الممر البحري..هل يشكل "طوق النجاة" للفلسطينيين في غزة؟ – DW – 2024/3/9
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الممر البحري..هل يشكل "طوق النجاة" للفلسطينيين في غزة؟

٩ مارس ٢٠٢٤

في ظل تعثر محادثات الهدنة وتفاقم الوضع الإنساني، تعمل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على إنشاء ممر بحري من قبرص إلى غزة. واعتبر نائب المستشار الألماني أن مشاركة بلاده في الممر ليس تغييراً في الموقف.

https://p.dw.com/p/4dKhg
إنزال مساعدات على غزة بالمظلات
إنزال مساعدات على غزة بالمظلاتصورة من: AFP

مع تعثر مساعي وقف إطلاق النار في قطاع غزة بحلول شهر رمضان، رأت الولايات المتحدة أن "طوق النجاة" الذي يمكن تقديمه للفلسطينيين في غزة الذين يتضورون جوعاً، هو بناء ميناء بحري تصل من خلاله المساعدات الإنسانية للفلسطينيين من قبرص إلى القطاع.

وأعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الجمعة (الثامن من آذار/مارس 2024) عن افتتاح مرتقب للممر البحري بين قبرص وغزة.

أتى ذلك عقب إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن عملية إنسانية كبيرة من طريق البحر تتضمن وفق مسؤولين في إدارته بناء "رصيف مؤقت" في غزة لإدخال "مساعدات ضخمة"، لكن إنجازه قد يتطلب أسابيع عدة.

وأعلن البنتاغون أنّ عملية بناء الميناء العائم المؤقت -الذي تعتزم الولايات المتّحدة إنشاءه قبالة غزة لإيصال المساعدات إلى سكّان القطاع الفلسطيني- ستستغرق ما يصل إلى 60 يوماً وسيشارك فيها على الأرجح أكثر من ألف جندي.

و"رحبت" إسرائيل بالممر الإنساني البحري من قبرص الواقعة على مسافة نحو 380 كيلومتراً من غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليئور حياة عبر منصة إكس إن هذه المبادرة "ستتيح زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد إجراء عمليات تفتيش أمنية وفقاً للمعايير الإسرائيلية".

ونفى نائب المستشار الألماني روبرت هابيك أن تكون مشاركة ألمانيا في ممر المساعدات البحري هو موقف سياسي جديد للحكومة الاتحادية. وقال عقب محادثته مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "في رأيي، هذا ليس تغييراً على الإطلاق، حاولنا دائماً جعل المساعدات الإنسانية ممكنة- بأفضل ما نستطيع".

معاناة النساء في قطاع غزة

إلى أين وصلت محادثات الهدنة؟
وأعلن بايدن الجمعة أنّ التوصّل لوقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة بحلول شهر رمضان "يبدو أمراً صعباً". وعبّر بايدن عن قلقه "الشديد" من العنف الذي يمكن أن يندلع في القدس الشرقية المحتلة خلال رمضان.

وبعد أربعة أيام من المفاوضات الشاقة في القاهرة، من المقرر أن تستأنف المحادثات بشأن هدنة الأسبوع المقبل في العاصمة المصرية، كما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية القريبة من السلطات. ويأمل الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، في التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة تتضمن إطلاق رهائن في مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين قبل حلول رمضان الذي يبدأ مطلع الأسبوع المقبل. وتطالب حماس بوقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وهو ما ترفضه إسرائيل. وتطالب حماس أيضاً بعودة مئات آلاف المدنيين النازحين والبدء بإعادة إعمار القطاع.

يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

وأعلنت كندا الجمعة استئناف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعد أكثر من شهر على تعليقه.

ووفق الأمم المتحدة، صار 2,2 مليون شخص، يشكلون الغالبية العظمى من سكان غزة، مهددين بالمجاعة مع نقص خطير في الغذاء ومياه الشرب. كما نزح 1,7 مليون منهم عن بيوتهم بسبب القصف والقتال.

والجمعة، نفّذت دول عربية وغربية بينها الولايات المتحدة وفرنسا، عمليات إنزال جوي عدة للأغذية. لكن عمليات الإنزال الجوي، فضلاً عن إرسال مساعدات من طريق البحر، لا يمكن أن تحل محل الطريق البري، وفق الأمم المتحدة التي تحذر من "مجاعة واسعة النطاق لا مفر منها تقريباً" في غزة. وقالت منسقة الأمم المتحدة المسؤولة عن المساعدات لغزة سيغريد كاغ إن "تنويع طرق الإمداد البرية يظل الحل الأمثل".

وبعد خمسة أشهر من الحرب المدمرة التي اندلعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إثر هجوم إرهابي شنته حماس على جنوب إسرائيل، أودت الضربات الإسرائيلية بما لا يقل عن 78 شخصاً خلال الساعات الماضية، ليبلغ عدد القتلى في غزة 30878 منذ بداية الحرب، وفق ما أفادت الجمعة السلطات الصحية التابعة لحماس في القطاع.

إلى ذلك، قضى خمسة أشخاص الجمعة وأصيب عشرة آخرون جراء سقوط صناديق مساعدات إنسانية من طائرات على مدينة غزة من دون أن تفتح مظلاتها، حسب مصدر طبي. وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن مقتل المدنيين لم يكن بسبب الإسقاط الأمريكي للمساعدات.

وفي سياق متصل، دعت حماس المواطنين الفلسطينيين إلى الزحف نحو المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.

وكانت إسرائيل قد احتلت الحرم القدسي والبلدة القديمة في القدس خلال حرب الأيام الستة عام 1967. ومنذ ذلك الحين، تتحكم إسرائيل في الوصول إلى المسجد الأقصى، ما أدى إلى تقييد وصول المصلين الفلسطينيين بشدة. ومن المتوقع تطبيق قواعد مماثلة للأعوام السابقة خلال العام الجاري في شهر رمضان، وهو ما يعني منع الشباب ومتوسطي العمر من الصلاة في المسجد الأقصى.

خ.س/ه.د (أ ف ب، د ب أ، رويترز)