تواصل الاحتجاجات في مصر واتهامات لأجهزة أمنية بزرع الفوضى

تتواصل في مصر المظاهرات المناهضة للرئيس حسني مبارك لليوم السادس على التوالي، حيث تجمع صباح اليوم الأحد(30 نياير/كانون الثاني) في وسط القاهرة أكثر من ألف متظاهر لمطالبة مبارك بالتنحي عن السلطة وإعلان رفضهم لقرار تعيين اللواء عمر سليمان نائبا له. وفي شوارع القاهرة التي تنتشر فيها دبابات وعربات الجيش الذي يتولى الأمن بمقتضى قرار حظر التجول ، احتشد مئات المتظاهرين ورددوا "حسني مبارك عمر سليمان كله عميل للأمريكان" مشيرين لقرار تعيين رئيس المخابرات نائبا للرئيس في أول قرار من نوعه منذ تولى مبارك الرئاسة قبل 30 عاما. كما هتف المحتجون "يا مبارك يا مبارك الطيارة في انتظارك."

وسار متظاهرون في شوارع القاهرة ومدن مصرية أخرى حاملين نعوش قتلى ، وأفادت أنباء متطابقة أن أكثر من 100 شخص لقوا مصرعهم خلال الاحتجاجات المتواصلة في القاهرة وعدد من المحافظات الأخرى. وذكرت وكالة فرنس بريس أن عشرات الجثث شوهدت اليوم الأحد في الطرق بقرب سجن أبو زعبل شمال القاهرة.

وفي تطور آخر ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن وزير الإعلام في الحكومة المستقيلة قرر "إغلاق وإيقاف نشاط قناة الجزيرة في مصر وإلغاء التراخيص وسحب البطاقات" الممنوحة لجميع العاملين بها اعتبارا من اليوم الأحد. وفي رد فعلها على إغلاق مكتبها في القاهرة قالت قناة الجزيرة في بيان الاحد ان منعها من العمل في مصر من قبل السلطات في القاهرة يهدف الى اسكات الشعب المصري، ووعدت بمواصلة تغطيتها "المعمقة والشاملة" للاحداث في هذا البلد.قالت قناة الجزيرة أن بثها قُطع على قمر نايلسات، لكن البث متاح على ترددات خرى.

وأفادت "سي ان ان" ان خدمات الهاتف النقال اليوم الأحد مفتوحة جزئيا، فيما يظل الانترنت مقطوعا.

اتهامات لأجهزة أمنية

وأفادت تقارير متطابقة عن تفشي عمليات سلب ونهب لمتاجر ومحلات تجارية مختلفة في القاهرة وعدة محافظات مصرية أخرى. وواصل الجيش مناشداته للمواطنين بالتعاون في حفظ الأمن وملاحقة المتسببين في الفوضى وعمليات النهب. وشكل الأهالي في أحياء وشوارع القاهرة لجانا شعبية لحماية أمن منازلهم ومحلاتهم التجارية.

واتهمت الصحف المصرية المستقلة في أعدداها الصادرة اليوم الأحد أجهزة الأمن المصرية بما وصفته ب"التآمر لدعم سيناريو الفوضى" في البلاد. وقالت صحيفة "المصري اليوم" إن مصدرا امنيا أكد لها أن "مسؤولا أمنيا رفيع المستوى أصدر أوامره لجميع قطاعات وزارة الداخلية بإخلاء مواقعهم والانسحاب من الشوارع والمقار ونقاط التفتيش والمرور وترك أقسام الشرطة". وأضافت الصحيفة أن "هناك جهة أمنية تابعة لوزارة الداخلية فرضت كلمتها على خطة الوزارة وقررت الانسحاب ودعم سيناريو الفوضى وإطلاق سراح السجناء والبلطجية والمسجلين خطر والمساعدة في أعمال التخريب والنهب عبر غض الطرف عنها". أما صحيفة الشروق المصرية فقد قالت إن "عصابات مسلحة تثير الذعر في البلاد وتقاريرعن تواطؤ قيادات الشرطة". وأشارت إلى "انتشار أعمال النهب والترويع في مناطق عديدة من البلاد التي نفذتها مجموعات منظمة من غير المتظاهرين على غرار ما حدث في تونس".

وفي تطور آخر، أفادت وكالة فرنس برس نقلا عن مصدر أمني أن آلاف السجناء قد فروا ليل السبت الأحد بعد تمرد في عدد من السجون المصرية، على غرار سجن أبو زعبل، شرقي القاهرة، ووادي النطرون على الطريق الصحراوي بين القاهرة والإسكندرية على بعد مائة كلم شمال العاصمة المصرية. ويضم سجن وادي النطرون عددا كبيرا من الإسلاميين المحتجزين فيه منذ سنوات إضافة إلى بعض سجناء الحق العام(جنايات).

أوباما يدعو إلى "ضبط النفس"

وفي ردود الفعل الدولية على الاحتجاجات المتواصلة في مصر، طالب الرئيس الأميركي باراك أوباما مبارك بإجراء "إصلاحات حقيقية". وجدد أوباما، الذي اجتمع مع فريقه للأمن القومي في البيت الأبيض لبحث آخر التطورات في مصر، تأكيد "معارضة (الولايات المتحدة) للعنف" وكذلك دعوته إلى "ضبط النفس ودعم الحقوق العالمية ودعم إجراءات عملية تمضي قدما بالإصلاحات السياسية في مصر"، حسبما جاء في بيان الرئاسة الأميركية. ولم يصدر عن البيت الأبيض موقف مباشر من التغييرات التي أجراها مبارك، الذي أقال الحكومة الجمعة وعين رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان نائبا له.

وقد اعلنت السفارة الاميركية في القاهرة في بيان الاحد انها ستبدأ الاثنين اجلاء رعاياها في مصر الى "اماكن امنة في اوروبا".

ومن جهته دعا بدوره الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الأحد في أديس أبابا إلى "ضبط النفس ووقف العنف واحترام الحقوق الأساسية" في مصر.

من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لدى افتتاح جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية اليوم الأحد أن بلاده تريد حماية السلام مع مصر والاستقرار في المنطقة. وقال: "السلام مع مصر يستمر منذ أكثر من ثلاثة عقود. هدفنا أن تستمر الأمور على هذا النحو". وأضاف "جهودنا ترمي إلى الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة".

(ش.ع / رويترز، أ.ف.ب)

مراجعة: منصف السليمي