Magana darf Opel retten

دافعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه لإنقاذ شركة أوبل الألمانية لصناعة السيارات التي تسيطر عليها مجموعة جنرال موتورز الأمريكية التي تقترب من إعلان إفلاسها. وقالت ميركل اليوم السبت في رسالتها الأسبوعية على شبكة الانترنت "إن الدولة تتدخل بقوة للمساعدة في مثل هذه الحالات" في إشارة إلى تقديم الحكومة الألمانية نحو 1.5 مليار يورو لدعم أوبل. ونفت المستشارة الاتهامات الموجهة لحكومتها بأنها تعمل على إنقاذ الشركات الكبيرة، وتترك الشركات الصغيرة لمصيرها المحكوم عليه بالفشل. كما أكدت اهتمام حكومتها بكل مكان عمل سواء لدى الشركات الصغيرة أو المتوسطة، وأشارت في هذا السياق إلى برنامج دعم الاقتصاد لحماية هذه الشركات من شطب الوظائف.

اتفاق بعد مفاوضات طويلة

وقد توصلت الأطراف المعنية بأزمة شركة "أوبل" الألمانية لصناعة السيارات إلى اتفاق حول إنقاذ الشركة المتعثرة بعد مفاوضات طويلة استمرت حتى ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت. وأعلن بيير شتاينبروك وزير المالية الألماني أن الحكومة الألمانية وحكومات الولايات ووزارة الخزانة الأمريكية ومندوبي مجموعة جنرال موتورز وممثلي شركة "ماجنا" النمساوية- الكندية لصناعة قطع السيارات اتفقوا على خطة إنقاذ شركة أوبل التي يبلغ عدد عمالها في ألمانيا وحدها 25 ألف عامل. وأبلغ شتاينبروك الصحفيين الذين كانوا ينتظرون أمام مكاتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه تم الاتفاق على اتفاقية شاملة بخصوص أوبل.

ووبذلك أصبح الطريق ممهدا لحصول أوبل على الضمانات المالية الحكومية مع وضعها تحت الوصاية وحمايتها من الانهيار في حال إعلان إفلاس المجموعة الأم جنرال موتورز، وسط توقعات بأن يعلن الرئيس الأمريكي أوباما رسميا ِإفلاس الأخيرة بعد غد الاثنين.

أوبل ستحتفظ بمصانعها في ألمانيا

ومن جانبها أكدت مجموعة ماجنا عزمها الحفاظ على مصانع الشركة الأربعة في ألمانيا. كما أكد على توفير المخصصات المالية خلال الأسابيع المقبلة في ظل التزام الحكومة الألمانية وحكومات الولايات بالعمل على تحقيق الشروط المطلوبة لضمانات القروض، ومن ضمن ذلك الحصول على الموافقات الرسمية من البرلمانات المحلية. لكن سيجفريد فولف، الرئيس التنفيذي المشارك لماجنا، حذر في ذات الوقت من أن هناك المزيد من التفاصيل التي يتعين تسويتها. وقال في هذا الإطار: "ينبغي أن يتم ذلك بسرعة لأنه ينبغي التوقيع على العقد خلال خمسة أسابيع ".

من ناحيته أشار شتاينبروك إلى أن الاتفاق يشمل ثلاث نقاط رئيسية وهي مذكرة التفاهم بين جنرال موتورز المالكة لأوبل، والشركة النمساوية الكندية (ماجنا) التي ستستحوذ على أوبل، كما سيتم التوقيع على عقد وصاية حكومية يدخل حيز التنفيذ قريبا ليضمن حقوق الحكومة الألمانية التي ستقدم قروضا. وتتعلق النقطة الثالثة بتقديم الحكومة الألمانية قرضا قيمته 1.5 مليار يورو.

انفصال بعد ثمانية عقود من الاتحاد

وبعد اتحاد دام ثمانين عاما، تستعد المجموعة الأميركية جنرال موتورز لفقدان سيطرتها على الألمانية أوبل، بعدما جعلت منها رأس جسر لنموها في أوروبا. وتشكل هذه الخطوة منعطفا تاريخيا سواء لموظفي أوبل، أو لمجموعة جنرال موتورز التي حققت تكاملا تاما مع أوبل، وعهدت إليها بأحد أهم مراكزها للأبحاث والتطوير في العالم، إذ تخصصت في صناعة المحركات النظيفة. الجدير بالذكر أن هذا الاتفاق يضمن بقاء أوبل، وانفصال نشاطها في أوروبا عن نشاط جنرال موتورز. ومما سيعنيه ذلك عدم تأثرها بإعلان إفلاس المجموعة الأمريكية المتعثرة.

(ط.أ/ د ب أ/ رويترز/ أ ف ب)

تحرير: إبراهيم محمد