الرسائل القصيرة كتذاكر سفر في القطارات الألمانية

من منا لم يشعر من قبل بالإزعاج في القطار، خاصة عندما يستعمل بعضهم الهواتف النقالة لإجراء مكالمات لا داعي لها فعلاً. إنها مكالمات على غرار: "سنصل إلى فرانكفورت بعد قليل"، أو: "أنا بالقرب من ميونخ" وما إلى ذلك. ناهيك عن تلك الرنات الغريبة والمزعجة لبعض الهواتف. لكن للهاتف المحمول في القطارات الألمانية وظيفة جديدة منذ وقت قصير، فإمكان المسافرين في ألمانيا استخدامه كتذكرة سفر، بعد أن يقوم صاحبه بالاشتراك في خدمة خاصة لدى شركة السكة الحديد Deutsche Bahn شريطة أن يكون الجهاز مزوداً بخاصية استقبال الإنترنت. ولا يعتبر ذلك مشكلة، إذ أن 70 حتى 80 بالمائة من أجهزة الهواتف النقالة المستعملة في ألمانيا تتمتع بهذه الخاصية، حسب تقدير الخبراء.

أما عملية شراء تذكرة السفر فتتم بواسطة رسالة قصيرة متعددة الوسائط (MMS). ويحصل المسافر بعد شراءه للتذكرة عن طريق الإنترنت على بطاقة سفر في صورة كود عمودي (Barcode) ثنائي الأبعاد يصله على شكل رسالة MMS. وهكذا فإنه ليس بحاجة إلى تذكرة مطبوعة على ورق. ومحصل التذاكر بدوره يقوم، إذا ما أراد التأكد من أن المسافر فعلاً بحوزة تذكرة للسفر، بنسخ الكود على جهازه، في حين يكون اسم المسافر ورقم الكود بارزاً على شاشة الهاتف. لكن على المسافر إثبات هويته عن طريق عرض بطاقته الشخصية على المحصل للحيلولة دون حدوث أي تزوير للتذاكر.

التجارب الأولية تبشر بنجاح المشروع ...

حتى الآن قام 50000 شخص بالاشتراك في هذه الخدمة، التي تقدمها شركة السكة الحديد الألمانية والتي تقتصر حالياً على الرحلات التي يزيد طولها عن 51 كيلومتراً. ومع أن الشركة ليس لديها حتى الآن أية بيانات عن عدد التذاكر المباعة بهذه الطريقة، إلا أن انطلاقة المشروع كانت ناجحة وخالية من العقبات التقنية. هذا ولم تختفي في المرحلة التجريبية أية تذاكر من الهواتف المحمولة في الأماكن ذات الإرسال الضعيف كالأنفاق مثلاً. وهو أمر تستبعده الشركة على كل حال، نظراً لأن التذكرة مخزنة على الهاتف نفسه. لكن المشاكل الحقيقية هنا تظهر حينما يقوم الزبون بحذف تذكرته من الهاتف دون قصد، أو حين تكون بطارية الهاتف فارغة. في هذه الحالة بإمكان المسافر بعد شحن جهازه أن يقوم بتحيمل تذكرته مرة أخرى على هاتفه لقاء دفع رسوم تبلغ 15 يورو.

... وبعض وسائل النقل الداخلي تتبناه

حتى وإن كانت شركة السكة الحديد الألمانية أول شركة للمواصلات في أوروبا تقدم لزبائنها خدمة شراء التذاكر عن طريق الهاتف المحمول، فإن أصحاب هذه الفكرة لا يعملون في مقر الشركة ببرلين ، بل في منطقة فوكتلاند بولاية سكسونيا. حيث كان مكتب المواصلات في فوكتلاند أول من عرض هذه الخدمة كمحاولة أولية بالتعاون مع شركة سيمنس ومعهد فراونهوفر في نيسان/أبريل 2004.

ومن المتوقع أن يتمكن مستخدمو وسائل النقل الداخلي في تسع مدن ألمانية منها دوسلدورف وهامبورج وفورتسبورج في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2006 من استعمال رسائل الهاتف النقال كتذكرة سفر في الحافلات وقطارات الشوارع والأنفاق. أما الهدف من هذا المشروع فهو، كما يقول يورن روغنبوك من شركة سيمنس، إيجاد نظام موحد لحركة المواصلات المحلية. غير أن المشكلة الحقيقية هنا لا تكمن في قبول تذاكر الهواتف النقالة من قبل الزبائن، بل في تنوع الأنظمة المتبعة من أجل الحصول على التذاكر وتخزينها، فإلى جانب برنامج JAVA المتبع في فوكتلاند مثلا تميل بعض المدن الألمانية مثل فرنكفورت إلى استخدام رسائل MMS، في حين تعتزم مدن أخرى مثل كولونيا استخدام الرسائل القصيرة SMS أو حتى نظام RFID الذي يرسل البيانات إلى أجهزة أخرى قادرة على قراءتها.