السلطات الأمريكية تتهم عشرة أشخاص بالتجسس لحساب روسيا

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء (29 يونيو/حزيران) أن روسيا تنتظر توضيحات بعد الإعلان عن اعتقال أشخاص في الولايات المتحدة يشتبه في قيامهم بالتجسس لصالح روسيا، كما نقلت وكالة انترفاكس. وقال لافروف متحدثا من القدس حيث يقوم بزيارة "لم يوضحوا لنا المسالة. آمل ان يشرحوا لنا ذلك". كما سخر لافروف من توقيت إعلان هذه القضية و التي تأتي بعد ايام قليلة على زيارة الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف إلى الولايات المتحدة في سياق السياسة التي ينتهجها مع نظيره الاميركي باراك اوباما لتحريك العلاقات الثنائية. وقال لافروف "تم اختيار توقيت الاعلان بلباقة خاصة".

وكانت وزارة الخارجية الروسية اعتبرت في وقت سابق ان المعلومات حول تفكيك شبكة التجسس التي يشتبه بأنها تعمل لحساب روسيا في الولايات المتحدة تنطوي على "الكثير من التناقضات". إلا انها تقوم بالتحقيق في جميع التقارير ، فيما وامتنع جهاز المخابرات الاجنبية الروسي عن التعليق على الاتهامات الامريكية.

جمع المعلومات واختراق الدوائر السياسية

وتقول السلطات الأمريكية إنها كشفت شبكة تجسس روسية تعمل في الولايات المتحدة وكانت مهمتها تجنيد المصادر السياسية وجمع المعلومات لإرسالها إلى الحكومة الروسية. ووجهت السلطات الأمريكية اتهامات أمس الاثنين إلى 11 فردا في القضية منها التآمر للقيام بدور وكلاء غير شرعيين لروسيا وغسيل الأموال. ومن بين المتهمين عشرة القي القبض عليهم يوم الأحد في بوسطن ونيوجيرزي وفرجينيا ونيويورك.

وذكرت وزارة العدل الأمريكية أن المجموعة التي أطلق عليها اسم "الخارجون عن القانون" اتهمت بأنها مكلفة من قبل جهاز المخابرات الروسي (إس.في.آر) بدخول الولايات المتحدة وانتحال هويات مزيفة وان يصبحوا أمريكيين " متسترين". وأضافت أن هدفهم كان أن يصبحوا "أمريكيين بما يكفي" ليتمكنوا من جمع معلومات عن الولايات المتحدة لصالح روسيا والنجاح في تجنيد مصادر تكون إما في دوائر صنع السياسة في الولايات المتحدة أو قادرة على اختراقها. لكن مسؤولا في الوزارة الأمريكية قال إن المجموعة لم تكن مكلفة بجمع معلومات سرية. ويعتقد أن غالبية أفراد المجموعة من أصل روسي وأنهم تلقوا تدريبا ليتمكنوا من اختراق الولايات المتحدة سرا.

على طريقة هوليود

وجرت حملة الاعتقالات تتويجا لتحقيق أجراه "الاف بي أي" على مدى حوالى عشر سنوات. وأوضحت الشرطة انه بعد تلقيهم تدريبا لدى جهاز الاستخبارات الروسي، كان "العملاء السريين يتسلمون هويات مزورة"، مشيرة إلى أنهم "كانوا يعملون في غالب الأحيان أزواجا، وكان لديهم في غالب الأحيان أطفال".

وقبل القيام بحملة الاعتقالات، تسلل عناصر "الاف بي أي" سرا إلى شقق هؤلاء "الجواسيس" في نيويورك وبوسطن وسياتل لالتقاط صور ونسخ أقراص صلبة، كما قاموا بملاحقتهم ومراقبتهم والتنصت عليهم. وكشف المحققون عن ترسانة من وسائل الاتصال، مثل تقنية تشفير المعطيات في صور يتم بثها فيما بعد على مواقع عادية على الانترنت او عبر الموجات القصيرة مباشرة الى موسكو.

كما استخدم اثنان من العملاء دائرة مغلقة على الانترنت للتواصل مع الروس، فكانت عميلة تجلس في مقهى مثلا وترسل عبر حاسوبها المحمول معلومات في حوزتها الى ممثل للحكومة الروسية مختبئ داخل شاحنة صغيرة متوقفة من الجانب الاخر من الشارع.

وكان العملاء يتبادلون اكياسا من المال في سلالم محطات قطار ومنتزهات عامة ومقاه. لكن الاف بي اي اشار الى انه رغم وسائل التخفي المتطورة والمتنوعة المستخدمة، الا ان العملاء لم ينجحوا في جمع معلومات مهمة.

(ي ب / ا ف ب / د ب ا / رويترز)

مراجعة: هيثم عبد العظيم