بادو الزاكي لـDW عربية: "أشعر بالإحباط والكاف ظلمنا"

ترددت أنباء تتحدث عن العقوبة الرسمية المسلطة على المغرب من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف"، على إثر نقل نهائيات كأس إفريقيا من المغرب إلى غينيا الاستوائية، بعد طلب الحكومة المغربية تأجيل المسابقة لوقت لاحق، بسبب الخوف من تفشي وباء "إيبولا".

وكان مراسل قناة "سبورت بلوس الفرنسية" في القاهرة قد ذكر، استناداً إلى مصادر داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أن قرار "كاف" سيكون حرمان المغرب من اللّعب في نهائيات كأس الأمم الإفريقية لدورتين متتاليتين، دون احتساب دورة 2015، التي ستنظمها غينيا الاستوائية. علاوة على أداء غرامة مالية قيمتها 40 ألف دولار، تطبيقا لبند الانسحاب من تنظيم المسابقة، وفرض غرامة مالية على الحكومة المغربية لجبر الضرر الذي لحق بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم جراء نقل هذه الدورة من المغرب لغينيا الاستوائية.

لكن تبقى هذه التسريبات محل شك في انتظار القرار الرسمي الذي من المنتظر أن يصدر في الأيام القليلة القادمة. وللحديث عن هذه التسريبات حاورت DWعربية المدير الفني للمنتخب المغربي بادو الزاكي، الذي رفض الخوض في أمر العقوبات المحتملة، باعتبار أنها تقارير غير مؤكدة. لكن المدير الفني لأسود الأطلس أعرب عن إحباطه الشديد بسبب سحب البطولة من المغرب.

وفيما يلي نص الحوار:

DWعربية: نعلم أنك كنت تسابق الزمن لإعداد منتخب وطني قادر على المنافسة لإحراز لقب كأس الأمم الإفريقية التي كان مقرراً إجراؤها في المغرب. ما شعورك الآن بعد استبعاد المنتخب المغربي عن المنافسة؟

بادو الزاكي:بكل صراحة، أنا أشعر بالإحباط لأننا كنا نتمنى جميعاً بأن تجرى دورة 2015 في بلادنا وأمام جمهورنا، خاصة وأن المنتخب المغربي يتوفر على إمكانيات فنية هائلة، مما كان قد يجعله صانع حدث هذه الدورة. وأعتقد أن المنتخب المغربي قد أظهر للجميع أنه كان مستعدا بما فيه الكفاية لهذه البطولة. لكن، وبسبب ظروف قاهرة، جاء القرار الحكومي، الذي أحترمه ويحترمه جميع المغاربة، بتأجيل موعد استضافة البطولة في الوقت الذي كان محددا لها، لأن صحة وسلامة المواطن المغربي فوق كل اعتبار، خاصة وأن داء إيبولا لازال يحصد الأرواح وليس له دواء لحد الآن.

هل أقنعتك فعلاً الأسباب التي ساقتها الحكومة المغربية لرفض تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية 2015 في موعدها المحدد؟

أعتقد أن الواقع هو الذي أقنعني بجدوى القرار الحكومي. فالأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بخصوص داء إيبولا مخيفة. وأعتقد أن مباريات كرة القدم إذا لم تجرى اليوم، فيمكن أن تجرى غدا، لكن صحة المواطن المغربي، هي فوق كل اعتبار.

أكيد أنك تحدثت مع لاعبي المنتخب المغربي بعد هذه التطورات. ما هو موقفهم من كل ذلك؟

لاعبو المنتخب المغربي يشعرون أيضاً بالإحباط. لكنهم في نفس الوقت يتحلون أيضاً بروح المسؤولية، ويعرفون جيداً مخاطر داء إيبولا. فإذا كنا اليوم فرحين بإقامة بطولة كأس الأمم الإفريقية على أرضنا، فربما نكون حزينين في الغد بسبب المشاكل التي يمكن أن يخلفها داء إيبولا في المغرب والدمار الذي قد يلحقه بصحة المواطن. لذلك أرى أن القرار الحكومي حكيم حتى ولو تمّ إيقاف المغرب لمدة عشر سنوات عن الممارسة الكروية. كنا نتمنى أن نهدي الجمهور المغربي الفوز بكأس إفريقيا، لكن الظروف والإكراهات حالت دون ذلك، وأعتقد أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ظلم المغرب بعدم الاستجابة لطلب التأجيل وسحب شرف تنظيم البطولة منه.

في معرض جوابك، جئت على ذكر الاتحاد الإفريقي. هناك تسريبات إعلامية تفيد بأن "كاف" سيعلن قريبا عن عقوبات ضد المغرب، من بينها إيقاف المنتخب الأول عن المشاركة في الدورتين القادمتين لكأس الأمم الإفريقية؟ ما هو تعليقك على ذلك؟

لا يمكنني التعليق سوى على الجوانب الفنية. وبخصوص ذلك، أقول أن المنتخب المغربي جاهز لخوض جميع المنافسات. أما فيما يخص الجانب الإداري أو ما يتعلق بالعقوبات، فمسؤولو الاتحاد المغربي هم المخولون بالرد على ذلك.

وفي ماذا تفيد جاهزية لاعبي المنتخب المغربي، إذا تم بالفعل فرض هذه العقوبات. ألا يعني ذلك "اغتيالا" لجيل كامل من اللاعبين؟

علينا أن لا نسبق الأحداث، أي جواب الآن بخصوص هذا الأمر، هو سابق لأوانه. أنا أفضل انتظار صدور أحكام الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وبعد ذلك يمكن إعطاء أجوبة حاسمة وإصدار قرارات سليمة.

لكن قناة "سبورت بلوس الفرنسية"، ذكرت استنادا إلى مصادر من "كاف" أن عقوبة التوقيف قرار حتمي ومؤكد، ولم يصدر أي نفي من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الذي كان رئيسه عيسى حياتو قد صرح لـ"إذاعة فرنسا الدولية" أنه سيتم توقيع عقوبة استبعاد المغرب لمدة 4 سنوات؟

أظهرت الأيام القليلة الماضية، أن الأخبار المسربة التي تداولتها وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة ووُصفت بالمؤكدة، تبين فيما بعد أنها كانت غير صحيحة. فمثلاً، عندما كان رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع والوفد المرافق له في الكاميرون، كنا نسمع أن الدورة الحالية لكأس الأمم الإفريقية، ستؤجل إلى غاية 2016. ونُسبت هذه الأخبار إلى مصادر موثوقة من داخل "كاف"، لكننا بعد ذلك فوجئنا بقرارات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وموقفه المتصلب. لذلك، أعتبر أن الخوض في أي قرار غير نهائي سابق لأوانه.

هل أفهم من كلامك أنك متفائل بأن المغرب لن يتعرض لعقوبة الإيقاف؟

يمكنني القول بأني متفائل بخصوص مستقبل المنتخب المغربي، نظراً للعمل الذي أقوم به مع المنتخب. وأنا متفائل أيضاً لأن المغرب له مكانته ورجاله الذين لن يسمحوا بأن يُظلم المغرب بهذا الشكل، ومن هنا، فأنا واثق في الحكومة المغربية وفي كل من يدبر هذا الملف.

على ذكر عملك مع المنتخب المغربي. ذكرت بعض المنابر الإعلامية في المغرب، أنك رفعت تقريرا مفصلا بهذا الخصوص إلى الاتحاد المغربي لكرة القدم. هلاّ أطلعتنا عن بعض نقاط هذا التقرير؟

كما قلت لك سابقاً، ليس كل ما يتداوله الإعلام صحيح مائة في المائة. أنا لم أرفع أي تقرير لأي جهة كانت. وأنا راضٍ عن العمل الذي أقوم به وفريق عملي مع المنتخب المغربي منذ إشرافي عليه في شهر مايو/ أيار الماضي. وأحتفظ بجميع التقارير لنفسي مادام لم يطالبني بها أحد.

رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم يوسف السركال، اقترح ورحب بمشاركة المغرب في بطولات كأس الخليج. ما هو رأيك في هذا الاقتراح؟ وهل يمكن أن تستفيد الكرة المغربية من ذلك؟

لا يمكنني الإجابة عن هذا السؤال. فدوري يقتصر على الجوانب الفنية فقط. أما الجوانب الإدارية والتدبيرية، فهي من اختصاص المسؤولين في الاتحاد المغربي لكرة القدم.

لنفترض أن الاتحاد المغربي رحب بالفكرة وتمت الموافقة من الجانب الخليجي على مشاركة المغرب في بطولة الخليج. هل ترى أن المشاركة في مثل هذه البطولات مفيد من الناحية الفنية للمنتخب المغربي؟

أولا، أنا أشكر رئيس الاتحاد الإماراتي السيد يوسف السركال على دعوته للمنتخب المغربي للمشاركة في بطولة كأس الخليج. أشكره على مبادرته ورغبته في مد يد العون للكرة المغربية في حال تعرضها لعقوبة الإيقاف من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. لكن، قبل أن أقول إن كانت مشاركة المغرب في بطولة كأس الخليج إيجابية أو سلبية، أفضل التريث حتى صدور قرارات "الكاف"، وعلى ضوئها يمكنني اختيار التدابير وتطوير إستراتيجية عملي في المستقبل.

بعيدا عن شأن المنتخب المغربي، اختارك الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ضمن اللجنة الفنية التي من مهامها أيضاً اختيار أفضل لاعب في منافسات كأس العالم للأندية للعام الثاني على التوالي؟ كيف تنظر لهذا الاختيار وما هي آليات عمل هذه اللجنة؟

اقترح عليّ الاتحاد الدولي لكرة القدم الالتحاق بهذه اللجنة هذا العام، وقبلت ذلك، بعدما استُبعد المنتخب المغربي من منافسات كأس الأمم الإفريقية. هذه اللجنة تقوم بإنجاز تقارير فنية عن جميع مباريات الدورة وعن خطط اللعب التي اعتمدها كل فريق خلال المباريات، وتشرح اللجنة الفنية في تقاريرها الأسباب الفنية لفوز وخسارة الفرق المشاركة، علاوة على اختيار أفضل لاعب في كل مباراة من مباريات البطولة (Man oft he Match). وفي الأخير، يتم اختيار أفضل لاعب وثاني أفضل لاعب في البطولة كلها إلى جانب هداف البطولة.