الجيش الأوكراني ينفي انسحابه من باخموت

تواصل القتال العنيف في جبهة باخموت شرق أوكرانيا، حيث تسعى القوات الروسية منذ تسعة أشهر السيطرة عليها. وتحولت هذه المدينة إلى رمز جديد للصمود الأوكراني أمام الغزو الروسي. ويقول مسؤولون أوكرانيون إن الدفاع عن باخموت "نجاحٌ استراتيجي" من خلال إضعاف القوات الهجومية الروسية التي تكبدت خسائر فادحة دون تحقيق أي مكسب حاسم إلى غاية اللحظة.

وباخموت يعتبرها العسكريون المنطقة المفتاح للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية، وهذا ما يفسر أهميتها الاستراتيجية بالنسبة للطرفين. كما أن القتال في باخموت  حسب ما جاء في مذكرة للمعهد الأميركي لدراسة الحرب "يواصل استنفاد القوات والمعدات الروسية". الأمر الذي ذهب إليه كذلك ميخايلو بودولاك مستشار الرئاسة الأوكرانية في تصريحات أدلى بها إلى الصحفيين الإثنين، مؤكداً أن "الدفاع عن باخموت حقق أهدافه" من خلال استنزاف القوات الروسية لإعطاء الوقت للجيش الأوكراني لتدريب "آلاف الجنود للتحضير لهجوم مضاد".

وعكس ما تشيعه وسائل الإعلام الروسية، نفى الجيش الأوكراني بشدة الانسحاب من باخموت وأكد خطته لـ "تعزيز" مواقعه، وكان ذلك حسب الرئاسة الأوكرانية موضع بحث بين قائد الجيش والرئيس فولوديمير زيلينسكي في لقاء الاثنين. وعلى الجانب الروسي قال يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر المسلحة التي هي في الخطوط الأمامية للجبهة في هذه المعركة في رسالة عبر الفيديو "الجيش الأوكراني سيحارب من أجل (باخموت) حتى النهاية".

بيستوريوس يصل إلى ليتوانيا

في سياق متصل، وصل وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إلى ليتوانيا حيث يعتزم إجراء محادثات سياسية عسكرية وسيزور جنود بلاده المتمركزين في الجمهورية السوفيتية السابقة. يذكر أن ألمانيا جهزت لواء قتاليا للدفاع عن ليتوانيا منذ خريف العام الماضي وذلك كرد فعل على الحرب الروسية على أوكرانيا. ويشارك مئات الجنود الألمان التابعون للواء ميدانيا في التدريب "جريفين لايتنينج" مع القوات المسلحة الليتوانية.

وهبط بيستوريوس مع الوفد المرافق له  في مدينة كاوناس، ويتضمن برنامج الوزير الألماني زيارة وحدة القوات الألمانية التابعة لمجموعة حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي تحمل اسم "الوجود الأمامي المعزز" والموجودة في مدينة روكلا. وسيتابع الوزير تدريب "جريفين لايتنينج" غدا الثلاثاء وفي أعقاب ذلك سيجري محادثات مع الحكومة في العاصمة الليتوانية فيلنيوس. 

الصين تجدد دعوتها للسلام

دعا الرئيس الصيني شي جين بينج لاستئناف مباحثات سلام بشأن الحرب الأوكرانية. وقال أثناء حديثه خلال جلسة العام الجاري لمؤتمر الشعب الوطني "يجب أن تبدأ عملية مباحثات السلام في أقرب وقت ممكن، كما يجب احترام جميع المخاوف الأمنية الشرعية لجميع الأطراف".

وأضاف أن الصراع في أوكرانيا، الذي بدأ بالغزو الروسي في 24 شباط/فبراير 2022 هو "انفجار لمشاكل تراكمت خلال الحوكمة الأمنية لأوروبا"، موضحا أن أسبابه تعود إلى "تاريخ وأسباب معقدة". وحذر المسؤول الصيني من بلوغ الأزمة منعطفاً خطيراً، "فإما أن تتوقف الأعمال العدائية ويتم استئناف مباحثات السلام وتبدأ عملية التسوية السياسية، أو سوف يتم إضافة مزيد من الوقود للهب، وسوف تتوسع الأزمة بصورة أكبر وتخرج عن السيطرة". وفي هذا الإطار اتهم "يداً خفية" تسعى إلى إطالة أمد الحرب "لخدمة أجندة جيوسياسية معينة".

وعرضت الصين مؤخرا ما يطلق عليه ورقة موقف بشأن موقفها من الحرب، ولكنها قوبلت بخيبة أمل وتشكك، إذ اعتبرها الخبراء خالية من أيّ مبادرات جديدة تسعى إلى تسوية سلمية، وسط تخوفات من أن تكون بيكين تزود موسكو بالسلاح. بيد أن كين غانغ في تصريحاته هذه نفى ذلك بقوة، مشددا على أن علاقة بلاده مع روسيا هي "نموذج للعلاقات الدولية الجديدة"، ومع ذلك هي ليست "تحالفاً، وليست تصادمية مع أطراف ثالثة".

و.ب/ح.ز (أ ف ب، د ب أ، رويترز)