النوادي الليلية البيروتية بين التأثيرات الغربية والدينية – DW – 2010/1/10
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

النوادي الليلية البيروتية بين التأثيرات الغربية والدينية

١٠ يناير ٢٠١٠

تشتهر بيروت بتنوع الحياة الثقافية فيها. وفيما تلقى النوادي والمراقص الليلية ذات الإيقاعات الأوروبية إقبالا من المعجبين بالغرب من الشباب، يفضل آخرون الأغاني العربية والترفيه عن النفس بما لا يتعارض مع الدين الإسلامي.

https://p.dw.com/p/LP3R
تتنوع أذواق الشباب اللبناني الموسيقية بتنوع طوائفهم وانتماءاتهم الدينية والاجتماعيةصورة من: AP

تشتهر العاصمة اللبنانية بيروت، التي يعيش فيها ما يزيد عن مليوني نسمة، بتعدد المقاهي والمطاعم وتنوعها، إضافة إلى المراقص الليلية وذلك مواكبة لتنوع أذواق الشباب اللبناني واختلافها. ففي الوقت الذي يفضل فيه بعضهم السهرات الخاصة، يفضل آخرون الملاهي الليلية، على غرار محمد وجوان وجاد، الذين تعودوا على ارتياد ملهى "بو18" (BO18) الواقع في المنطقة الصناعية "كارنتينا" في شمال بيروت.

ويقول جاد، الذي يعيش في كندا وجاء إلى لبنان لقضاء العطلة إن "الموسيقى والأجواء في ملهى بو18 قريبة جدا على الأجواء والموسيقى التي تعود عليها في كندا"، مشيرا إلى أنه بإمكانه "الرقص والاستمتاع بالموسيقى في الملهى إلى الصباح"، ما يتفرد به هذا الملهى.

إيقاعات غربية في شمال بيروت

Tanzfläche einer Discothek
موسيقى التكنو والإيقاعات الغربية السريعة والالكترونية تستقطب عددا متزايدا من الشباب في لبنانصورة من: AP

ويقع ملهى "بو18"تحت مرآب للسيارات، كما أنه من الصعب إيجاده إذا لم يتحر المرء الموقع جيدا، ذلك أنه لا وجود لأي لافتة تشير إليه، فقط درجات من الفولاذ تقود إلى مدخل الملهى، الذي اكتسب شهرة عالمية. ذلك أن ملهى "بو18" يتصدر قائمة لأفضل الحانات والبارات في شتى أنحاء العالم. كما يتميز الزبائن، الذي يترددون على الملهى، بالتنوع ذلك أنهم من اللبنانيين المحليين أو من أولئك المهاجرين أو من الأجانب. كما أن تذكرة الدخول إلى "بو18" تقدر ب25 ألف ليرة لبنانية أي ما يعادل نحو 10 يورو، تعتبر في متناول الكثير من الذين يعيشون في لبنان والذين يجمعهم الولع بموسيقى التكنو (Teckno).

ومن جهته، يفسر غونتير صباغ، وهو الديجي الرئيسي في ملهى "بو18"، وكان قد عاش من قبل في سويسرا وفرنسا قبل أن يبدأ العمل في "بو18" قبل ثلاثة أعوام، إقبال الشباب على الملهى بنوعية الموسيقى المقدمة، والتي يطلق عليها اسم "آندرغاروند" (Underground). بيد أنه يؤكد في الوقت نفسه على أن هذه النوعية "ليست شعبية" وإنما تتطلب وقتا طويلا "لكي يتعود عليها الفرد". ويلفت إلى أنها "مزيج من أنواع مختلفة من الأنغام والإيقاعات" وأنها تتضمن نوعا من إيقاعات التكنو كما أنها ليست من نوع "هيب بوب" (Hip Hop)، ذلك أنها لا تتضمن إلا القليل من الغناء.

ويؤكد صباغ أنه بإمكان كل شخص "الرقص على إيقاع هذه الموسيقى إلى ما يصل إلى خمس ساعات، إذا أراد ذلك". ويصف صباغ "بو18" بأنه "مدرسة في مجال الموسيقى". يشار إلى أن "بو18" كان أول ملهى في منطقة الشرق الأوسط الذي بدأ في تقديم الموسيقى الالكترونية. وكان الملهى الليلي يقع في بداية التسعينات في ضاحية "سن الفيل" قبل أن ينتقل عام 1998 إلى ضاحية "الكارنيتنا" ويذيع صيته في العالم.

أنغام شرقية ورقابة دينية في الضواحي الجنوبية

Alltag in Beirut Libanon Junge auf Roller und Frauen mit Kopftuch
يفضل الشباب في الضواحي الجنوبية لبيروت، التي تخضع لسيطرة حزب الله، الأنغام الشرقيةصورة من: picture-alliance/dpa

وبالمقابل تنبعث أنغام موسيقى عربية، على غرار أغاني فيروز، في مقهى إيل بونتي (Il Ponte) الواقع في الضواحي الجنوبية من بيروت والتي يسيطر عليها حزب الله. وتقدم في مقهى إيل بونتي جميع المشروبات الساخنة والباردة، ماعدا المشروبات الكحولية وإمكانية تدخين الشيشة (النرجيلة). كما يقدم المقهى خدمة تصفح الانترنت مجانا. وتعد الأسعار منخفضة مقارنة ببقية الضواحي اللبنانية. وفي ركن من المقهى تجلس مجموعة من الطلبة، بعضهم بنات يرتدين الحجاب، يتبادلون تدخين الشيشة. ويقول أحمد الحسن، وهو طالب في العشرين من عمره، إنه يتردد بانتظام على المقهى، حيث يلتقي بأصدقائه للترفيه عن النفس وتدخين الشيشة بهدف الخروج من أجواء البيت والجامعة.

وتعد الضاحية الجنوبية من أكثر المناطق كثافة سكانية وذات أغلبية شيعية، يعيشون في أوضاع بسيطة. وتعد المقاهي في شارع هادي نصر الله بمثابة الفسحة للشباب، حيث بإمكانهم الترفيه عن النفس وكذلك ربط علاقات مع الجنس الآخر. ومن جهته، يشدد العامل في مقهى "إيل بونتي" ناصر ناصر على أن اختلاط الشباب فيما بينهم في المقهى "أمر لا يزعج أحدا طالما لم يتم تخطي الحدود"، لافتا في الوقت نفسه إلى أن المشروبات الكحولية "ممنوعة"، نظرا لالتزام السكان الديني وقرب المقهى من المجمع، أهم قاعة مؤتمرات لحزب الله والمسجد الكبير.

الكاتبة: منى النجار / شمس العياري

مراجعة: هشام العدم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد