"انتهاكات مروعة".. تنديد أممي بزيادة العنف الجنسي في السودان – DW – 2023/7/5
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"انتهاكات مروعة".. تنديد أممي بزيادة العنف الجنسي في السودان

٥ يوليو ٢٠٢٣

مع تواصل القتال في السودان، نددت عدة منظمات أممية بزيادة العنف، خصوصًا الجنسي، بحق النساء والنازحات واللاجئات، مؤكدة أن أكثر من 4 ملايين امرأة وفتاة عرضة للعنف الجنسي ولا يحصلن على الدعم نتيجة "القسوة والوحشية".

https://p.dw.com/p/4TTHK
مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أرشيف (19.06.2023).
قال المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك (الصورة): "نتيجة هذه القسوة والوحشية، لا تحصل النساء على الدعم الطبي والنفسي إلا بشكل ضئيل أو معدوم".صورة من: FABRICE COFFRINI/AFP/Getty Images

ندّد مسؤولون بارزون في الأمم المتّحدة الأربعاء (الخامس من تموز/يوليو 2023) بزيادة العنف، خصوصًا الجنسي، بحقّ النساء والفتيات في السودان حيث يتواصل القتال منذ شهرين ونصف شهر.
وصدرت هذه الإدانة في بيان مشترك وقّعه رؤساء العديد من وكالات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان واللاجئين (مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) والأطفال (اليونيسف) والنساء (هيئة الأمم المتحدة للمرأة) والصحّة (منظمة الصحة العالمية).

وقال المسؤولون الأمميّون إنّهم "مصدومون ويندّدون بالتقارير التي تفيد بتزايد العنف الجنسي في السودان، بما فيه عنف جنسي مرتبط بالنزاع، في حقّ النساء والنازحات واللاجئات".

وقال المسؤولون الأمميّون إنّهم "مصدومون ويندّدون بالتقارير التي تفيد بتزايد العنف الجنسي في السودان، بما فيه عنف جنسي مرتبط بالنزاع، في حقّ النساء والنازحات واللاجئات".

وقال منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث: "من غير المقبول أن تتعرّض النساء والأطفال في السودان الذين انقلبت حياتهم رأسًا على عقب بسبب هذا الصراع، لصدمة أكبر بهذه الطريقة"، وأضاف: "ما نراه في السودان ليس أزمة إنسانية فحسب، بل أزمة بشرية".

بدوره، قال المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك: "نتيجة هذه القسوة والوحشية، لا تحصل النساء على الدعم الطبي والنفسي إلا بشكل ضئيل أو معدوم".

وتلقّت وكالته منذ بداية القتال "معلومات موثّقة عن 21 واقعة عنف جنسي مرتبط بالنزاع في حقّ 57 امرأة وفتاة على الأقلّ"، وفق البيان الذي أشار إلى أنه في إحدى الحالات "اغتُصبت 20 امرأة على الأقل خلال الهجوم نفسه".

ونظرًا إلى ندرة الإبلاغ عن هذا النوع من الهجمات بسبب "العار والخوف من الانتقام"، فإنّ "العدد الحقيقي للحالات أعلى من دون أيّ شكّ"، بحسب تورك.

وقبل بدء الصراع العسكري بين الجيش وقوات الدعم السريع "كانت أكثر من ثلاثة ملايين امرأة وفتاة عرضة للعنف الجنسي بما في ذلك من شركائهن"، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة. ويقدّر هذه العدد الآن بـ4,2 ملايين وفق البيان الذي أكّد أنّ هذا الخطر مرتفع خصوصًا بين النساء والفتيات الهاربات من الحرب.

من جهته، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إنّ "فرقنا في المنطقة تصف المحنة المروّعة التي تعيشها النساء والفتيات النازحات عندما يهربن من السودان".

وأضاف غراندي: "يجب أن تتوقف هذه السلسلة المروّعة من انتهاكات حقوق الإنسان. هناك حاجة ملحّة إلى مساعدة الناجين والمعرّضين للخطر، لكن حتى الآن، ما زال التمويل بعيدًا عن أن يكون كافيًا" مع وجود 2,8 مليون نازح ولاجئ بسبب الصراع.

ازدياد العنف والقتل بدوافع عرقية في دارفور
من جهتها حذرت  لجنة الإنقاذ الدولية من تزايد العنف في إقليم "دارفور" السوداني المضطرب. وأضافت اللجنة، في بيان اليوم الأربعاء أنه في الأسبوعين الماضيين، فر حوالي 36 ألف شخص من المنطقة إلى تشاد المجاورة.

وقال مويتي مونجانيا، مدير قسم الطوارئ بلجنة الإنقاذ الدولية "ما عقد الوضع، تصاعد الصراعات العرقية في السودان، ما أثار مخاوف بشأن احتمال وجود موجات أخرى من اللاجئين". وذكر نازحون من دارفور أنه وقعت أعمال عنف مروعة.
واندلع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان، ما أدى لمعارك يومية بالعاصمة، وأجج عمليات القتل بدوافع عرقية في إقليم دارفور بغرب البلاد، وهدد بجر البلاد إلى حرب أهلية طويلة الأمد.

وسرعان ما سيطرت قوات الدعم السريع على مساحات من العاصمة واستدعت مقاتلين إضافيين من دارفور وكردفان مع تصاعد الصراع ونقلتهم عبر الجسور من أم درمان إلى بحري والخرطوم، حيث تشكل هذه المناطق الثلاث معًا العاصمة الأوسع عبر ملتقى نهر النيل.

لاجئون سودانيون في تشاد (26.04.2023)
الصراع شرد 2.8 مليون تقريبًا، من بينهم نحو 650 ألفًا عبروا الحدود إلى دول مجاورةصورة من: Mahamat Ramadane/REUTERS


أعنف اشتباكات منذ أسابيع
واندلعت معارك ضارية أمس الثلاثاء بأنحاء أم درمان في الجزء الغربي من العاصمة السودانية في الوقت الذي يسعى فيه الجيش لقطع طرق الإمداد، التي تحاول قوات الدعم السريع إدخال تعزيزات من خلالها للمدينة. وقال شهود إن الجيش شن ضربات جوية وقصفا بالمدفعية الثقيلة، فيما وقعت معارك برية في عدة أجزاء من أم درمان.

وقالت قوات الدعم السريع إنها أسقطت طائرة مقاتلة، ونشر سكان محليون مقاطع مصورة تظهر طيارين يقفزان من طائرة.

وقال سكان محليون إن الاشتباكات في أم درمان كانت الأعنف منذ أسابيع وإن الجيش حاول كسب مساحات من الأرض، كما حاول صد هجوم لقوات الدعم السريع على قاعدة للشرطة.



ونشب الصراع بين الجانبين بسبب خلافات حول خطة مدعومة دوليًا للانتقال إلى الحكم المدني بعد أربعة أعوام من الاطاحة بعمر البشير من السلطة خلال انتفاضة شعبية.

وتوسطت السعودية والولايات المتحدة في اتفاقات عدة لوقف إطلاق النار خلال محادثات في جدة تم تعليقها الشهر الماضي بعد أن انتهك كلا الطرفين اتفاقات الهدنة. وتشير أحدث إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن الصراع شرد 2.8 مليون تقريبًا منذ أن بدأ في منتصف أبريل/نيسان، من بينهم نحو 650 ألفًا عبروا الحدود إلى دول مجاورة.
م.ع.ح/أ.ح (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)