المنطقة الأمنية العازلة في غزة خطوة أمنية ذات أبعاد سياسية – DW – 2005/12/30
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المنطقة الأمنية العازلة في غزة خطوة أمنية ذات أبعاد سياسية

٣٠ ديسمبر ٢٠٠٥

بينما يخشى البعض أن يخلف قرار إسرائيل بإقامة منطقة عازلة شمالي قطاع غزة آثاراً سلبية على مناخ التهدئة في منطقة الشرق الأوسط، يؤكد الجانب الإسرائيلي على أن المراد من إقامة هذه المنطقة هو الحفاظ على هذا المناخ.

https://p.dw.com/p/7ia3
المنشور الاسرائيلي الذي يطالب الفلسطينين بإخلاء المنطقةصورة من: AP

"المنطقة العازلة ستدخل في إطار التدابير الصارمة التي ستتبناها الحكومة لمنع الصواريخ التي تطلقها المليشيات الفلسطينية والتي تزايدت منذ الانسحاب من غزة." هذا ما صرح به زئيف بويم، نائب وزير الدفاع الإسرائيلي مؤخراً. وتعد المنطقة العازلة، التي سيبلغ عمقها 1.5 ميلاً وتمتد على المشارف الشرقية والغربية لغزة، من أقوى التدابير العسكرية التي تتبناها إسرائيل منذ الانسحاب من القطاع في أيلول/سبتمبر الماضي. وقد تسبب تكرار إطلاق نشطاء فلسطينيين من قطاع غزة لصواريخ على إسرائيل لـ "صداع سياسي" يعاني منه رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، لاسيما وأنه يخوض حالياً حملة للفوز بولاية ثالثة على أساس برنامج انتخابي لإنهاء النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي. ويجادل يمينيون إسرائيليون عارضوا على نطاق واسع خطة شارون للانسحاب من غزة بأن إطلاق الصواريخ يبرهن على أن التخلي عن أي أراض يريدها الفلسطينيون لإقامة دولة لن يؤدي إلا لمزيد من العنف. وفي غضون هذا التصعيد يندد الفلسطينيون بالمنطقة العازلة الجديدة وواصفين إياها بأنها ترقى إلى حد اعتبارها إعادة احتلال للأراضي، التي انسحبت منها إسرائيل في أيلول/سبتمبر 2005 بعد 38 عاما من الاحتلال.

عدم إعطاء إسرائيل مبررات

Selbstmordanschlag in Israel Machmud Abbas
عباس يحذر من عواقب اطلاق صواريخ على اسرائيلصورة من: AP

"إسرائيل خرجت من قطاع غزة ويجب ألا تعود مرة أخرى... ولا يحق لها أن تتذرع بأية ذريعة" هذا ما صرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس للصحفيين في غزة، يوم الأربعاء الماضي، 28 كانون الأول/ديسمبر 2005. وفي اليوم السابق سعى عباس لإقناع قادة النشطين في غزة بالموافقة على وقف إطلاق الصواريخ عبر الحدود وتجديد الالتزام بوقف لإطلاق النار، الذي ساعد على فترة هدوء نسبي استمرت عشرة اشهر. لكن قائدا بجماعة الجهاد الإسلامي التي نفذت تفجيرات انتحارية رغم الهدنة والتي تطلق من آن لأخر صواريخ على إسرائيل قال انه لا يعتقد إمكانية تمديد وقف إطلاق النار. الجدير بالذكر أن أي تصعيد كبير في إراقة الدماء يمكن أن يعقد سير الانتخابات البرلمانية الفلسطينية المزمعة في مطلع يناير المقبل وقد يؤدي إلى تأجيلها. ويطالب محمود عباس من جميع الفصائل الفلسطينية أن تتحمل المسؤولية، وألا تعطي للإسرائيليين ذرائع لاحتلال المنطقة مرة أخرى.

غزة ولعبة الانتخابات الإسرائيلية

Ariel Sharon
شارون مضطر إلى إعادة تعريف مفهوم الأمن الداخلي الإسرائيليصورة من: AP

لا شك أن وصول صواريخ معادية إلى داخل حدود الدولة اليهودية كان وما زال خطاً أحمر في استراتيجية الدفاع الإسرائيلية. فالجيش الإسرائيلي عمل دائما على جعل ساحة الصراع خارج المدن الإسرائيلية إلى أن جاءت العمليات الانتحارية الفلسطينية وعمليات إطلاق صواريخ ذاتية الصنع على المدن والبلدات الإسرائيلية المحاذية لتفرض إعادة تعريف مفهوم الأمن الداخلي الإسرائيلي. احتلال غزة من جديد لا يبدو عمليا، لذالك ولدت فكرة إقامة المنطقة العازلة شمال قطاع غزة. هذه الخطوة، وان بدت أمنية بحتة، لا تخلو من الأبعاد السياسية. فرئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون يسعى للفوز جاهدا بفترة رئاسية ثالثة، ولذلك لا بد من عمل شيء لتلافي انتقادات خصومه اليمينيين الذين وقفوا ضد قراره بالانسحاب من قطاع غزة بقولهم انه مثّل من الناحية الفعلية "مكافأة للإرهابيين".

خطورة عمليات الاختطاف

Westjordanland West-Bank Hamas feiert Sieg bei Wahlen
متظاهرون فلسيطينيونصورة من: AP

الأوضاع لا تبدو متوترة على حدود قطاع غزة المتاخمة لإسرائيل وإنما في الداخل أيضا، فبعد سلسلة من الاقتحامات التي قامت بها جماعات مسلحة لمراكز تسجيل الناخبين، قام مجهولون باختطاف ثلاثة بريطانيين. وتثير عملية اختطاف الأجانب حساسية خاصة في المجتمع الفلسطيني لما لذلك من صورة سيئة على هذا المجتمع الذي يعتمد اعتمادا كبيرا على المساعدات التي تقدمها الدول المانحة ومنها بريطانيا. ولذلك لم يكن خروج المظاهرات في قطاع غزة المنددة بذلك صدفة، بل نابعة من قناعة الشعب بأن هذه الأعمال تضر بمصالحه بشكل كبير جداً وأن من يقوم بها لا يمكن أن يكون فلسطينياً حريصا على مصالح أهله وبلده. وكان حوالي 100 شخص قد تظاهروا أمس احتجاجا على عملية الاختطاف بحق الناشطة البريطانية في مجال حقوق الإنسان كيت بورتن ووالديها. وتعمل بورتن منذ ثلاثة اشهر في قطاع غزة كمسئولة عن العلاقات الدولية في مركز الميزان لحقوق الإنسان. وقد انضم إلى المتظاهرين عمال إغاثة أجانب وهم يحملون لافتات كتبت بالإنجليزية والعربية تطالب بالإفراج عن البريطانيين. وفي تصريحات لتلفزيون رويترز قال كمال الشرافي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني الذي انضم للمظاهرة أن الفوضى الراهنة في قطاع غزة ولاسيما خطف الأجانب ليس من شأنها سوى الإضرار بالمصالح الفلسطينية. وشهدت غزة موجة من حوادث الخطف منذ انسحاب إسرائيل من القطاع في سبتمبر /أيلول الماضي.

هذا وقد اعتبرت مجموعات صقور فتح العسكرية المنبثقة عن حركة فتح أن خطف ثلاثة بريطانيين في رفح جنوب قطاع غزة الأربعاء "جريمة" داعية الخاطفين إلى إخلاء سبيلهم فورا. وقال ابو صقر المتحدث باسم هذه المجموعات العسكرية المسؤولة عن عدة هجمات على أهداف إسرائيلية في مؤتمر صحافي في مدينة غزة "نحن في صقور فتح نستنكر عملية الخطف الاجرامية والجبانة". وطالب الخاطفين بإخلاء سبيل المخطوفين فورا "ورسالتنا إلى الخاطفين أنهم سيكونون في دائرة الاستهداف لصقور فتح".

دويتشه فيلّه + وكالات

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد