البرادعي ينفي وجود وثيقة سرية ترجّح قدرة إيران على صنع قنبلة ذرية

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، أن الوكالة ستفتش المنشأة الجديدة لتخصيب اليورانيوم بمدينة قم الإيرانية في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. ومن جانبه اعتبر الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، الذي التقى البرادعي صباح اليوم الأحد (04 تشرين الأول/ أكتوبر) إنه لم يعد هناك أي نقاط غامضة بين بلاده والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الملف النووي الإيراني.

وبدوره أكد البرادعي على استمرار قلق الوكالة من نوايا إيران النووية، معتبرا أن الأمر لا يتعلق بقضية التحقيق بل ببناء الثقة. ونفي البرادعي ما أكدته صحيفة نيويورك تايمز من أنه لدى الوكالة وثيقة سرية تفيد بأن طهران حصلت على المعرفة الكافية التي تمكنها من تصميم وصنع قنبلة ذرية. وأضاف بأن ليس لدى الوكالة أي معلومات عن صنع مكونات أسلحة ذرية، "لكن لدينا مخاوف من ذلك مع أننا لسنا في حالة فزع من البرنامج النووي الإيراني".

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في مؤتمر صحفي مع علي أكبر صالحي، رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، أن علاقات إيران مع الغرب تتحرك من "التآمر إلى التعاون" وأن النزاع النووي يمكن حله عبر الدبلوماسية، وذلك نقلا عن وكالة رويترز. أما المسئول الإيراني فقد أشاد بمحادثاته مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واصفا إياها بأنها كانت "ناجحة للغاية"، وذلك نقلا عن الوكالة ذاتها.

وتأتي هذه الزيارة مع تصاعد الضغوط على إيران بعد أن طالبها الرئيس الأميركي، باراك اوباما، بالقيام بتحرك "بناء وسريع" إزاء طبيعة برنامجها النووي، فيما حذر في الوقت نفسه من أن صبر الأسرة الدولية "قد ينفد". يشار إلى أن كشف إيران أنها تبني منشاة ثانية لتخصيب اليورانيوم في قم أثار حملة تنديد دولية قبيل المحادثات التي جرت الأسبوع الماضي في جنيف بين طهران والقوى الست الكبرى المكلفة ببحث الملف النووي الإيراني.

حديث عن تقرير سري يكشف عن قدرة طهران على صنع قنبلة ذرية

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد ذكرت أن تقريرا سريا للوكالة الدولية للطاقة الذرية يفيد بأن إيران "لديها ما يكفي من الخبرات التي تمكنها من تصميم قنبلة ذرية وتصنيعها". ونقلت الصحيفة عن مسئولين أوروبيين لم تكشف هوياتهم أن هذه الوثيقة تشدد في مقدمتها على الطابع المؤقت لنتائجها، مشيرة إلى أنه يجري التحقق بشكل إضافي من الأدلة التي قالت إن مصدرها وكالات استخبارات وتحقيقاتها الخاصة.

وقالت الصحيفة إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يحمل عنوان: "أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني" أعد على أساس مشاورات مع سلسلة خبراء من داخل الوكالة وخارجها. وكتبت الصحيفة أن التقرير يتحدث عن برنامج معقد، يديره وزير الدفاع الإيراني "ويهدف إلى تطوير شحنة نووية يمكن نقلها عبر نظام صواريخ شهاب 3" التي يمكنها بلوغ الشرق الأوسط وبعض مناطق أوروبا. ويبدو أن البرنامج بدأ في مطلع 2002 كما قالت الصحيفة. وقالت "نيويورك تايمز: "إذا تمكنت إيران فعلا من صنع رأس نووي، فليس ذلك سوى جزء من عملية معقدة لصنع سلاح نووي".

علماء روس يساعدون طهران نوويا

وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سلّم روسيا قائمة بأسماء علماء روس يعتقد الإسرائيليون أنهم ساعدوا إيران في تطوير رأس نووي، مشيرة إلى أن تسليم القائمة تم خلال الزيارة السرية التي قام بها لموسكو الشهر الماضي. وذكرت تقارير إخبارية سابقة أن نتنياهو طار سرا إلى موسكو وبصحبته أوزي أراد مستشاره للأمن القومي الشهر الماضي على متن طائرة خاصة.

وزعم مكتب نتنياهو أنه كان في إسرائيل، حيث يقوم بزيارة سرية لمؤسسة عسكرية في ذلك الوقت. غير أنه ظهر فيما بعد إنه كان يجري محادثات مع فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الروسي والرئيس ديمتري ميدفيديف. ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من وزير الدفاع الروسي قوله الأسبوع الماضي: "سمعنا أن نتنياهو جاء ومعه قائمة ودليل دامغ يظهر أن روسا يساعدون الإيرانيين لتطوير قنبلة نووية".

(هـــــ.ع/ د.ب.ا/ أ.ف.ب/رويترز)

مراجعة: إيراهيم محمد