التصعيد العسكري في الشرق الاوسط ينذر بعواقب اقتصادية كارثية – DW – 2006/7/19
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التصعيد العسكري في الشرق الاوسط ينذر بعواقب اقتصادية كارثية

دويتشه فيله(ع.ج.م.)١٩ يوليو ٢٠٠٦

التصعيد العسكري في منطقة الشرق الأوسط يستهدف ضمنا البنى التحتية، لذلك تنعكس آثاره السلبية بجلاء على اقتصاد دول المنطقة. الحلم اللبناني بموسم سياحي استثنائي تبخر، والمستثمرون يحزمون أمتعتهم. إسرائيل تغلق مرفأ حيفا المهم.

https://p.dw.com/p/8oCz
اجلاء السياح من لبنان وجه ضربة قاصمة للموسم السياحي الحالي.صورة من: AP

بدأ التصعيد العسكري الأخير على الجبهتين الإسرائيلية ـ الفلسطينية والإسرائيلية - اللبنانية يصيب العصب الاقتصادي لهذه الدول في الصميم، لاسيما وأن احتمالات اتساع رقعة العمليات العسكرية واردة بشدة. ومع أنه من المبكر تقييم الآثار الاقتصادية الناجمة عن هذه الحرب التي بدأت للتو ولازالت نهايتها غير معروفة ونتائجها مجهولة، إلا أن القراءة الأولية تشير إلى انعكاسات سلبية واضحة على بعض القطاعات الاقتصادية ذات الحساسية العالية للحروب والتوترات الأمنية مثل قطاع السياحة.

ولعله من النافل الإشارة إلى أهمية هذا القطاع كأحد أهم مصادر الدخل القومي في المنطقة، الذي ما لبث يستعيد عافيته بعد الكساد الذي عانى منه إثر ما عُرف بالحرب على الإرهاب وكذا حرب العراق. لكن التصعيد الأخير شكل ضربة جديدة لقطاع السياحة في المنطقة. حيث يغادر المنطقة حاليا آلاف السياح تباعا، بينما ألغى الكثيرون حجوزات سفرهم. وفي الوقت الذي بدأت فيه معظم الدول الغربية بالفعل بإجلاء رعاياها من لبنان، حذرت حكومات هذه الدول رعاياها من السفر او نصحتهم بعدم السفر إلى لبنان والمناطق المشتعلة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية والمناطق الفلسطينية، وطالبتهم بتوخي الحيطة والحذر عند السفر إلى المنطقة. من جانبها أعلنت وكالات السفر والسياحة العالمية عن عروض استثنائية لزبائنها يمكنهم بموجبها إلغاء أو تأجيل حجوزاتهم إلى المنطقة.

خسائر قطاع السياحة اللبناني "كبيرة وباهظة"

Blick auf die libanesische Hauptstadt Beirut
بيروت الحالمة لم تعد قبلة السواحصورة من: AP

القصف الجوي والبري والبحري الذي يستهدف البنية التحتية كبد لبنان خسائر في البنية الأساسية تقدر بمليارات الدولارات، ونجم عنه أيضا تعطيل حركة السياحة في هذا البلد الذي يقصده الملايين للسياحة والاصطياف. آلاف السياح غادرت البلد برا عبر سوريا بينما ألغى عدد كبيرا حجوزاتهم الأمر الذي حطم أمال هذا البلد في موسم سياحي واصطيافي ناجح يحقق مردودا اقتصاديا وفيرا. في هذا السياق تشير التقارير الواردة بأن لبنان بات يخلو من الرعايا الأجانب المقيمين فيه ومن السواح في ذروة موسم سياحي صار في خبر كان. ولاحظ وزير السياحة اللبناني جو سركيس بمرارة أن "الموسم السياحي انتهى". وأضاف في مقابلة مع قناة العربية بأنه رغم أن الوقت لازال مبكرا لتحديد أرقام دقيقة لخسائر القطاع السياحي، الا ان "الخسائر كبيرة جداً جداً لا بل باهظة"، مشيرا إلى تلقيه "صرخة" من المؤسسات السياحية بأن أرقام خسائرها كبيرة جدا. يذكر هنا أن توقعات وزراة السياحة اللبنانية كانت تشير إلى أن عدد زوار لبنان هذه السنة سيصل إلى مليون وستمائة ألف شخص، يضخون حوالي ملياري دولار إلى اقتصاد البلاد. لكن يبدو أن هذه الآمال قد بدأت بالتبخر شيئا فشيئا مع بدء التصعيد الأخير مع إسرائيل.

الخسائر الاقتصادية الآنية بالمليارات

Libanon Beirut mit Flughafen
مطار بيروت يقع تحت وابل القذائفصورة من: AP

وهكذا تحول حلم اللبنانيين بموسم صيفي استثنائي فجأة إلى كابوس بعد أن استيقظوا على التدهور الكبير في بورصة بيروت ومغادرة آلاف السياح مذعورين وإلغاء مهرجانات الصيف. وانعكست التطورات المتسارعة سلبا على حركة الأسواق المالية حيث تعرضت الليرة اللبنانية لتدهور في قيمتها كما تراجعت أسعار الأسهم في البورصة، وكذلك انعكست سلبا على حركة الاستهلاك حيث شهدت الأسواق تهافتاً على السلع الأساسية خوفا من الحصار ومن ما هو أسوأ. في هذه الأثناء سارعت المؤسسات المالية والائتمانية العالمية من جهتها إلى إعادة تقييم الأوضاع الاقتصادية والمالية في لبنان. حيث قامت على سبيل المثال مؤسستي ستاندرد اند بورز وَ فيتش للتقييمات الائتمانية بخفض توقعهاتهما للتقييم الائتماني للبنان من "إيجابي" إلى "مستقر". مدير التقييمات السيادية للشرق الأوسط وأفريقيا لدى مؤسسة فيتش، ريتشارد فوكس، لخص الأسباب بالقول بأن الهجمات الأخيرة على البنية التحتية للبنان ستضر النشاط الاقتصادي لاسيما السياحة، كما أن عائدات الضرائب ستعاني وحركة الدين العام قد تنقلب إلى الاسوأ، بينما سيبتعد التركيز السياسي ثانية عن الإصلاحات الاقتصادية التي تأخرت كثيرا. ويقدر محللون بأن استمرار الأزمة الحالية سيؤثر بشكل خطير على تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي يعتمد لبنان عليها كثيرا.

إسرائيل والمناطق الفلسطينية: استنزاف اقتصادي متواصل

على الجبهة الأخرى: الإسرائيلية الفلسطينية، تأتي التطورات العسكرية الأخيرة لتضاعف من الخسائر الاقتصادية لكلا الطرفين. فبالإضافة إلى الاستنزاف المستمر للإقتصادين الإسرائيلي والفلسطيني جاءت الأحداث الأخيرة لتضيف خسائر أخرى. ولعل إغلاق مرفأ حيفا الحيوي بالنسبة لإسرائيل بعد استهداف صواريخ حزب الله للمنطقة وكذا إقدام إسرائيل على تدمير المصانع والبنية التحتية الفلسطينية يضاعف من الخسائر الاقتصادية المباشرة لكلا الطرفين. أما قطاع السفر والسياحة الذي تعتبر مساهمته أيضا حيوية بالنسبة لإسرائيل والفلسطينيين فقد تأثر هو الآخر بالأحداث الجارية. هذا في الوقت الذي بدأت فيه النتائج السلبية للحصار المستمر لمناطق السلطة الفلسطينية تظهر جليا وتعكس نفسها على حياة الفلسطينيين اليومية، الأمر الذي دفع المنظمات الدولية إلى التحذير من حدوث كارثة إنسانية والمطالبة بسرعة تلافي تدهور الوضع قبل فوات الأوان.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد