بايرن ميونيخ ـ تألق عابر أم خطوة على درب الثلاثية؟

شهد عشاق كرة القدم أمس الثلاثاء (21 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) مهرجانا كرويا رائعا، وذلك ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، حيث دارت ماكينات تسجيل الأهداف بأقصى طاقتها محققة رقما قياسيا من الأهداف بلغ 40 هدفا في ثماني مباريات.ثمانية أهداف منها سجلت في مباراة بايرن ميونيخ الألماني وروما الإيطالي. وقدم فريق بايرن ميونخ في هذه المباراة عرضا كرويا مدهشا، بعدما دك شباك روما بسبعة أهداف، مذكرا بالعرض الذي قدمه المنتخب الألماني أمام المنتخب البرازيلي في نصف نهائي مونديال 2014، عندما فاز بالنتيجة نفسها (7/1).

تألق محلي وأوروبي

وتؤكد النتائج التي حققها الفريق البافاري منذ بداية الموسم وحتى الآن إصراره على حصد جميع الألقاب الممكن تحقيقها. فعلى الصعيد المحلي يتربع على صدارة الدوري الألماني، كما أنه تخطى جميع الفرق التي واجهها في مسابقة كأس الاتحاد الألماني بكل سهولة، وأوروبيا يحتل صدارة مجموعته ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا برصيد تسع نقاط حققها بفوزه في جميع اللقاءات التي خاضها في دور المجموعات حتى الآن. ولا يكتفي بايرن ميونيخ بتحقيق الفوز على منافسيه بفارق ضئيل من الأهداف فقط، بل غالبا ما يمطر شباك خصومه بأهداف كثيرة، كما هو الحال في مباراته الأخيرة في الدوري الألماني أمام فيردر بريمن، حيث فاز عليه بسداسية نظيفة، ليكتسح بعد ذلك مرمى منافسه روما الإيطالي في أرضه وأمام جمهوره بسبعة 7 أهداف ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا.

ولم يكن أكثر المتشائمين من محبي روما الإيطالي يتوقع خسارة فريقه بهذه النتيجة الثقيلة. خاصة وأن فريق العاصمة الإيطالية الأول يقدم عروضا قوية في البطولة المحلية، حيث يحتل المركز الثاني برصيد 18 نقطة متخلفاً بنقطة واحدة عن المتصدر يوفينتوس. ويرجع بعض المراقبين الرياضيين فوز بايرن ميونيخ إلى التكتيك الذكي للمدرب جوسيب غوارديولا، الذي نجح في حسم نتيجة اللقاء مبكرا بفضل نهجه الهجومي الفعال، حيث حسم نتيجة المباراة لصالحه في الشوط الأول الذي انتهى بتقدم بايرن بخمسة أهداف نظيفة.

وشكل فوز بايرن ميونيخ صفعة قوية لروما الإيطالي الذي كان يخوض اللقاء على أرضه وأمام جمهوره، خاصة وأن "الذئاب"، كما يحلو لمحبي روما وصف لاعبي فريقهم، ظهروا بمستوى قوي منذ انطلاق الموسم سواء محليا أو أوروبيا. فروما لم يخسر سوى مباراة واحدة من أصل 9 لقاءات خاضها قبل مواجهته لبايرن. ولم يلق رودي غراسيا مدرب فريق روما باللوم على لاعبيه، بل حمّل نفسه مسؤولية الهزيمة الثقيلة. وقال غارسيا بعد المباراة "كان ينبغي علينا أن نكون منغلقين بشكل أكبر وأن نحاول النيل منهم في الهجمة المرتدة. كان انهيارنا تكتيكيا أكثر منه نفسيا. لم نلعب بفعالية هجومية كافية وسمحنا لبايرن بأن يلعب كما يحلو له".

انتقادات بيب غوارديولا

ورغم العرض الكروي الرائع الذي قدمه بايرن ميونخ في مباراته أمام روما، إلا أن جوسيب غوارديولا لم يكن راضيا تماما عن فريقه، مشيرا إلى أن أداء الفريق بحاجة إلى الكثير من التحسين. وقال غوارديولا إن "الفوز بسبعة أهداف لا يكشف عن حقيقة الفرق في المستوى بين بايرن وروما".

ومن المعروف أن غوارديولا مهووس بالإتقان لدرجة يهتم فيها بجميع التفاصيل الصغيرة، لكن انتقاداته للفريق بعد هذا الفوز الساحق قد تدفع إلى الشك حول ما إذا كان غوادريولا يسعى من خلال ذلك إلى تحفيز فريقه على تقديم الأفضل ومتابعة مسلسل الانتصارات، وذلك بعيدا عن الثقة الزائدة التي من الممكن أن تؤدي إلى تراجع أداء الفريق، كما حدث في نهاية الموسم الماضي بعدما ضمن الفوز بالدوري الألماني، وهو ما كلفه الخروج من دوري أبطال أوروبا على يد ريال مدريد في الدور نصف النهائي للمسابقة.

ويبدو أن غوارديولا يسعى لتفادي الأخطاء التي ارتكبها الفريق العام الماضي، حيث فشل في إنجاز سلفه يوب هاينكس الذي نجح رفقة الفريق البافاري في إحراز الثلاثية، بعدما تمكن من الفوز بلقب الدوري الألماني وكأس الاتحاد الألماني ولقب دوري أبطال أوروبا في موسم واحد للمرة الأولى في تاريخ النادي.