جاسم محمد:تحديات الامن في العراق – DW – 2011/1/27
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جاسم محمد:تحديات الامن في العراق

٢٧ يناير ٢٠١١
https://p.dw.com/p/QvsA

العمليه السياسيه في العراق فقدت ثوابتها وتوازناتها بغياب المعارضه السياسيه داخل البرلمان وبدات تدفع سلبيا في الوضع الامني في العراق فقد استنفذت القوات الامنيه والاجهزه الاستخباريه كل اوراقها اولها خطه امن بغداد لتبقى نمطيه الاداء لغايه هذا اليوم القائمه على نشر القوات والدوريات ونقاط السيطره بعيدا عن قاعده المعلومات الاستخباريه .

العنف يضرب بغداد ومدن العراق بكل اشكاله ويختار التوقيتات المتزامنه مع الاحداث والتطورات السياسيه ولاكثر من سبع سنوات وقد تنوعت اساليبه واشكاله ابتدا من العبوات وكاتم الصوت والحزام النافس واليوم يتكرر سيناريو السيارات المفخخه تماما مع تكليف نوري المالكي بتشكيل حكومته الجديد وبقائه ولايه ثانيه هذا السيناريو ممكن ان يكون دوافعه رفض اطراف سياسيه ودول عربيه لبقاء المالكي في السلطه لولايه ثانيه وممكن ان يفسر ان العمليات الارهابيه التي اخذت شكل السيارات المفخخه في اماكن مختلفه من العراق وخاصه بغداد والزوار الشيعه ممكن ان تفسر بانها ورقه ضغط لالغاء استضافه بغداد مؤتمر القمه العربي القادم المقررعقده خلال شهر اذار القادم في بغداد .

وكانت جماعات مسلحه عراقيه ومنها " انصار السنه " سبق ان هددت وحذرت القاده العرب من عقد القمه العربيه في بغداد ووصفتهمم " بالطواغيت " واكدت استعدادها صمن" الواجب الشرعي " باستهداف اي عنوان سياسي او تجاري .

الاهداف التي يستهدفها الارهاب هي مناطق واهنه استخباريا وباسلوب اقل تعرضا او مواجهه مع الاجهزه الامنيه العراقيه مما يعطي احتمال حرص تلك المجموعات عدم تقديم خسائر اكثر وتجنب سقوط

عناصرها بايدي الاجهزه الامنيه من شانها تعمل على كشف خلاياها وهي خطوه ذكيه لمعالجه النقض في عناصرها التي اصبحت علامه واضحه في عدد عملياتها ونوعيتها .

العمليه السياسه وحكومه الوحده الوطينيه لم تعمل على تحسين الوضع السياسي او الاقتصادي في العراق اوالقضاء على البطاله والتي ترتبط كلاهما بالوضع الامني. لقد غابت المعارضه واشترك الجميع في حكومه محاصصه تحت اسم الشراكه الوطنيه ، ماذا اضافت العمليه السياسيه للعراق بعد 2003 ولحد الان ؟ لم تتغير بل انها من سيء الى اسوء فقد ضربت الديمقراطيه و الاستحقاق الانتخابي واصوات الناخبين عرض الحائط وقدمت جميع الاطراف تنازلات وطنيه لدول الجوار وفرطت في مفهوم السياده الوطنيه من خلال الماده 140 وبا لثروه النفطيه لتدك معدلات البطاله والفساد الى اقصاها وتجعل من بغداد والاربع واربعين وزيرا اخطر عاصمه في العالم بعد مقاديشو . اما الوجوه السياسيه جميعها هي ذات الوجوه وان تغيرت مقاعدها .

اطراف اقليميه ودول جوار تكبح احدها الاخرى على ارض عراقيه ومحاولتها ايضا كبح " التجربه " الاميركيه في العراق والتي ولدت اصلا ميته وعقيمه ولم تعالج لحد الان الملفات ذات العلاقه وابرزها عدم تحقيق مصالحه وطنيه في اعقاب موتمر القاهره 2005 وملف الصحوات التي اجترته تنظيمات القاعده وتنظيم دوله العراق الاسلاميه مستغله عدم اهتمام الحكومه بالاضافه الى ابقاء قانون المسائله والعداله او اجتثاث البعث وتهميش اغلبيه الجيش العراقي السا بق والاجهزه الامنيه وحرمانهم من مستحقاتهم بل مطاردتهم وتصفيتهم اما الفقره 140 الخاصه في تطبيع الاوضاع في كركوك فبالتاكيد ستكون القشه التي تقسم ظهر العمليه السياسيه بالكامل عاجلا ام اجلا ، جميع هذه الملفات كانت وماتزال تحديات الامن القومي العراقي والتي يتم ترحيلها عاده من حكومه الى اخرى لعجزها ونقصها .

لقد ارتبط الارهاب والعنف في العراق باطراف غير عراقيه وجهات خارجيه في البدا لكن الان اصبح العراق حاضنه ارهاب بحد ذاتها وليصبح العراق درسا ونموذج في استنساخ التجارب بل عرقنتها ليفوق معاقلها في افغانستان وباكستان والصومال واليمن .

وقد لعبت ايران وتركيا ودول عربيه اخرى دورا مشبوها بتدريب وتمويل عدد من المليشيات والفصا ئل بشكل علني وابرزها عصائب الحق لتنقل تجربه حزب الله في العراق والانكى ان الحكومه العراقيه تتفاوض معهم مباشره لاغراض انتخابيه . اما الدول العربيه الاخرى وتركيا فهي لاتتردد ابد بدعم المجموعات المسلحه السنيه واجتماعاتها ومؤتمراتها لتنفيذ ضغوطاتها على العراق وعلى سياسه الاداره الاميركيه في المنطقه ولا تتهاون من تصدير الاحزمه الناسفه والانتحاريين .

اما الاداره الاميركيه سواء ديمقراطيه او جمهوريه فكان لها الدور الاكبر في اعاده هيكله العراق الى الصفر ونشر حاله العنف وعدم الاستقرار في العراق .

العراق بلد خالي من قاعده المعلومات وهل يصدق بان العراق لحد الان يعتمد على البطاقه التموينيه التي مر عليها عقود من الزمن ؟ مكافحه الارهاب تتطلب البدا في قاعده معلومات وبيانات وطنيه تبدا بالبطاقه الشخصيه وبطاقه السكن وبطاقه العجلات التي عاده تستخدم في عمليات الارهاب ونظام معلومات ينتهي بتوظيف تلك المعلومات استخباريا .

العراق في ظل ظروف العمل الاستخباري وموجات الارهاب التي واجهها يفترض به ان يمتلك كوادر متخصصه في مكافحه الارهاب والاستخبار والامن ونظم المعلومات يمكن له بناء قاعده معلومات بيانيه عن الارهاب يتفاوض عليها مع الدول ذات العلاقه اقليميا ودوليا لكن للاسف وجدنا ان الكثير من الساسه العراقيين يتاجرون في السجناء العرب المتورطين في قضايا ارهاب كبيره في سوق السياسه خاصه الدول العربيه بل يتم تسريح البعض منهم على طائرات المسؤوليين العراقيين الخاصه لكسب مواقف سياسه من تلك الدول وخاصه الدول الخليجيه ومقايضتهم ليصبح كل شيء ممكن في العراق بعيدا عن كل الثوابت الوطنيه .