"الفرجار السحري" – نادي السحرة في ألمانيا

تعتبر خفة حركة الأصابع اليد والإلمام ببعض قواعد علم النفس بالإضافة إلى بعض الأدوات المساعدة وإتقان استعمالها، الشروط الاساسية لتصبح ساحراً. ويمكنك تعلم ذلك في مركز تعليم السحر "كيلرهوف" بمدينة بون الألمانية.

رجاءً ضع 32 ورقة لعب على الطاولة، هكذا يبدأ ألفريد كيلرهوف مدرب السحر، في عرض أحد العابه السحرية وهو يقف أمام بعض زوار المحل الذين تحلقوا حوله وهم يحدقون في أوراق اللعب التي أمامه. كيلرهوف يستطرد بكلامه قائلا بأنه سيتوقع شيئاً ما، ثم يسحب لوحاً ويكتب عليه دون أن يعرف أحد ما كتب. ثم يرفع الورقة الأولى من أوراق اللعب الـ 32 ويسأل الجمهور، فيما إذا كانوا يعرفون محتواها. الصمت يخيم على الجمهور، فلا أحد يستطيع الإجابة على سؤاله. معلم السحرة كيلرهوف يكشف بعدها ورقة اللعب هذه وما كتبه على اللوح، إذ تطابق ما كتبه مع محتوى الورقة، وبذلك ينهي إحدى ألعابه ويصفق له الجمهور.

كيلرهوف 84 عاما ومستمر في ممارسة السحر

يبلغ ألفريد كيلرهوف 84 عاما وهو كبير السحرة في مركز "كيلرهوف" للسحر بمدينة بون. خزائن زجاجية معلقة على حائط المحل مملوءة بأدوات ألعاب الخفة والسحر، كأوراق اللعب والعصي السحرية بمختلف الألوان والأحجام، وبالقرب منها حبال متشابكة وألواح خشبية ملتصقة.

يتلقى معلم السحر كيلرهوف كل جديد من خفايا وأدوات السحر من مختلف أنحاء العالم، لكنه يستعمل فقط الجميل والأفضل منها في عمله. اليوم وبسبب عمره الكبير لا يمكنه الوقوف طويلا في المحل كما كان يفعل سابقا، وأناط مهام إدارة العمل لابنه يوخين. معظم أدوات السحر تباع اليوم عن طريق الانترنيت، لذلك يغلق المحل أبوابه معظم أيام الأسبوع. وفي كل يوم سبت من الأسبوع يلتقي محبو هذه المهنة ومحترفوها لدى كيلرهوف لتبادل آخر أخبار هوايتهم المحببة وهي ممارسة ألعاب الخفة. أما الأدوات الجديدة فلا يمكنهم التعرف على كيفية عملها واستعمالها، إلا بعد شرائها من المحل.

في إحدى زوايا المحل يقف أحد محبي المهنة وهو يرتدي ملابس شبابية لا تدل على أن صاحبها ساحر خبير، وبخفة يديه يمكنه إخفاء الكثير من الأشياء بدون أن يلحظ ذلك أحد. هذه الخفة جعلت هذا الساحر الشاب يحوز على لقب "معلم الشباب" من الاتحاد الألماني لألعاب الخفة.

البوح بأسرار المهنة ممنوع

كيلرهوف في بون هو أحد أعضاء نادي "الفرجار السحري" في ألمانيا. والذي له كما للجمعيات ونوادي السحر الأخرى قوانين وشروط خاصة يجب إتباعها من قبل الراغبين في الحصول على عضويتها، منها على سبيل المثال إتقان المهنة بالإضافة إلى الالتزام بعدم البوح بأسرار المهنة لغير أصحابها. أول نوادي "الفرجار السحري" في ألمانيا أسسه كارل شرويدر قبل 100 عام في مدينة هامبورغ. كارل شرويدر كان معجبا بمن يمارسون ألعاب الخفة ويبهرون الناس بالعابهم السحرية في ذلك الوقت، مثل هاري هوديني وفريدرش فيلهم. وقرر تأسيس هذا النادي ليقوم برعاية وتنظيم شؤون المهنة ومن يمارسونها. في البداية كان عدد أعضاء النادي 50 عضواا فقط، أما اليوم فيضم النادي أكثر من 2800 عضو.

لكن الشيء الوحيد الذي لم يتغير منذ تأسيس النادي وحتى اليوم، هو أن أغلبية الأعضاء ومن يمارسون السحر هم من الرجال. أولف بورغر رئيس نادي "الفرجار السحري" في بون يحمل زملاءه مسؤولية ذلك، إذ أنهم يوظفون النساء باستمرار كمساعدات لهم أثناء قيامهم بألعابهم السحرية. لكن رغم ذلك تحسن وضع النساء في هذه المهنة وأصبح أفضلا مقارنة مع السابق، فإحدى أعضاء النادي، وهي ألانا مولمان، فازت بلقب بطولة ألمانيا في ألعاب الخفة - السحر في العام الماضي، وحازت هذا السنة، وكأول امرأة في تاريخ النادي، على لقب ساحرة العام.

ميشائيل هارتليب/ زمن البدري

مراجعة: عارف جابو