"الأسد يعرف أن موقع سوريا في نسيج العلاقات الدولية والإقليمية حرج جدا" – DW – 2011/4/6
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الأسد يعرف أن موقع سوريا في نسيج العلاقات الدولية والإقليمية حرج جدا"

٦ أبريل ٢٠١١

يرى الصحافي الألماني الخبير في شؤون الشرق الأوسط شتيفان بوخن أن الانتقادات الأوروبية للنظام السوري لتعامله القمعي إزاء المحتجين قد تعد محاولة لتهدئة الوضع في البلاد، وان العواصم الغربية تتخوف من ظهور حالة "ليبية" جديدة.

https://p.dw.com/p/10nyN
الاحتجاجات في سوريا تواصلت بعد خطاب الأسد الذي خيب آمال المطالبين بالإصلاحاتصورة من: dapd

دويتشه فيله: الخارجية الألمانية استدعت السفير السوري للتنديد باستخدام السلطات السورية العنف تجاه المتظاهرين كما أدانت فرنسا مجددا "أعمال العنف" وطالبت بإجراء "تحقيق شفاف" حول هذه الأحداث. ماذا تعني هذه التحركات الأوربية إذا ما قارناها بردود الأفعال الأوربية الأخرى بالنسبة للأوضاع في ليبيا واليمن؟

شتيفان بوخن: هذا يعني تدخلا أوربيا في شؤون سوريا. فأنا أعتقد أن القادة السياسيين في ألمانيا وفرنسا يخشون من توجيه انتقادات ضدهم في حالة سكوتهم عما يجري حاليا في سوريا. يخافون من أنهم لو سكتوا ستتزايد الانتقادات ضدهم كما حدث مع موقف الحكومة الفرنسية مثلا من نظام بن علي في تونس، حيث دافعت عنه حتى اللحظة الأخيرة تقريبا. وألمانيا التي وقفت بجانب الرئيس المخلوع حسني مبارك حين اندلعت الثورة في مصر. ولذلك أعتقد أن ألمانيا وفرنسا تريدان الآن تجنب هذه الانتقادات .

ولكن ما مدى قوة التحركات التي اتخذتها ألمانيا وفرنسا حيال الأحداث الجارية في سوريا؟

Stefan Buchen Journalist Nahostexperte
شتيفان يوخن الصحافي الألماني الخبير في شؤون الشرق الأوسطصورة من: NDR

بطبيعة الحال هذه الإجراءات، تعتبر إجراءات رمزية من حيث استدعاء ألمانيا للسفير السوري ولكنها تشير إلى أن ألمانيا وفرنسا انتبهتا إلى ما يحدث حاليا في سوريا وأنهما لا تدعمان علانية بقاء الرئيس السوري بشار الأسد مستخدما العنف. ولكن إذا أردنا أن نحلل الوضع تحليلا أعمق. فرنسا وألمانيا وأوربا بشكل عام تخشى من عدم الاستقرار في بلد عربي آخر، بعدما اندلعت الحرب في ليبيا وتدخل المجتمع الدولي عسكريا بما في ذلك بعض الدول الأوربية، أرى أن أوربا تتخوف من تدهور الوضع إلى مثل هذه الدرجة في بلد آخر مثل سوريا.

ونحن نعرف أن نظام بشار الأسد متمسك جدا بالحكم ولن يتنازل عنه بسهولة. وأعتقد أنه بهذه الخطوات المنتقدة للنظام السوري من قبل ألمانيا وفرنسها فهما تتطلعان إلى مساهمة بسيطة لتهدئة الأمور في سوريا أملا منهما في أن ينجح بشار الأسد في تحقيق نوع من حل الوسط ما بين نظامه القائم والمحتجين عندما يبدأ في إجراء إصلاحات حقيقية كما وعد منذ 11 عاما وجدد هذه الوعود في خطابه الأخير ولكن لم يتحقق من هذه الوعود شيء حتى الآن.

وأعتقد أن ألمانيا تأمل في أن يبدأ الأسد في مسيرة حقيقية للإصلاح ولكنني أرى أن هذا الأمل غير واقعي. نعرف أن الحكومة الألمانية بذلت بعض الجهود في السنوات الأخيرة لتوثيق العلاقات بين البلدين وساندت النظام السوري لإجراء إصلاح اقتصادي واجتماعي ولكن هذا التفكير اثبت فشله حين ننظر إلى تونس ومصر. ففكرة الإصلاحات الاقتصادية فقط لم تنجح في أي دولة. وفي النهاية يتطلع الناس إلى تغيير سياسي وإلى المزيد من الحريات. والفساد الاقتصادي الذي ينتقده المحتجون في كل الدول لن يزول إلا بعد تغييرات سياسية حقيقية.

وهل تعتقد أن هذه التحركات والتصريحات الأوروبية يأخذها نظام بشار الأسد بعين الاعتبار؟

اعتقد أن نظام الأسد يأخذ كل شيء بعين الاعتبار وكل تعليق يوجه إليه من الخارج، لأنه يعرف أن موقع سوريا في نسيج العلاقات الدولية والإقليمية حرج جدا وهو يدرك أنه لا يستطيع أن يستفز المجتمع الدولي أكثر من اللازم ويعرف أن هذا القمع الذي يحدث في سوريا لا يتم دون أن ينتبه المجتمع الدولي إليه. وربما يكون لهذه التحركات الأوروبية تأثير على أسلوب مواجهة نظامه للعنف وتعامله مع هذه الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد حاليا.

الولايات المتحدة وإن كانت قد رفضت خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الأخير قائلة أنه لا يرقى للتوقعات ووعوده بالإصلاح، إلا أنها تبدو حذرة في موقفها وفي تصريحاتها بشأن موجة الاحتجاجات في البلاد، إلا ما يرجع ذلك؟

أرى أن بعض أصحاب القرار والمستشارين في الولايات المتحدة وأوروبا يرجحون أن نظام بشار الأسد يشارف على السقوط وهناك منهم من يظن العكس حيث سينجح النظام السوري من التغلب على هذه الأزمة الحالية وبين هذين الرأيين تتأرجح تصريحات القادة السياسيين والخبراء في الولايات المتحدة وأوربا. وهناك نوع من الحيرة في تقييم الموقف ولا يوجد موقف موحد وهذه الحيرة ترتبط أيضا بالوضع في ليبيا حيث اتخذ المجتمع الدولي قرارا بالتدخل العسكري. فهناك خوف من أن تظهر الحاجة من جديد إلى تدخل عسكري في بلد عربي آخر.

أجرت الحوار: هبة الله إسماعيل

مراجعة: منصف السليمي

الصحافي الألماني شتيفان بوخن متخصص في شؤون العالم العربي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد