جانلويجي بوفون .. الأخطبوط الإيطالي الذي لا يشبع

من يختار أن يصبح حارس مرمى في فريق كرة قدم، يدرك تماما أن طريقه ستكون مختلفة عن باقي اللاعبين. ذلك أن للنجاح أو الفشل وقعا أكثر حدة بالنسبة لحارس المرمى. فهو يخوض صراع إثبات الذات منفردا ويحسمه الجمهور في نهاية المطاف قبل النتائج.

وليس مفاجئا أن يصبح التميز من أكبر هموم حراس المرمى العملاقة الذين يرفضون أنصاف الحلول، إذ "أحد يتذكر صاحب المركز الثاني، خاصة في عالم الرياضة". وهي مقولة لطالما رددها الإيطالي الأسطورة أو "الأخطبوط" جانلويجي بوفون في أكثر من مناسبة، كان آخرها في حوار أدلى به لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مطلع شهر ديسمبر/ كانون الأول الحالي وتحدث فيه عن جانب من مسيرته وعن أبرز المرشحين لنيل جائزة الكرة الذهبية لهذا العام.

أعلى صفقة انتقال لحارس مرمى في التاريخ

لا توجد هناك جائزة عالمية أو قارية لم يفز بها قائد منتخب الآزوري وحامي عرين يوفينتوس تورين، بما في ذلك بطولة العالم، حين فازت إيطاليا بلقب مونديال ألمانيا 2006 على حساب الديوك الفرنسيين. ومع ذلك لن نجد في رصيد جوائز الأخطبوط جائزة أفضل لاعب. باستثناء ذلك فاز بجائزة أفضل حارس مرمى في إيطاليا سبع مرات، وفي العالم أربع مرات وجائزة أفضل لاعب للويفا (الاتحاد الأوروبي لكرة القدم) مرة واحدة، إضافة إلى جائزة أفضل حارس لربع قرن.

وعلى مستوى الجوائز الجماعية فاز بلقب الدوري الإيطالي سبع مرات، وكأس إيطاليا مرة واحدة وكأس السوبر خمس مرات، وكأس الاتحاد مرة واحدة. وإلى جانب كأس العالم، فاز أيضا بالميدالية الفضية في كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) والبرونزية في كأس القارات 2013. إذن، هي قائمة طويلة، تبرر لماذا ضمه اليوفي مقابل 54,1 مليون يورو في أعلى صفقة على الإطلاق في تاريخ حراس المرمى، قادما من بارما الذي لعب في صفوفه بين عامي 1995 و2001. مع العلم أن "جيجي" تلقى أيضا عرضا بقيمة سبعين مليون يورو عام 2008 من قبل مانشستر سيتي الإنكليزي، لكنه رفض بعد ابتسامة خفيفة، مفضلا البقاء في معقله بتورين.

حلم الألقاب الذي لا ينتهي

وبعد مونديال البرازيل وبلوغ الأخطبوط 37 عاما، بدأ البعض يشكك في أداء بوفون، لكن الرد جاء سريعا من خلاله أدائه في أبطال أوروبا حين ساهم بشكل كبير في تأهل اليوفي إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا مساء الثلاثاء (10 ديسمبر/ كانون الأول 2014)، بعد تعادله سلبا على أرضه أمام أتليتيكو مدريد الإسباني متصدر المجموعة الثانية. يومها افتقر اليوفي للأفكار لاختراق دفاعات أتليتيكو الحصينة، في وقت بدا فيه بطل إسبانيا الأكثر خطورة، لكن الأخطبوط تعملق مرة أخرى وأنقذ "السيدة العجوز" من رأسية خمينيز (23) قبل هجمة خطيرة لكوكي عند بداية المباراة (7).

"جيجي" الذي مدد عقده مع اليوفي لغاية 2017، لم يشبع بعد من الألقاب، إذ صرح لصحيفة توتو سبورت الإيطالية قبيل مباراة الثلاثاء أمام أتليتيكو أن الفوز بدوري أبطال أوروبا "حلم يراوده منذ 14 عاما". أما على مستوى الدوري فلبوفون حظوظ قوية للفوز باللقب الثامن، إذا استمر اليوفي المتصدر حاليا على نهجه بعد أن عزز الفارق بينه وبين روما صاحب المركز الثاني بفارق ثلاث نقط وبرصيد 35 نقطة.

يتجاهل نوير ويرشح "الدون"

لكن، في حواره الأخير مع موقع الفيفا اصطف بوفون خلف المهاجمين، متجاهلا زميله في "الكار" حارس المرمى مانويل نوير الفائز بكأس العالم مع منتخب المانشافت بمونديال البرازيل 2014، الذي اختير ضمن القائمة المصغرة للمرشحين الثلاثة لنيل جائزة الفيفا لهذا العام، إلى جانب البرتغالي كريستاينو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي. وكشف بوفون أن "الدون" يستحق الجائزة للمرة الثانية على التوالي، لكنه أصر أيضا على أن "ليونيل ميسي" هداف الليغا في كل العصور سيبقى اللاعب الأفضل في هذه الحقبة.

وشرح "جيجي" رأيه قائلا: "حتى لو يكن (كريستيانو رونالدو) قد فاز ببطولة دوري أبطال أوروبا، كان من الضروري أن يحصل على مكافأة خاصة لأنه على الأقل أقوى لاعب كرة قدم في العالم في الوقت الراهن، لكن دون المساس أو الاقتراب من أعظم لاعب في العالم، وأقصد ميسي لأنه عندما يكون في أفضل حالاته يُقدم مستوى مُذهلا للمشاهد". أما عن الحارس نوير فلم يتكرم عليه حتى بكلمة واحدة.