العيش في المريخ حرام و ذبح البشر حلال – DW – 2014/3/6
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العيش في المريخ حرام و ذبح البشر حلال

حسن الخفاجي٦ مارس ٢٠١٤

يقارن حسن الخفاجي بين إعلان وكالة ناسا الفضائية أسماء الشركات التي فازت بمناقصة حفر مناجم في القمر بتاريخ 17 آذار المقبل، وبين هذا التاريخ نفسه الذي وضعته داعش لتخرج أول دفعة مقاتلين في دورتها الأولى في "ولاية الفلوجة".

https://p.dw.com/p/1BKzY
Syrien Islamisten Parade in Tel Abyad
صورة من: Reuters

بتاريخ ١٧ آذار القادم ستعلن وكالة ناسا الفضائية الأمريكية أسماء الشركات التي فازت بمناقصة حفر مناجم في القمر للحصول على بعض المعادن الثمينة والنادرة جدا ، التي قل وجودها على الأرض . القمر ملك للبشرية جمعاء بقرار صدر من الأمم المتحدة في العام ١٩٦٧ ، لكن وكالة ناسا تقول "بإمكان الدول تقاسم القمر"!

في ذات التاريخ أي في ١٧ آذار ربما أبكر من ذلك ستتخرج أول دفعة لداعش وهي دورتها الأولى في "ولاية الفلوجة" ، بعدما حولت المعهد التقني في "الولاية" إلى مركز أبحاث علمي متقدم وجلبت له خيرة الأساتذة الذين يدرّسون علوم الفلك والاتصالات والجيلوجيا !.

سيلتحق الخريجون المختصون بعلوم الفلك والتنقيب بوكالة ناسا كي يحصلوا على حصة العراق وسوريا من القمر . كل هذا والبعض من "ضيقي الأفق" من العراقيين والسوريين يتهمون داعش بالتشدد والتعصب والانغلاق المذهبي والفكري وعدم الانفتاح على الجامعات ومراكز الأبحاث الرصينة حول العالم .

ألا يكفي ان كبار أساتذة داعش تخرجوا من جامعات تورا بورا للعلوم والتكنلوجيا ، التي تنافس جامعات هارفارد وأكسفورد وغيرها من جامعات العالم المتقدم .

بعدما تنتهي جولة داعش القتالية الأخيرة مع إخوتهم في العقيدة والفكر جبهة النصرة وبعد ان ينتهوا من قتال النصيرين في سوريا والروافض في العراق والشام سيتوجهون إلى حجز حصتهم من القمر ، سيجلبون لنا رؤوس الكفار الذين يريدون حفر مناجم في القمر لتدنيسه !.

سيلتحق بوكالة ناسا ثلة خيرة من شباب الصومال وتحديدا من حركة الشباب المجاهدين ، يلتحق بهم جماعة بوكو حرام وتعني التعليم الغربي حرام ، إلا ان المجددين من بوكو حرام انتفضوا وخالفوا تعاليم قائدهم المؤسس وتخرجوا من جامعات "السلف الصالح" العالمية ، وتواصلوا مع رفاقهم من خرجي جامعات أفغانستان ! .

سيذهب الجهاديون إلى القمر ويأخذوا متاعهم من بول البعير المقاوم للأمراض ، لان العيش والذهاب إلى القمر ليس حراما كما حرمت فتوى صدرت من دائرة الأوقاف الإماراتية العيش على المريخ:" العيش على ذلك الكوكب لا يعد إسلاميا"!.

السؤال هل يستطيع الإماراتيون الوصول للمريخ ليحرموا العيش فيه ؟ .

ربما يعتقد البعض إنني متشائم إذا قلت: إن الإرهابيين والجهلة والتكفيريين سيستمرون ، طالما ظلت الأنظمة التي ترعاهم بمعزل عن الحساب و التغيير، وطالما ظلت عوائد النفط تغذي نمو أفكارا متطرفة خصصت مدارس وجامعات لتدريسها . سنظل ننتظر نضوب النفط كي يتراجع الإرهاب ويندثر.

سنبقى على الحالة البائس ذاتها طالما ظل المجتمع الدولي متخاذلا عن محاربة المسببين الحقيقيين لانتشار الأفكار التكفيرية، و ظلت مدارس وجامعات في السعودية وباكستان وأفغانستان وغيرها من البلدان مختصة بنشر العفن الفكري ومحاربة العلم والعلماء.هؤلاء هم امتداد لسلف كفروا العلماء الأوائل وأباحوا قتلهم منذ ألف عام ونيف .

اغلب قادة المجاميع التكفيرية لم يكملوا تعليمهم الأساسي: الزرقاوي لم يكمل دراسته المتوسطة ، مؤسس حركة بوكو حرام النيجيرية محمد يوسف لم يكمل تعليمه الأساسي وكل أعضاء حركته من الفاشلين والمتسيبين من مدارسهم ، مثلهم ملا عمر زعيم طالبان أفغانستان .

ترى ماذا يخرج من بين أيادي هؤلاء الفاشلين !؟ .

بوكو حرام ، العيش في المريخ حرام ، تعلم اللغة الانجليزية حرام ، لعبة كرة القدم حرام ، الانترنيت للمرأة حرام ، جلوس المرأة على الكرسي حرام ، لبس التشيرتات والقبعات حرام ، الموسيقى حرام ،حرام ، حرام ، حرا م .

ذبح البشر حلال ، جهاد النكاح حلال ، نهب العلمانيين حلال ، قتل المخالفين وسبي أسرهم حلال ، رضاعة الكبير حلال حلال ، حلال ، حلال .

بين حلال الإسلاميين المتشددين وحرامهم ونمو طحالب أفكارهم ، ستدمر حياة وبلدان الكثير منا ولوقت طويل !.

ستحفر الشركات الأمريكية مناجم في القمر ، وسنظل ننبش في كتب التاريخ الصفراء المزورة ، لتزداد فرقتنا وتصبح الجماعة الواحدة ألف جماعة . سنعود بعد نضوب النفط لخيامنا وجمالنا ، حينها تصبح مراكز مدننا ابعد علينا من القمر.

"التعليم هو اكتشاف مهم لمستوى جهلنا" ويل ديورانت