القمة العربية تمهد لتحولات في المنطقة – DW – 2007/3/28
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

القمة العربية تمهد لتحولات في المنطقة

دوتشه فيليه / بيتر فيليب إعداد أ.ح٢٨ مارس ٢٠٠٧

يمكن أن تعطي القمة العربية المنعقدة حالياً دفعاً لتحولات سياسية جديدة في المنطقة، خصوصاً وأن الاهتمام بالمبادرة العربية للسلام بدأ يتزايد حالياً. المعلق السياسي بيتر فيليب يتنبأ بتغيير للأدوار في الشرق الأوسط.

https://p.dw.com/p/AA6k
بيتر فيليب خبير الشؤون السياسية في دويتشه فيليه

بدأت اليوم أعمال القمة العربية في العاصمة السعودية الرياض بحضور زعماء 21 بلداً عربياً. ومن المقرر أن يبحث القادة العرب في هذه القمة إحياء المبادرة العربية للسلام في الشرق الأوسط التي تقدمت بها السعودية في قمة بيروت عام 2002. وتنص مبادرة السلام العربية على تطبيع العلاقات بين العربية الإسرائيلية في حال انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية التي تحتلها منذ عام 1967 انسحابا كاملا. ومع أن هذه المبادرة اعتبرت في ذلك الوقت تحولاً نوعياً في الموقف العربي تجاه الدولة العبرية إلا أن إسرائيل آنذاك رفضتها جملة وتفصيلاً. ولم يطرأ تغيير جوهري على موقف الحكومة الإسرائيلية من هذه المبادرة حتى يومنا هذا، على الرغم من التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت التي ذكر فيها بأن المبادرة العربية تستحق الوقوف عندها بإمعان.

واشنطن تراهن على أطراف أخرى ...

Das Weiße Haus in Washington
البيت الأبيض بحاجة إلى الحلفاء العربصورة من: AP

هذه التصريحات لا تعكس تحولاً في الموقف الإسرائيلي من المبادرة بقدر ما تبين الأزمة التي تعيشها الحكومة الإسرائيلية بعد الصدمة التي تعرضت لها أثناء الحرب الأخيرة ضد حزب الله اللبناني. وما يقلق مضاجع صناع القرار في إسرائيل هو شعورهم بأن المكانة المميزة للدولة العبرية لدى واشنطن مهددة بالاضمحلال. ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تشعر أن دعمها المطلق لإسرائيل يسبب لها صعوبات جمة في المنطقة. كما أن واشنطن تدرس إمكانية حل الأزمات المعقدة التي تعيشها المنطقة بمعزل عن إسرائيل وبالتعاون مع أطراف أخرى كالسعودية على سبيل المثال.

فالولايات المتحدة تحتاج إلى السعودية لتعلب دور الوسيط بين الفرقاء اللبنانيين والفلسطينيين وكقوة إقليمية تدفع عملية السلام في المنطقة. السعوديون مرتاحون طبعاً للدور المناط إليهم لكن يخطئ من يظن أنهم مستعدون لتقديم تنازلات أضافية بخصوص المبادرة العربية. فجميع الأطراف متفقة ضمنياً على أن تعمل السعودية على اقناع الجانب العربي بالسلام وتطبيع علاقاته مع إسرائيل على أن تتكفل واشنطن في المقابل باقناع الدولة العبرية بتقديم ما هو مطلوب منها. وإذا لم تأت هذه الخطة بالثمار المرجوة منها فعندها لن يكون هناك أي اتفاق وستكون جميع الخيارات مفتوحة.

... وتلعب دور المتفرج

في هذه الأثناء أوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنباء حول استعداد السعوديين طرح تعديلات على المبادرة العربية للسلام في الوقت الذي رفضت فيه الرياض أي نقاش حول مضمون هذه المبادرة. لذلك فإن الجهود التي تقوم بها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في هذا الخصوص ليست في محلها، خصوصاً وأن واشنطن تبدو كما لو أنها تركت زمام المبادرة في الشرق الأوسط للأطراف المتنازعة وهو الأمر الذي أثبتت التجربة العملية خطأه مراراً.

بيتر فيليب إعداد أ.ح