الخلافات حول توسيع حلف الناتو شرقاً أبرز تحديات قمته في بوخارست

أكدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أمس مجددا موقف بلادها الرافض لضم أوكرانيا وجورجيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) بشكل متعجل. وقالت ميركل لدى وصولها إلى بوخارست قبل بدء أعمال قمة الحلف: "ليس هناك أي خلاف حول ضرورة توفير فرص الانضمام للبلدين، لكن ألمانيا تعتقد أنه من السابق لأوانه إدراج الدولتين ضمن خطة عمل العضوية في الحلف".

واشنطن ترغب في عضوية جورجيا واوكرانيا

تصريحات ميركل توضح مدى التعقيدات التي تقف قمة الحلف أمامها. ففي الوقت الذي تخشى فيه ألمانيا ودول أوروبية أخرى أن يؤدي ضم جورجيا واوكرانيا إلى استفزاز روسيا بسبب موقع الجمهورتين على حدودها، أكدت الولايات المتحدة دعمها لضم البلدين إلى الحلف. وظهر ذلك واضحا من خلال تصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش عند وصوله إلى بوخارست قادما من العاصمة الاوكرانية كييف، حيث قال إن جورجيا وأوكرانيا "حفزا العالم" بثورتيهما المؤيدتين للديمقراطية ويجب مكافأتهما وتشجيعهما من خلال ضمهما إلى الناتو.

لكن موسكو على قناعة بأن ضم الجمهورتين السابقتين في الاتحاد السوفيتي سيكون بمثابة خطأ سياسي قد يكون له نتائج كارثية، وذلك كما جاء على لسان السفير الروسي في ألمانيا فلاديمير كوتينيف في حوار مع موقعنا. متوقعا أن يؤدي الانضمام المحتمل للبلدين إلى تدهور العلاقات بين روسيا والغرب بشكل مأساوي. وتأتي قمة الناتو وسط تراجع جديد في مستوى العلاقات بين الغرب وروسيا. ويتمثل أحد الخلافات الرئيسية بين واشنطن وموسكو في الخطط الأمريكية لنشر نظام دفاع صاروخي في بولندا وجمهورية التشيك وهو مشرع ينظر إليه الكرملين الروسي بارتياب.

ألمانيا تدعم عضوية ألبانيا ومقدونيا وكرواتيا

وبخلاف جورجيا واوكرانيا تأمل كل من ألبانيا وكرواتيا ومقدونيا أن يتم توجيه الدعوة لها للانضمام إلى الحلف خلال قمته التي تدوم ثلاثة أيام. لكن محاولة مقدونيا الانضمام للحلف تواجه تحديا بسبب معارضة أثينا التي ترى أن اسم مقدونيا ينطوي على مطالبة بأراض في إقليمها الشمالي الذي يحمل نفس الاسم. وبخصوص ألبانيا يرى بعض الدبلوماسيين أنه يتعين عليها تحديث جيشها والقيام بالمزيد من الإصلاحات قبل السماح لها بالانضمام إلى الحلف. لذلك يرى البعض أن الأمر قد ينتهي بانضمام كرواتيا وحدها في هذه المرحلة.

يذكر أن ألمانيا تساند مساعي الدول الثلاث وفقا لما ذكرته ميركل. وأشارت المستشارة الألمانية إلى بعض الجهود الحالية الرامية إلى ضم مقدونيا ومحاولة التغلب على الخلاف مع اليونان.

توقع صدور بيان أفغانستان

ويتضمن جدول أعمال مناقشات القمة إصدار وثيقة توضح سبب وجود الناتو في أفغانستان وما يأمل أن يحققه هناك. وقد دعا الرئيس الأمريكي جورج بوش حلف شمال الأطلسي/ الناتو إلى البقاء في أفغانستان طالما تطلب الأمر هزيمة "الإرهابيين". وقال قبيل ساعات من افتتاح قمة الحلف في العاصمة الرومانية: "يجب أن يحافظ حلفنا على عزمه وينهي القتال في أفغانستان". مضيفا إن هزيمة طالبان يجب أن تكون "في صدارة أولويات حلف الناتو" لكنه اعترف بأنه لا يمكن تحقيق النصر "بقوة الأسلحة وحدها".

على هذا الصعيد قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر إن يأمل في موافقة موسكو قريباً على السماح للقوات الدولية في أفغانستان بنقل معداتها عبر الأراضي الروسية. وقال شيفر في اجتماع لشباب الناتو في بوخارست "آمل أن تمهد القمة لتعاون وثيق مع روسيا حول العبور البري لمعدات غير قتالية."