخابات الرئاسة التي ستجرى يوم 18 يونيو/حزيران، قال بعض المنتقدين إن تصريحاته ترمي إلى كسب أصوات الإيرانيين الذين يعيشون ظروفا اقتصادية صعبة وغيابا للحريات السياسية والاجتماعية.

وطرحت شخصيات بارزة في التيار السياسي المعتدل اسمه باعتباره مرشحاً محتملاً للانتخابات التي سيخوضها أيضاً عدة قادة بارزين من الحرس الثوري.

ع.ح./ع.ش. (أ ف ب، رويترز)

من هو حرس الثورة الاسلامية؟