الوحدة الألمانية أسيرة الأحادية في المنظور العربي – DW – 2005/10/28
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الوحدة الألمانية أسيرة الأحادية في المنظور العربي

٢٨ أكتوبر ٢٠٠٥

صورة ألمانيا الموحدة والمتمتعة بنظام ديمقراطي يرفض العسكرة وحل النزاعات بالقوة ما تزال غائبة عند معظم العرب. تقرير من موقع دوينشه فيله في الإنترنت.

https://p.dw.com/p/7NaK
الإحتفال باعادة توحيد ألمانياصورة من: AP

ينظر العرب إلى الوحدة الألمانية بإعجاب شديد لعدة عوامل أبرزها حنينهم إلى وحدة عربية مماثلة وتقديرهم العالي لإنجازات الشعب الألماني. ويمكن وصف نظرتهم إليها بالأحادية والرومانسية إلى حد ما. فهم يركزون في تناولهم لها مثلاً على أنها مقدمة لإعادة مجد ألمانيا أيام الحقبة النازية. وغالباً لا يرون من خلالها سوى المزايا والمنافع متناسين بذلك تبعاتها السلبية. ويأتي في مقدمتها المشاكل الهيكلية التي لحقت بالصناعة الألمانية ومعدلات البطالة العالية. وهنا لا بد من القول إن وسائل الإعلام العربية تتحمل دوراً هاماً في نظرة كهذه كونها لا تعالج بعمق التطورات السياسية والاقتصادية الألمانية على الصعيد الداخلي.

ألمانيا اليوم غير ألمانيا الأمس

لا تزال ألمانيا ما قبل الحرب العالمية الثانية تطبع صورة العرب عنها. غير أن التطورات التي شهدتها بعد هذه الحرب وخاصة في مجال بناء نظام ديمقراطي سياسي مستقر يرفض النزعات العنصرية والعسكرة ليست واضحة حتى الآن في أذهان معظم سكان عالمنا العربي. وليس من الواضح في أذهانهم كذلك الدور المحوري الذي تلعبه في عملية توحيد أوروبا وأهمية هذه العملية في احتواء النزعات النازية المتطرفة. وهناك جهل بحقيقة أن اتخاذها لمواقف معينة تجاه القضايا العربية لا يعني التخلي عن مبادئها القائمة على رفض حل النزاعات بالقوة ودخولها كطرف فيها. ويجسد ذلك مثلاً موقف المستشار شرودر الذي عارض حرب العراق انطلاقاً من هذا الرفض وليس انطلاقاً من رفضه لسيلسةالولايات المتحدة أو تأييده للعرب. ومع إعادة توحيد الألمانيتين يرى كثيرون من العرب أن ألمانيا الموحدة ستحاول العودة إلى ماضيها العسكري ناسين أنها ترى مصلحتها اليوم في الاندماج مع الأسرة الأوروبية ومتابعة السباق الاقتصادي الذي حققت من خلاله أفضل رفاهية في تاريخها.

مطلوب اتخاذ العبر

لقد تعلمت ألمانيا من تاريخها بعد الحرب العالمية الثانية، وعليه فهي تعمل منذ ذلك الحين على نفض غبار الحقبة النازية من خلال تعاملها النقدي والجريء مع هذه الحقبة. وهناك إجماع بين أهم القوى السياسية الألمانية على توظيف دروسها من أجل مستقبل سلمي يقوم على حق الشعوب في تقرير مصيرها. وبناء عليه أجرت مصالحة ذات كلفة عالية مع جيرانها وأعدائها السابقين. كما بنت نظاماً ديمقراطياً يصعب على النازيين وأمثالهم اختراقه. هذا التعامل النقدي مع التاريخ أمر في غاية الأهمية بالنسبة لعالمنا العربي. فعلى الرغم من مرور أكثر من قرن ونصف على ما يسمى بعصر النهضة العربية فإنه يبدو مراوحاً مكانه على صعيد القضايا المطروحة منذ ذلك الحين. ومن بينها على سبيل المثال دور

المرأة في المجتمع والعلاقة بين الدين والدولة وتنظيم الحياة السياسية في إطار أحزاب ترفض التعصب بكل أشكاله.

بقلم د. ابراهيم محمد

www.dw-world.de/arabic