المنتخب السعودي في كأس العالم لكرة القدم 2006

يبدو أن المنتخب العربي السعودي مصر على نسيان الهزيمة الساحقة التي مُني بها في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان ( صفر : 8 ضد ألمانيا ) والتي وضعته في موقف مُحرج جداً. ويتوقع الجميع أن يتوجه الفريق الأخضر الذي شارك في نهائي آخر خمس كؤوس للقارة الآسيوية، أن يتوجه إلى ألمانيا بثقة عالية بالنفس وخُطى ثابتة مع جيل جديد من اللاعبين الصغار الذين سيحاولون الحفاظ على سمعة المنتخب في المنطقة وعلى دوره البارز في كرة القدم الاسيوية حيث حقق أبطال الصحراء السعودية إنجازات عظيمة سطّرت تاريخ الكرة السعودية.

تاريخ كروي

تأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخه عام 1994 حين نجح في بلوغ النهائيات التي أُقيمت في الولايات المتحدة الأميركية. وقبل ذلك أهدر السعوديون فُرصاً عديدة لبلوغ كأس العالم لكرة القدم كانت أولها المشاركة في بطولة العالم في الأرجنتين عام 1978 حيث تمكنت السعودية في التصفيات المؤهلة للمونديال من الفوز على سوريا بهدفين لهدف واحد في لقاء الذهاب، بينما هُزمت في مباراة الإياب بهدف مقابل هدفين. كما خسر السعوديون أمام إيران في لقائي الذهاب والإياب دون أن ينجحوا في هز الشباك الإيرانية. وهكذا فشلوا في التأهل لهذه البطولة. وفي التصفيات المؤهلة لمونديال 1982 في إسبانيا حقق الفريق الأخضر نتائج جيدة حيث نجح في هزيمة كل من العراق بهدف نظيف وسوريا بثنائية نظيفة والبحرين بهدف يتيم، لكنه خسر أمام الكويت بهدف للا شيء والصين بهدفين لأربعة والكويت مرة أخرى ( في مباراة الإياب ) بهدفين للا شيء، وتعادل مع نيوزلندا بهدفين لمثلهما. وبذلك تعثّر المنتخب السعودي ثانية في التأهل للمونديال.

واستمر فشل المنتخب السعودي في بلوغ نهائيات كأس العالم حتى عام 1994 حين ابتسم الحظ له في التصفيات المؤهلة للبطولة التي أقيمت آنذاك في الولايات المتحدة الأميركية. إذ تمكن السعوديون من السيطرة على التصفيات بتسجيل نسبة عالية من الأهداف أهّلتهم إلى النهائيات التي لن ينساها السعوديون بفضل العروض الرائعة والنتائج المشرفة التي قدّمها الفريق في البطولة قبل أن يخرج من المونديال من الدور ثُمن النهائي على يد المنتخب السويدي الذي فاز بصعوبة على السعوديين بثلاثة أهداف لهدف واحد. على الرغم من هذه الهزيمة ومغادرة المونديال، إلا أن السعوديين أبهروا العالم بمستواهم الرائع في أول مشاركة لهم في نهائيات كأس العالم.

أداء مخيب للآمال في مونديال فرنسا 1998

لم يُحقق المنتخب السعودي النتائج المرجوة في ثاني مشاركة له في نهائيات كأس العالم لكرة القدم في فرنسا، رغم سلسلة الانتصارات التي حققها في التصفيات المؤهلة للبطولة. وهكذا فشل السعوديون في الظهور بالصورة المأمولة وفي تحقيق النتائج التي حققوها في نهائيات كأس العالم السابقة 1994 في الولايات المتحدة. أما المشاركة الأخيرة للسعوديين في المونديال فكانت عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان حيث مُني السعوديون بهزيمة موجعة لن ينسوها بسُرعة، وذلك أمام المنتخب الألماني الذي أمطر المرمى السعودي بثمانية أهداف نظيفة. وكانت هذه الهزيمة المذلة بداية رحلة الوداع من المونديال.

أما الآن فيبدو أن السعوديين الذين أبدوا مستوى جيداً، يبدو أنهم أكثر إصراراً على تحقيق نتائج جيدة وإعادة البسمة إلى وجوه الملايين من الجماهير السعودية وإرضاء عشاق كرة القدم في مونديال ألمانيا2006 ، وذلك من خلال الاستعداد المبكر وتعزيز صفوف الفريق بمزيج رائع من اللاعبين الشباب وغيرهم من ذوي الخبرة العالية على المستوى الدولي. من جهته يرى مدير المنتخب السعودي فهد المصيبيح أن المنتخب حقق إنجازاً هاماً في الكرة السعودية من خلال تأهله للمرة الرابعة على التوالي إلى نهائيات كأس العالم، وقال إن المنتخب سيستعد للمونديال على أكمل وجه وإن هناك برنامجاً وضعه الجهاز الفني يستمر حتى مطلع أيار/مايو وهو ابتداء المعسكر التدريبي النهائي قبل انطلاق المونديال.

تعيين البرازيلي ماركوس باكيتا خلفاً للأرجنتيني كالديرون

استعداداً لنهائيات كأس العالم 2006 عيّن الاتحاد السعودي لكرة القدم المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا مدرباً جديداً للفريق الأخضر خلفاً للأرجنتيني غابرييل كالديرون الذي أُقيل من منصبه في ديسمبر الماضي.وبرّر الاتحاد السعودي هذه الخطوة بالنتائج غير المُرضية التي حققها المنتخب السعودي في الآونة الأخيرة. يمتد عقد باكيتا إلى عام 2007، أي إلى ما بعد كأس الخليج وكأس آسيا في هذا العام. أما ناصر الجوهر الذي أشرف على تدريب المنتخب السعودي في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان فعُيّن مساعداً للمدرب البرازيلي.

تشكيلة الفريق

في الغالب يُفضّل المنتخب السعودي اللعب بمهاجمين صريحين. ويستمد هذا الخط الهجومي قوته من كلا المهاجمين طلال المشعل وياسر القحطاني بالإضافة إلى يسري الباشا في هذا المركز في الأشهر العشرة الماضية. وأثبت كل منهم جدارته حيث تصدر الباشا ترتيب الهدافين السعوديين في تصفيات كأس آسيا بعد تسجيله 16 هدفاً بينما كان المشعل هداف الفريق في كأس آسيا الأخيرة.

أما القحطاني فقد تصدر ترتيب الهدافين في بطولة كأس الخليج الأخيرة. ويعتبر خط الوسط إحدى ركائز المنتخب السعودي، حيث قام مدرب المنتخب بتعزيز هذا الخط بعدد من اللاعبين مثل محمد الشلهوب. وعاد إلى التشكيلة صانع ألعاب الهلال نواف التمياط البالغ من العُمر 28 سنة بعد غياب عامين بسبب الإصابة. كان التمياط فرض نفسه نجماً في صفوف فريقه الهلال ومنتخب بلاده واختير كأفضل لاعب عربي وآسيوي عام 2000، لكن الإصابة أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة.

باكيتا يُحدد تشكيلة الفريق لخوض مباريات ودية:

حدد المدرب البرازيلي الجديد للمنتخب السعودي 27 لاعباً للدخول في معسكرتدريبي استعداداً للمباراة الدولية الودية ضد السويد في الـ 18من يناير/ كانون الثاني الحالي في اطار استعدادات المنتخبين لنهائيات كأس العالم المقررة في المانيا من 9 يونيو حزيران الى 9 يوليوتموز المقبلين. ويُعتبر المعسكر التدريبي استعداداً لمواجهة المنتخبين الفنلندي واليوناني في 21 و25 كانون الثاني الحالي في إطار دورة دولية رباعية. تُقام على استاد الملك فهد في الرياض.

اللاعبون هم: محمد الدعيع ومبروك زايد ومصطفى ملائكة وحمد المنتشري ونايف القاضى وسليمان اميدو واسامة المولد واحمد خليل واحمد البحري واحمد الدوخي وعبد العزيز الخثران وزيد المولد وخالد عزيز وتيسير الجاسم وعبد اللطيف الغنام وسعود كريري ومحمد الشلهوب ومناف ابو شقير ومحمد مسعد ومحمد امين ونواف التمياط وابراهيم السويد وياسر القحطاني وطلال المشعل وعيسى المحياني وسعد الحارثي ومحمد العنبر الكاريبي في مباريتين، ذهاباً وإياباً، لحجز آخر بطاقات التأهل للمونديال.

رسمياً لم يتم الإعلان بعد عن تشكيلة الفريق المشارك في مونديال ألمانيا 2006. وحتى ذلك الحين يُمكن استبعاد البعض أو استدعاء آخرين، ربما من اللاعبين المخضرمين أو من اللاعبين الصاعدين الذين يفتقدوا الخيرة على الساحة الدولية.

علاء الدين موسى