الاحتفال بمرور مائة عام على ولادة صياد النازيين سيمون فيزنتال – DW – 2009/1/1
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الاحتفال بمرور مائة عام على ولادة صياد النازيين سيمون فيزنتال

كورنيليا رابيتس / إعداد وفاق بن كيران١ يناير ٢٠٠٩

مرت يوم أمس الأربعاء الذكرى المائة على ميلاد سيمون فيزنتال، الذي عرف بـ"صياد النازيين" المتورطين في مقتل ملايين اليهود. استند فيزنتال إلى مبدأ "العدالة لا الانتقام" في توثيقه الجرائم النازية للحيلولة دون تكرارها.

https://p.dw.com/p/GOfz
سيمون فيزنتال في خطاب له داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة

كرّس سيمون فيزنتال، وهو يهودي من أوكرانيا، شطراً طويلاً من حياته في مطاردة النازيين المتورطين في المحرقة النازية ومقتل الملايين من اليهود. وسعى فيزينتال، الذي كان يصف نفسه بالرجل العادل ويرفض فكرة الانتقام، إلى أن يكون صوت الذين قضوا في معسكرات الاعتقال تحت بطش النازية وأولئك الذين نجوا من المحرقة النازية "الهولوكوست". وجاهد من أجل الكشف عن جرائم النازيين وعدم طمس الحقائق.

كما كافح من أجل القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة، وذلك "حتى لا يتكرر ما اقترفوه من جرائم" كما كان يردد في العديد من المناسبات. البعض وصفه بـ"صياد النازيين"، لكنه لم يكن مغامرا يهوى المطاردة وإنّما سعى، بُعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية، إلى تعريف العالم بجرائم النازية وإلى إنصاف الملايين من الضحايا اليهود.

تجربة شخصية أم مهمّة تاريخية؟

Simon Wiesenthal Center in Los Angeles, Aussenansicht
معهد سيمون فيزنتال في لوس أنجليس الأمريكيةصورة من: Simon Wiesenthal Center

وُلد سيمون فيزنتال عام 1908 في إقليم غاليسيا الأوكراني، الذي كان جزءا من الإمبراطورية النمساوية-الهنغارية. لكنه سرعان ما فقد والده، الذي لقي مصرعه خلال الحرب العالمية الأولى، ما حتّم عليه المعاناة والحاجة منذ الصغر. غير أن ذلك لم يمنعه من دراسة الهندسة المعمارية في جامعة ليمبيرغ ومزاولتها حتى عام 1940، حين سيطر النازيون على بلدان شرق أوروبا.

وما لبث أن وقع سيمون فيزنتال في أسر النازيين الألمان عام 1941 وتنقل بين خمسة معسكرات نازية، آخرها معسكر ماوتهاوزن في النمسا، قبل أن يتم تحريره عام 1945 من قبل القوات الأمريكية. بيد أنه سُرعان ما اكتشف مقتل كافة أفراد عائلته، التي لم تنج منها سوى زوجته سيلا.

وعند نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، كُلّف فيزنتال من قبل الولايات المتحدة بمهمّة البحث عن مجرمي الحرب النازيين، معتمدا في ذلك على تجاربه الشخصية وذكرياته خلال سنوات الاعتقال والعمل القسري تحت البطش النازي. وبدأ فيزنتال بتجميع الشهادات والمعلومات والصور عن المجرمين النازيين المتورطين في مقتل ملايين اليهود.

وفي مدينة "لينتس" النمساوية أسّس سيمون فيزنتال بمشاركة عدد من الناجين من المحرقة مركز التوثيق اليهودي الذي يُعنى بتوثيق الجرائم في حق يهود أوروبا. وفي عام 1961 تم تأسيس مركز مماثل في العاصمة النمساوية فيِنا، وفي عام 1977 تم تأسيس مركز آخر في مدينة لوس أنجلس الأمريكية.

"العدالة وليس الانتقام"

Simon Wiesenthal gestorben
شدّد سيمون فيزنتال طيلة حياته أن دافعه الوحيد من مطاردة النازيين هو تحقيق العدالة وإنصاف الضحاياصورة من: dpa

وساهم سيمون فيزنتال بشكل كبير في الوصول إلى النازيين، وعلى رأسهم أدولف أيشمان، إذ كشف عن مخبئ هذا الأخير في الأرجنتين وعن اسمه المستعار، ما ساعد في الوصول إليه ومحاكمته عام 1961 في القدس. كما قاد إلى القبض على فرانتس شتانغل، الذي كان آمر معسكر تريبلينكا، وكذلك إلى الوصول إلى هيرمينه براونشتاينه، المسؤولة عن مقتل مئات الأطفال اليهود.

وعلى الرغم من ذلك كله فقد كان فيزنتال يرفض طيلة حياته بأن يوصف بذلك الرجل، الذي يتحرك بدافع الكراهية والانتقام، لأن هدفه لم يكن يوما القصاص الفردي، وإنما تقديم المجرمين لمحاكمة عادلة.

يُشار إلى أن سيمون فيزنتال عكف طيلة ستة عقود على تقصّي المعلومات والبحث عن الأدلّة، مشوار وُصف بالشاق والطويل، ولكنه حافل بالجوائز اعترافا بجهوده من أجل تحقيق العدالة. توفي سيمون فيزنتال عام 2005 بعد أن بلغ السادسة والتسعين من العمر، ولكن اسمه سيبقى شاهدا على صحوة الضمير الإنساني تجاه فضائع المحرقة النازية "الهولوكوست".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد