الاتحاد الأوروبي يواصل الحوار مع موسكو رغم تجميد محادثات الشراكة معها

قرر الاتحاد الأوروبي إرجاء الاجتماعات المقبلة التي كانت مقررة من أجل التفاوض مع روسيا حول اتفاق شراكة معززة. وجاء في بيان صادر عن قادة الاتحاد إثر قمتهم الطارئة هذا اليوم الاثنين (1 سبتمبر/ايلول 2008) في بروكسل ان الاتحاد لن يجري محادثات شراكة جديدة مع موسكو قبل انسحاب قواتها من جورجيا إلى مواقعها قبل السابع من أغسطس/ آب الماضي. وكان من المقرر أن تعقد جولة المفاوضات المقبلة بشأن اتفاق شراكة جديد في 15 سبتمبر/أيلول في بروكسل.

وكانت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل قد شجبت قبيل بدء أعمال القمة اعتراف روسيا بالاقليمين الجورجيين الانفصاليبن أوسيتيا الجنوبية وأبخاذيا، لكنها اكدت على انه لا يتعين قطع الحوار بين الاتحاد الاوروبي وموسكو. وهو الموقف الذي تبنته كل من فرنسا وإيطاليا كذلك. غير أن دولا أخرى وفي مقدمتها بولندا وبلدان البلطيق طالبت بفرض عقوبات على روسيا. من جهته ناشد رئيس الوزراء الدنماركي انديرس فوج راسموسين نظرائه الاعضاء فى الاتحاد الاوروبي باتخاذ موقف " يظهر ان العدوان العسكرى لن يفيد". ودعا راسموسين ايضا الاتحاد لدعم جورجيا وانهاء اعتماده على الغاز والنفط الروسيين.

مؤتمر مانحين لدعم جورجيا

وعلى ذكر الدعم أتفق القادة الأوروبيون على مساعدة شاملة لاعادة اعمار جورجيا، ولكن التفاصيل حول حجم ونطاق المساعدات ستناقش خلال مؤتمر خاص بذلك. وصرح رئيس المفوضية الأوروبية باروسو بهذا الشأن أن الخبراء الأوروبيين سيقومون بتقييم ألأوضاع خلال الأيام المقبلة بغية تلبية متطلبات إعادة الإعمار في مؤتمر قريب جدا للمانحين على حد تعبيره. وسبق للاتحاد أن خصص مؤخرا 15 مليون يورو لجورجيا كمساعدات أولية. وحسب الإعلان الصادر عن القمة الأوروبية اليوم فإن الاتحاد قرر ايضا تسهيل منح تأشيرات الدخول للجورجيين، ودرس إقامة منطقة تجارة حرة بعد توفير الشروط لذلك.

وفد أوروبي رفيع إلى موسكو

في الوقت نفسه أعلن الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حاليا أنه سيرأس وفدا أوروبيا رفيع المستوى إلى موسكو الاثنين المقبل. وقال إن الزيارة سوف تتيح للاتحاد الأوروبي فرصة لمراجعة الموقف ومعرفة ما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار بين جورجيا وروسيا والمكون من ست نقاط قد طبق أم لا. وقال ساركوزي إن زيارة 8 أيلول/سبتمبر الحالي إلى موسكو "مهمة جدا لمستقبل علاقتنا مع موسكو". وأضاف إن الاستخدام المفرط للقوة من جانب روسيا واعترافها باستقلال إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين عن جورجيا يعني أنه لا مفر أمام الاتحاد الأوروبي من مراجعة علاقاته مع روسيا.