المستشارة ميركل في خدمة السلام والأمن في أوروبا – DW – 2015/2/14
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المستشارة ميركل في خدمة السلام والأمن في أوروبا

كاي أليكساندر شولتز/ع.ع١٤ فبراير ٢٠١٥

هناك من ينتقد المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ويعتبر بأنها تتجنب المخاطرة السياسة أو بأن أوروبا ليست في مقدمة اهتماماتها، لكن عملها الدؤوب وتفانيها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا يوضح عكس ذلك.

https://p.dw.com/p/1EbWa
Ukraine Konferenz in Minsk Merkel
صورة من: picture-alliance/AP/S. Grits

كما أكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية، فإن اجتماع مينسك الثاني جاء بمبادرة ألمانية وفرنسية أيضا. وتشير هذه الحقيقة إلى أهمية المحور الألماني الفرنسي في الوحدة الأوروبية، والذي كان مصابا بعض التذبذب خلال السنوات الأخيرة. لقد عبر ظهور وزيري خارجية الدولتين العام الماضي في العاصمة الأوكرانية كييف بشكل مشترك عن وجود تقارب في المواقف بين البلدين، بل أن ألمانيا وفرنسا تتفقان في الرأي ضد إمدادات الأسلحة ويريدان انتهاج سياسة تقوم على الدبلوماسية وفرض العقوبات.

في نفس الوقت تعلم باريس أن المستشارة الألمانية أنغلا ميركل أهم مخاطب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فهي تتصل به عبر الهاتف وتبني علاقاتها على أساس تجربة سنوات كثيرة في التعامل معه. إن ذلك يسمح لها بالتحرك في مقدمة الصف. وهو ما عبر عنه الرئيس الفرنسي أولاند عندما شكر المستشارة على دورها في لقاء مينسك، مشيرا في نفس الوقت إلى "الدور التكميلي الذي لعبته كل من ألمانيا و فرنسا في هذه العملية". يأتي ذلك بالنسبة لفرنسا في وقت تحتاج فيه إلى نجاح في السياسة الخارجية بسبب وضعها السياسي والاقتصادي المترنح، خصوصا وأنها عضو في مجلس الأمن الدولي.

وبرلين مستفيدة أيضا من هذا الوضع. فمن خلال مشاركة فرنسا، ليس هناك من مخاطر باتهام الحكومة الألمانية بانتهاجها لسياسة انفرادية بهذا الشأن. ثم إن برلين ما فتئت تؤكد أن ميركل لا تلعب في الأزمة الأوكرانية دورا محايدا بل انطلاقا من المصلحة الأوروبية.

Ukraine Konferenz in Minsk Putin
الرئيس الروسي فلاديمير بوتينصورة من: picture-alliance/dpa/A. Zemlianichenko

دور المستشارة في السياسة العالمية

ميركل تسعى إلى المحافظة على الوحدة الأوروبية. إن ذلك يجلب لها كل الاحترام، خصوصا من طرف دول أوروبا الشرقية المتخوفة من روسيا بسبب تداعيات الأزمة الأوكرانية. وفي نفس الوقت هناك تخوف من أن تنجح المستشارة في فرض سياسة النمو الاقتصادي في دول جنوب أوروبا من خلال التقشف.

الرأي العام الألماني يعي بشكل جيد وزن المستشارة ميركل في السياسة الخارجية. بعضهم يعتبر أنها تلعب دور المنقذ في العالم، حيث وصفتها صحيفة "بيلد" قبل اجتماع مينسك بأنها "مستشارة العالم". واعتبرت صحف أخرى بأن موضوع السلام والحرب هو الآن في يد المستشارة ميركل، بل إن زعيم المعارضة اليسارية في البرلمان الألماني غريغور غيزي عبر عن احترامه الشديد لما قامت به من عمل بهذا الشأن .

المستشارة الدؤوبة

مسافات رحلاتها بين كييف و برلين وموسكو وواشنطن وأوتاوا كانت بمستوى 20000 كلم. ويجد عملها الدؤوب ترحيبا كبيرا في ألمانيا، حيث هناك اعتقاد بأنها قامت بكل ما يمكن القيام به من أجل تهدئة الوضع الخطير في أوكرانيا. وهو ما عبرت عنه بنفسها عندما صرحت بعد اللقاء مع بوتين وبوروشينكو: "لدينا الآن بصيص أمل... وأمامنا الآن عقبات كبيرة. ولكن يمكن القول أن ما توصلنا إليه الآن يبعث عن الأمل وهو أفضل من لا شيء، وما توصلنا إليه الآن من خلال هذه المبادرة هو أمر جيد. وهناك من يعتقد أنه من خلال عملها الدؤوب وتحركاتها فأنها قد تحصل في يوم ما على منصب الأمين العام للأمم المتحدة

Angela Merkel und Fracois Hollande in Minsk
اللقاء الأول حول أزمة أوكرانيا الذي استضافته روسيا البيضاء في 12/02/2015صورة من: Reuters

ميركل وأوروبا

ومما لاشك فيه هو أن المستشارة أنغلا ميركل تتزعم أوروبا. ولكن تقييم عملها موضوع آخر. ألم تماطل المستشارة في التعامل مع الأزمة في اليونان إلى حين تزويدها بالمساعدات المالية، مما ساهم في زعزعة منطقة اليورو والوضع المالي في بعض دول جنوب أوروبا؟ ألم تنتظر مدة طويلة قبل اللجوء إلى الدبلوماسية وفرض العقوبات في وقت نهج فيه بوتين سياسة فرض الأمر الواقع؟ ألم تساهم ألمانيا في موضوع أزمة ديون اليونان في تقوية المواقف الشعبية الرافضة لليورو والى المخاطرة بحدوث تضامن بين الدول المتأزمة؟. ورغم ذلك فإن مثل هذه الأسئلة والشكوك لا تعبر عن واقع ملموس حقا.

فمن خلال تجاربها تعتبر المستشارة ميركل أنه يجب على ألمانيا التحرك عندما لا يتحرك أحد. وقد حدث ذلك خلال أزمة اليونان عندما لم يكن للاتحاد الأوروبي أية حلول يقدمها، فقامت ميركل بملء الفراغ الذي تركه الإتحاد الأوروبي. كما كان يلزمها أخذ مواقف مؤثرة بعين الاعتبار مثل الولايات المتحدة. فالرئيس أوباما موجود تحت ضغط سياسي داخلي في موضوع تزويد أوكرانيا بالأسلحة. ولو لم يتم توصل إلى اتفاق في مينسك، لقامت الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بأسلحة، حيث تعتبر هذه الأخيرة أن مثل هذا التعامل مع روسيا هو الأمر الصحيح. إذن ميركل ترى الأمور من منظور أوروبا و العلاقات مع الولايات المتحدة. ولكن بالنسبة لأزمة أوكرانيا فإن المبادرة الحاسمة ارتبطت على كل حال بالمصلحة الأوروبية.

Petro Poroschenko nachdenklich
الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكوصورة من: AFP/Getty Images/S. Gapon
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد