تدشين مدارس للتأهيل المهني في لبنان بمساعدة مالية وتقنية ألمانية

ألحقت الحرب التي دارت بين إسرائيل وحزب الله دمارا هائلا بالبنية التحتية في لبنان وشردت مئات الآلاف من المدنيين. وبعد أن وضعت الحرب أوزارها وقررت الأطراف المتنازعة التخلي عن لغة السلاح لإعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية من أجل حل الخلافات بينها وجدت الحكومة اللبنانية، التي ظلت طرفا محايدا في التصعيد العسكري الذي عصف بأراضيها، نفسها بحاجة ماسة إلى جهود دولية مكثفة لإعادة إعمار ما دمرته الآلة العسكرية ومساعدة مواطنيها على العودة إلى حياتهم الطبيعية.

وفي إطار الجهود الدولية الهادفة إلى مساعدة لبنان على تجاوز هذه المرحلة الصعبة تقوم الحكومة الألمانية بدور فاعل على مختلف الأصعدة، فهي تشارك بوحدات من البحرية الألمانية ضمن القوات الدولية (اليونيفيل)، التي تقوم بمهام حماية الحدود اللبنانية ورعاية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. لكنها تساهم أيضا بتقديم إعانات مالية مهمة للتخفيف من حدة الأزمة التي يمر بها لبنان في الظرف الراهن.

تمويل ألماني لمدارس لبنانية

وفي إطار الجهود التي تبذلها ألمانيا لإعادة إعمار لبنان سيقوم مسؤولون لبنانيون وألمان اليوم الإثنين بتدشين مدرسة التأهيل المهني في مدينة صيدا بعد الانتهاء من صيانتها، حيث ستفتح أبوابها أمام التلاميذ ابتدءا من الأسبوع القادم. في حين سيتم إعادة بناء مدرستين من هذا النوع بشكل كامل، بعد أن لحقت بهما أضرار بليغة، وذلك في بداية العام القادم. وسيشهد حفل التدشين حضور عدد من الشخصيات السياسية والإعلامية، من بينهم المدير العام لوزارة التعليم اللبنانية والقائمة بأعمال السفارة الألمانية في بيروت، بالإضافة إلى حضور عدد من الإعلاميين ومدراء مدارس التأهيل المهني اللبنانية.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا المشروع يعكس الاهتمام الألماني الكبير بعملية إعادة إعمار لبنان وتقديم المساعدات المالية والتقنية للشعب اللبناني عبر تمويل مشاريع مدنية تسهر على إنجازها إلى جانب الوزارة الاتحادية المكلفة بالتعاون الاقتصادي والتنمية، كل من المؤسسة الألمانية للتعاون الفني ( GTZ ) وبنك التنمية.

أهمية المشروع

رصدت الحكومة الألمانية لمشروع صيانة وإعادة بناء مدارس التأهيل المهني في لبنان ما يناهز الثلاث ملايين يورو. ويذكر أن تلك المؤسسات التعليمية تعرضت خلال الصيف الماضي للتدمير أو تضررت منشآتها بعد أن تحولت إبان فترة الحرب الأخيرة إلى ملاجئ لإيواء النازحين من المناطق التي كانت تتعرض لقصف مكثف أو تلك التي كانت تشهد اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش الإسرائيلي وميليشيات حزب الله. ويجسد الدعم الألماني الحالي دفعة أولى من سلسلة من برامج إعادة التعمير التي وعدت ألمانيا بتقديمها إلى لبنان لمساعدته على اجتياز انهيار الاقتصاد اللبناني وتدمير البنية التحتية للبلاد التي خلفتها الحرب الأخيرة. وفي هذا الإطار أعربت الوزيرة الاتحادية للتعاون الاقتصادية والتنمية هيدمايه فيشوريك- زويل، لرئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة عن تعهد الحكومة الألمانية، خلال اللقاء الذي جمعهما في برلين سبتمبر/ أيلول الماضي، بتقديم دعم مالي لمدة سنتين 2006 و2007 للمساعدة في جهود إعادة إعمار لبنان. ومن المعروف أن معظم تلك الأموال ستخصص لإعادة بناء البنية التحتية في مجال مياه الشرب والصرف الصحي وبرامج تتعلق بتقديم التأهيل المهني للشباب، علما أن ألمانيا تتمتع بخبرة تقنية كبيرة في مجال إعادة الإعمار.