الاتحاد الاوروبي يطالب الحكومة الفلسطينية بتلبية شروط اللجنة الرباعية

بعد مخاض تشكيل الحكومة الفلسطينية الطويل وإعلان عن ولادة حكومة الوحدة الوطنية، التي ضمت شخصيات مختلفة من الطيف السياسي الفلسطيني والتي أدت إلى اليمين الدستورية يوم السبت الماضي 17 آذار/ مارس 2007، أعلنت النرويج عن إنهاء مقاطعتها للحكومة التي ترأسها حركة حماس. جاء ذلك في لقاء ضم رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية إسماعيل هنيه ونائب وزير الخارجية النرويجي رايمون يوهانسن.

وعقب اللقاء لم يعلن المسؤول النرويجي عن استئناف تقديم بلاده للمساعدات للشعب الفلسطيني فحسب، بل طالب إسرائيل كذلك بالإفراج عن المستحقات الضريبية والجمركية التي تجبيها الحكومة الإسرائيلية من التجارة الفلسطينية الخارجية وتحتجزها منذ عدة أشهر. الجدير بالذكر ان النرويج، وهي دولة غير عضو بالإتحاد الأوروبي، كانت قد أعلنت مطلع الأسبوع الحالي أنها تعتزم إنهاء المقاطعة السياسية والاقتصادية للحكومة الفلسطينية.

تريث أوروبي

من جانب آخر اتفق كل من الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية اليوم الاثنين على انتظار أولى قرارات حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية لاتخاذ موقف منها، معربين عن أسفهم لعدم تخلي الحكومة الجديدة عن العنف. وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا اثر محادثات الترويكا الأوروبية في واشنطن: "علينا ان نقول ان هذه الحكومة لا تلبي تماما المبادئ التي طالما أكدت عليها اللجنة الرباعية". وأضاف سولانا في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزيرة الخارجية الأمريكية رايس ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير: "الأفعال أهم بكثير من الأقوال".

الجدير بالذكر ان المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتين ييغر كان قد قال صباح اليوم الاثنين ان برلين لا تستبعد إقامة مع اتصالات مع بعض وزراء الحكومة الجديدة، ولكنه دعا إلى التريث بالقول: " نعتقد أنه يجب أن نتعامل مع هذه القضية بهدوء ونلاحظ كيف ستعمل الحكومة الجديدة في الأيام والأسابيع المقبلة". اللافت ان الاتحاد الأوروبي يطالب الحكومة الجديدة بطرح برنامج يعكس أساسيات وشروط اللجنة الرباعية كشرط للتعاون معها.

فرنسا تأمل بفتح "صفحة جديدة"

وفي سياق متصل أعرب وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي اليوم الاثنين عن أمله في أن يساهم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الجديدة في "فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الأسرة الدولية وهذه الحكومة". وجاء كلام الوزير الفرنسي في رسالة وجهها إلى وزير الخارجية الفلسطيني الجديد زياد أبو عمرو لتهنئته بتسلمه منصبه. وأوضح بلازي في رسالته "أنه في هذه الظروف وانسجاما مع النتائج الختامية الصادرة عن المجلس الأوروبي، فإن فرنسا ترى أن تكليف حكومة فلسطينية جديدة من شأنه أن يفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الأسرة الدولية وهذه الحكومة". وفي الوقت نفسه شدد الوزير الفرنسي على ان احترام القرارات والتعهدات الدولية لمنظمة التحرير الفلسطينية وللسلطة الوطنية يمثل بالفعل خطوة أولى هامة نحو الاحترام الكامل للمبادئ الثلاثة للجنة الرباعية. الجدير بالذكر ان اللجنة الرباعية تطالب الحكومة الفلسطينية الجديدة بالاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها وبالتخلي عن العنف.