العناق- جسر بين صحة البدن وهناء الروح – DW – 2017/4/10
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العناق- جسر بين صحة البدن وهناء الروح

ملهم الملائكة
١٠ أبريل ٢٠١٧

العناق ليس ظاهرة عاطفية فحسب، وليس ظاهرة غربية فقط، فالعناق عند كل الشعوب تعبير عن التماس الجسدي غير الجنسي المعبّر عن مشاعر القرب والتعاطف والمحبة وحتى الاحترام. دراسة علمية أكدت أنّ له فوائد صحية ملموسة.

https://p.dw.com/p/2aymC
Francois Hollande und Angela Merkel
المستشارة أنغيلا ميركل في عناق مع الرئيس الفرنسي فرونسوا أولاندصورة من: picture-alliance/dpa

يتعانق الرجال في العالم العربي بعدة أشكال، ففي بعض المناطق يقع العناق بمقاربة الأكتاف، وفي مناطق أخرى يقع بتلامس الأنوف بعد تلامس الأكتاف، وأحياناً يقع العناق بمعانقة الجزء الأعلى من الجسم على جانبي جسد الشخص المعانَق. والعناق هنا غالبا ما يكون تعبيرا عن افتقادك لمن عانقت وإظهارك مشاعر الود تجاهه، كما يصبح العناق واجبا في مراسم التعزية في بعض المناطق بوفاة قريب إلى المعانق.

مثل العناق المصافحة، وهي تماس بين الأكف إتخذ شكلا رسميا لدى كثير من الشعوب، وبدأ يفقد دلالته الحميمة.

أما عند النساء فيقع العناق غالبا مشفوعا بالقُبل، وهي قبل لا تقع على وجنة أو وجه المقابِلة، بل تُطلق في الهواء قرب وجهها، لتُصبح تعبيراً رمزياً عن الود.

دراسة نشرها موقع "أمريكان ساينس"، ذهبت الى أنّ العناق إضافة الى شعور الود الذي يبعثه في نفوس المتعانقين، قد يكون سببا في وقاية الناس من كثير من الأمراض. وقد يبدو الأمر إلى هذا الحد متناقضا، إذ لو افترضنا أنكَ تعانق عشرات الغرباء، فإن احتمال انتقال أمراض معينة إليك سيصبح أكبر، لكن الدراسة التي أطلقها معهد "كارنغي ميلون" الأمريكي كشفت أنّ الشعور بالتلاحم والقرب الشعوري من الآخرين الذي يحصل أثناء العناق له دور فاعل في التقليل من احتمالات الإصابة بأمراض مرتبطة بالكآبة ومترتبة عليها (وقائمة هذه الأمراض كبيرة جدا، وتصل الى أمراض المعدة والجهاز الهضمي، وإلى الدماغ وأمراض الجلطة الدماغية، والى أمراض الأعصاب والأمراض الغامضة ومنها فيبرومولوجي).

Symbolbild Armbanduhr
العناق ، لغة الجسد التي لا تحتاج كلماتصورة من: imago/Westend61

وأوجز تقرير نشره موقع "كوليكتف ايفوليوشن" المعني بالصحة النفسية والبدنية جملة فوائد ملموسة ناجمة عن العناق منها:

1.زيادة الترابط ، فالعناق قد يساعد الدماغ على إفراز هورمون أوكسيتوسين التي تشيع في النفس شعور التقارب مع من نعانقه.

2.التخفيف من الألم، فالعناق يطلق عصارة الآندروفين التي تساعد في تليين الأنسجة، بما يخفف كثيراً من الآلام، وخاصة المرتبطة بالأمراض الغامضة، وحتى بإصابات الإنفلونزا، فهل نعانق أحبتنا حين نصاب بالإنفلونزا فتخف آلامنا؟

3.العناق يتيح تبادل المشاعر عبر حقل البايوجينتك الغامض الذي يرتبط بالقلب، ما يثير تعاطفنا مع الآخرين.هذه الآلية تبني جسور الثقة بين الناس، وهي مشاعر لا تعبر عنها الكلمات مهما كانت مؤثرة. وهكذا يُنصح بعناق الذين تود أن تفتح قلبك لهم.

4.العناق يخفف من الاكتئاب، ومن الاختلال التناقصي للأعصاب. فالعناق يزيد من إنتاج مادة دوبامين في المخ، ويظهر أثرها فورا في تخطيطات الدماغ إن نجح الفرد في إجرائها مباشرة بعد العناق. هذه المادة تنخفض بشدة لدى من يعانون من الإكتئاب.

Jung und alt zusammen
الكبار يحتاجون للعناق، والشباب يرهف العناق مشاعرهمصورة من: Robert Kneschke - Fotolia.com

5.العناق قد يرفع من إنتاج أنزيم سيروتونين في المخ، وهو المسؤول عن تعديل المزاج، واحترام النفس. فمن يعانون الوحدة ينخفض عندهم هذا الأنزيم إلى مستويات متدنية جداً.

6.العناق يقلل التوتر والضغوط، ويجري هذا بتناقص هورمونات التوتر الضغوط التي تجري في الدم مع مادة الكوليسترول. وانخفاض مستويات هذه الهورمونات، يهدىء مشاعر المرء، وأثبتت عدة دراسات، أنّ معانقة الرُضع من قبل أمهاتهم وآبائهم وإخوتهم يجعلهم أقل توتراً، كما يبعث في نفوس البالغين أنفسهم مشاعر حنان تخفف إلى حد كبير من مشاعر الضغط والتوتر.

جملة هذه الفوائد قد تحدث لفترة قصيرة لا تكفي للتأثير البيّن المستمر في صحة الإنسان، لذا يُوصي المختصون بكثرة العناق، على الأقل مع من يحبهم الإنسان من أهل بيته وأقربائه وأصدقائه، ففي هذا أثر مفيد على النفس والبدن.

ملهم الملائكة /ع.ش (DW)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد