الأديب الإيراني عباس معروفي: حنين من المنفى وإيمان بالتغيير – DW – 2013/6/13
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الأديب الإيراني عباس معروفي: حنين من المنفى وإيمان بالتغيير

هولغار هايمن/ وفاق بنكيران١٣ يونيو ٢٠١٣

عشرون جلدة! كانت تلك العقوبة التي واجهها الكاتب عباس معروفي في إيران قبل 17 عاما بسبب انتقاداته اللاذعة لنظام الحكم. اليوم يعيش الكاتب في برلين ويراقب الانتخابات الرئاسية القادمة، التي يخشى من أن تصبح "مهزلة".

https://p.dw.com/p/18l43
صورة من: Privat

"هدايت. بيت الأدب والفنون"، لافتة باللغتين الألمانية والفارسية معلقة على مدخل إحدى مكتبات العاصمة الألمانية برلين. تعد المكتبة من أكبر وأهم المكتبات الإيرانية في أوروبا. تحتوي هذه المكتبة على عدد هائل من كتب الشعر والأدب الفارسي، وكتب التاريخ والفلسفة، فضلاً عن مؤلفات حديثة لأدباء إيرانيين غادروا بلدانهم قسراً أو طواعية، هرباً من النظام الحاكم.

علاوة على كل هذا نجد في أحد الأجنحة الخلفية للمكتبة، المكتب الخاص للكاتب الإيراني عباس معروفي. وفيه قام الأخير بتأليف عدد كبير من الكتب والمقالات، حيث كان الجليس قلمه، وأنيسه كوبا من الشاي. أما أعماله فجميعها موجهة ضد نظام الملالي في إيران.

ولد عباس معروفي في طهران عام 1957، وهو اسم معروف في الساحة الأدبية الإيرانية قبل أن يُجبر على مغادرة البلاد والاستقرار في ألمانيا. وجاء ذلك بعد أن صدر في حقه حكم بالإعدام، تمّ تخفيفه إلى عشرين جلدة "فقط" وحكم بالسجن لستة أشهر. والسبب وصفه لممارسات الطبقة الحاكمة بـ"الإجرامية" في جريدة "غردون" الإيرانية التي أصدرها في إيران. وبطبيعة الحال، مُنعت أعماله من النشر. ولولا تدخل اتحاد الكتاب الألمان ودعم الكاتب الألماني الكبير غونتر غراس، لما استطاع عباس معروفي مغادرة البلاد عام 1996 والاستقرار في ألمانيا.

Abbas Maroufi
مكتب معروفي في منفاه البرلينيصورة من: Privat

بداية جديدة

في مكتبه يتحدث عباس معروفي عن الماضي بهدوء، من دون احتقان. ويقول إن ألمانيا أضحت موطنه الجديد. لكن علاقته بها "في غاية التعقيد". ورغم أنه يجيد الألمانية، تبقى الفارسية لغة كتاباته. فهي الأصل والموطن، مقابل لغة أجنبية، يصعب عليه ترويض قلمه عليها.

وإذا كان لعباس معروفي جمهور واسع في إيران، فعليه في ألمانيا شق طريقه من جديد. وقد قامت دار "إينزل" للنشر بإصدار ترجمات لبعض أعماله إلى الألمانية، باستثناء روايته الأخيرة "شيء مميز جداً" فقد نشرت بالفارسي. والكتاب أقرب إلى السيرة الذاتية، فهو يتحدث عن صحفي وفيزيائي إيراني يعيش في برلين. إنها رواية عن "المنفى والحب والشعور بالوحدة"، هكذا يصف معروفي روايته.

نجح النظام في طهران بالسيطرة على الثورة الخضراء التي عمت البلاد عقب الإعلان عن فوز محمود أحمدي نجاد في انتخابات 2009. ويخشى عباس معروفي من أن تتحول الانتخابات الرئاسية القادمة إلى "مهزلة"، فلا شيء تحسن في إيران، بل بالعكس، "لون السياسية فيها أسود قاتم من دون أفق".

Abbas Maroufi, iranischer Schriftsteller
معروفي: "ليس لدينا سوى الأمل في الحياة"صورة من: Abbas Maroufi

عباس معروفي ليس بذلك الثوري الناشط ميدانياً، وإنما هو شخصية لها بعض التحفظات، ورغم ذلك يخشاه قادة إيران. وهو ما يحثه على العمل بقدر أكبر، لأنه من الضروري "غرس أشجار جديدة، إنها مهمتنا".

الصمود والإيمان بالتغيير

عباس معروفي، الكاتب الصحفي، والأديب، والمحرر والقارئ، ومدير مكتبة "هداية"، لم يستسلم، وإنما جعل من الأدب ملاذاً. ورغم أنه أجبر على ترك بلده، إلا أنه ربط علاقات صداقة قوية بينه وبين زملائه الأدباء حول العالم وبجمهوره في إيران وخارجها، وأيضا بالطلبة والأصدقاء داخل البلاد من خلال قنوات الاتصال الاجتماعية. ويشير إلى أن عدداً كبيراً من الكتاب غادر إلى الخارج، نظراً لصعوبة الحياة في إيران، "لما تتضمنه من مشاكل مع النظام الحاكم".

ويقدر عدد الإيرانيين في المنفى إلى خمسة ملايين تقريباً. وحول ذلك يقول عباس معروفي: "لا يوجد أمامنا خيار آخر، نُجبر على العيش في الخارج، وعندما يحبنا بلدنا سنعود إليه". الحل يكمن حسب معروفي في إيجاد "رجل" في إشارة إلى مرشحي الانتخابات الرئاسية، يمكنه بناء "معبر يمر منه هؤلاء المنفيون حول العالم".

وللأسف يقول المراقبون، لا وجود لهذا الرجل على قائمة المرشحين. مهما يكن، لن يستسلم معروفي، فـ"المرء يحيا من خلال الأمل" كما يقول.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد