بعد إحباط عملية مطار لندن: نجاح في التصدي للإرهاب وفشل في استئصال جذوره – DW – 2006/8/16
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد إحباط عملية مطار لندن: نجاح في التصدي للإرهاب وفشل في استئصال جذوره

كلاوديا برفيتسانوز/ إعداد: عبده المخلافي١٦ أغسطس ٢٠٠٦

رغم النجاح الأمني المتمثل في إحباط الشرطة البريطانية لعملية تفجير طائرات إلا أن المحاولة في حد ذاتها أعادت الى بؤرة الأضواء الجدل حول مدى نجاعة إستراتيجية مكافحة الإرهاب. دويتشه فيله رصدت أراء الخبراء والمحللين.

https://p.dw.com/p/8xf5
الإجراءات البوليسية هي فقط إحدى وسائل مكافحة الإرهابصورة من: AP

أعادت محاولة اختطاف عدد من الطائرات البريطانية والأمريكية المتجهة إلى الولايات المتحدة وتفجيرها في الجو أو فوق مدن أمريكية، أعادت الجدل والنقاش حول مدى نجاعة الإستراتيجيات الغربية المتبعة في مكافحة الإرهاب. فعلى الرغم من إحباط المحاولة قبل حدوثها ـ هذا بحد ذاته اعتبره البعض انتصارا كبيرا لأجهزة الأمن البريطانية ـ إلا أن التقييم النهائي لهذه العملية يشير إلى أن الخطر ما زال ماثلا بشدة وأن هذه الجماعات لا تزال تتمتع بالقدرة على التخطيط والتنفيذ لعمليات أكبر من ذي قبل وتعاود المحاولات مرة تلو الأخرى. هذا الأمر يثير التساؤل مرة أخرى حول مدى نجاعة الإستراتيجيات التي أعتمدتها الحكومات الغربية لمكافحة الإرهاب عقب تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.

"نجاح في صد الإرهاب وليس في مكافحته"

Terroralarm in London erhöhte Sicherheit in Heathrow Verspätungen
إحباط محاولة تفجيرطائرات متجه من لندن ألى الولايات المتحدة الأسبوع الماضيصورة من: AP

يعتبر المحللون بأن إحباط عملية مطار لندن لتفجير الطائرات بمثابة نجاح أمني مرحلي كبير، لكنهم لا يعتقدون بأن ذلك يمثل نجاحا لإستراتيجية مكافحة الإرهاب. في هذا السياق يقول يوأخيم كراوزا، مدير معهد السياسات الأمنية في جامعة كيل الألمانية، بان حملة مكافحة الإرهاب في مطار لندن مثلت نجاحا واضحا، لكنها مناسبة لإعادة التفكير بسياسات سابقة أثبتت خطئها. فالمتهمون الذين القي القبض عليهم هم أصلا بريطانيون من الجالية الإسلامية البريطانية، وهذا يشير، حسب كراوزا، إلى مدى الخطر الذي ينبعث من هذه الأوساط حتى وإن كانت تشكل أقلية صغيرة الحجم. ويتفق ميشائيل بولي، المتحدث باسم مبادرة بحوث الأمن في جامعة برلين الحرة، مع الرأي القائل بأن عملية مطار لندن تمثل "نجاحا في صد الإرهاب لكن ليس في مكافحتة ". فهؤلاء الناس لازالوا، في رأي بولي، قادرين على إعادة ترتيب أنفسهم وتشكيل شبكاتهم، حتى وإن كانوا قد أضعفوا. من حيث المبدأ يتوجب على المدى الطويل تجفيف منابع الإرهاب، حسب قول بولي الذي يعمل في معهد الدراسات الإيرانية في جامعة برلين الحرة، غير أنه شخصيا لا يعتقد بأن ذلك ممكن في الوقت الحالي. والسبب في نظر الخبير في شئون الشرق الأوسط، هو إن العراق على عتبة حرب أهلية، وفي أفغانستان تتسع دائرة العنف مرة أخرى ثم جاءت حرب لبنان لتضيف الزيت إلى النار وتدفع بشباب جدد إلى أحضان الجماعات المتطرفة. ويتنبأ بولي بأن منطقة الشرق الأدنى والأوسط مهيأة لمزيد من التوتر "وسوف نراها تحترق أكثر".

أكثر من إستراتيجية

Ansprache von George W. Bush: Britische Spezialeinheiten haben Sprengstoffanschläge auf zahlreiche Passagierflugzeuge in London verhindert
جورج بوش لا زال مقتنعا بأن الوسائل العسكرية قادرة على هزيمة الإرهابصورة من: AP

بالمقابل يعتبر البروفسور كراوزا الإستراتيجية الأوروبية لمكافحة الإرهاب بأنها "استراتيجية براغماتية". وهو يرى في هذا الصدد بأن "الجناة مسلمون متطرفون" يمكن التصدي لهم بالإجراءات البوليسية المعتادة ولكن المشددة، عن طريق زرع المخبرين في أوساطهم مثلا ومراقبة مكالماتهم الهاتفية وبريدهم الالكتروني، إضافة إلى ضرورة يقظة رجال الشرطة إزاء تقدير مكامن الخطر قبل وقوعه. ويعتقد الخبير الألماني بضرورة تحسين عملية اندماج الأجانب والمسلمين بالذات في المجتمعات الأوروبية، لكنه يشك في أن ذلك يمثل حلا لمشكلة الإرهاب. من جانبه يرى البروفسور كريستوفر داسه، أستاذ السياسة الدولية في جامعة ميونيخ، ضرورة الجمع بين أكثر من إستراتيجية لمكافحة الإرهاب. "فالإجراءات الوقائية بواسطة الشرطة مهمة جدا، لكنها ليست الوسيلة الوحيدة التي ينبغي الاعتماد عليها". ويضرب البروفسور الألماني مثلا من خلال حرب أفغانستان التي كانت في رأيه وسيلة متطرفة لكنها فعالة في مكافحة الإرهاب. ويذهب داسه بعيدا الى القول بأن حملات عسكرية مركزة على دول أو جماعات تدعم الارهاب يجب ان تكون أيضا من ضمن الوسائل المطروحة. وهو يقترح أيضا تعاونا دوليا بين أجهزة الشرطة، لكنه لم يقلل من نجاعة وسائل أخرى مثل تقديم مساعدات تنموية. وبينما يرى داسه بأن واشنطن لجأت إلى الحل العسكري بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، فأنه يشيد بعدم إهمال الأوروبيين للوسائل الأخرى غير العسكرية مثل الجهود الدبلوماسية والمساعدات التنموية. "وهو ما تفكر به أيضا واشنطن حاليا".

"صراع القيم وظُلم العولمة"

WTO symbolische Tötung des WTO-Saurus
احدى المظاهرات التي جرت في هونغ كونغ ضد العولمةصورة من: AP

من ناحيته يذهب أستاذ السياسة الدولية في جامعة برلين الحرة، البروفسور كلاوس سيجبيرز، إلى القول بأن تنامي ظاهرة التطرف يعود بالدرجة الأولى إلى صراع القيَم بين المجتمعات. لكنه يرى إضافة إلى ذلك بأن العولمة هي سبب أخر لتنامي التطرف بما ينجم عنها من ضحايا. ويعتقد سيجبيرز بأن الحل على المدى الزمني المتوسط ممكن ان يكون في التوصل إلى اتفاق في إطار جولة مفاوضات تحرير التجارة العالمية "لكي لا نعد الناس بالرفاهية فقط، بل أن نمنحهم أيضا شيئا من هذه الرفاهية". على الصعيد الوطني يتوجب علينا، والكلام للبروفسور الألماني، "ان نسأل أنفسنا إن كنا قادرين على السماح بظهور مجتمع مواز"، في إشارة إلى المهاجرين عموما والجالية الإسلامية بوجه خاص. لكن أستاذ السياسة الدولية يبدي في هذا الصدد تشاؤما ازاء القدرة على توزيع أفضل للموارد وتحقيق اندماج المهاجرين في المجتمعات الجديدة، معتبرا ذلك مجرد "أمنية صعبة المنال تبرز عقب كل عملية إرهابية ثم ما تلبث أن تتلاشي بعد أيام قليلة."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد