جدل في برلين حول تداعيات نشر الوثائق السرية الأميركية – DW – 2010/7/27
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جدل في برلين حول تداعيات نشر الوثائق السرية الأميركية

٢٧ يوليو ٢٠١٠

أثار تسريب الوثائق الأمريكية السرية جدلا على الساحة السياسية الألمانية. وتباينت المواقف بين من يرى في ذلك تهديدا لأمن القوات الألمانية في أفغانستان، وبين من رحب بالنشر، معتبرا أن هذه الوثائق تكشف النقاب عن حقائق مخفية.

https://p.dw.com/p/OVoU
نشر الوثائق الأمريكية السرية يثير جدلا واسعا لدى الأوساط السياسية الألمانيةصورة من: picture alliance/dpa

أعلنت وزارة الدفاع الألمانية أنها تدقق حاليا في آلاف الوثائق العسكرية السرية الأميركية، التي نشرت في الانترنت بعد تسريبها إلى صحف ومجلات دولية، بينها مجلة "دير شبيغل" الألمانية، لمعرفة ما إذا كانت ستؤثر على أمن القوات الألمانية العاملة في أفغانستان. وقلّل وزير الدفاع الألماني كارل تيودور تسو غوتنبيرغ من أهمية النشر، قائلا إن "الكثير مما تتحدث عنه الوثائق معروف ولم يفاجئ أحدا بصورة فعلية".

وأضاف في حديث مع القناة التلفزيونيةِ الثانية "تس دي إف" (ZDF) أن وجود قوات أميركية خاصة تحت اسم "تاسك فورس 373" كان معروفا من الجميع على مدى السنوات الماضية، وأن الحكومة كانت تطلع ممثلي المعارضة النيابية بصورة دورية على المعلومات المتوافرة لديها حول مجريات الحرب في أفغانستان مع المطالبة بحفظ السرية الكاملة. وتابع أن الجانب الإيجابي في نشر الوثاق هو إجبار الجميع على النظر إلى واقع الأمور في حرب أفغانستان وما تتطلبه من خطوات. وأضاف قائلا: "لقد رفعنا الأهداف المحددة عاليا وتراخينا في النظر إلى الوقائع في هذه النقطة أو تلك".

تباين مواقف الأحزاب الألمانية من نشر الوثائق السرية

Portrait Christian Ströbele Grüne
النائب عن حزب الخضر شتروبله يوجه اتهامات لاذعة للحكومة والجيش الألمانيينصورة من: AP

وفي حديث مع الصحيفة الألمانية "تاغسشبيغل" حذر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاتحادي روبرشت بولنتس، عن الحزب الديمقراطي المسيحي، من عواقب اطلاع حركة طالبان على سير العمليات العسكرية السابقة بما يمكّنها من إعداد نفسها بصورة أفضل في المستقبل لمواجهة العمليات العسكرية المقبلة ضدها. ووصف عملية تسريب الوثائق السرية ب "الفضيحة، التي قد تكون عواقبها وخيمة".

أما خبيرة الدفاع في الحزب الليبرالي المشارك في الحكومة إلكه هوف فاعتبرت تسريب الوثائق ونشرها "أمرا مقلقا، خصوصا في ظل الوضع الحالي الصعب في أفغانستان"، مشيرة إلى أن نشرها يثبت "غياب أي إحساس بالمسؤولية" من جانب ناشري الوثائق وتجاهل مصلحة الجنود العاملين هناك.

وناقضها في هذا التحليل النائب عن حزب الخضر المعارض هانس كريستيان شتروبله، الذي دافع في حديث مع صحيفة "نويه بريسه" الألمانية عن عملية النشر، معتبرا أن المسؤولين عن الحرب "لا يخفون فقط الحقائق، بل ويكذبون أيضا". وأعرب عن اعتقاده بأن الوثائق "ستكشف عن ارتكاب القوات الدولية جرائم حرب ضد مدنيين في أفغانستان".

وأضاف أنه شخصيا يأمل في معرفة شيء عن دور الجيش الألماني في العمليات السرية، التي تقودها القوات الأميركية في أفغانستان. وكشف أنه يسعى منذ نصف عام تقريبا لمعرفة العمليات، التي نفذتها قوة ألمانية سرية خاصة، تضم عناصر من مختلف أسلحة الجيش وتعرف باسم "ت إف 47" تشارك فيها عناصر استخباراتية أيضا.

المعارضة تطالب الحكومة بالشفافية حول العمليات في أفغانستان

Afghanistan Soldaten des 373 Batalions der Bundeswehr patroullieren in der afghanischen Hauptstadt Kabul
مخاوف من أن تزيد عملية نشر الوثائق الرسية من صعوبة وخطورة مهمة أفغانستانصورة من: AP

وفي سياق متصل، تحدث خبير الدفاع في حزب الخضر فينفريد ناختفاي في مقابلة مع "دويتشه فيلّه" عن صورة، وصفها بأنها "تصدم المرء" حول حرب القوات الدولية "إيساف" والحرب الموازية التي تشنها الولايات المتحدة في أفغانستان خارج إطار هذه القوات. ورأى أن المرء يستخلص من الوثائق "حقيقة ما يجري في أفغانستان دون رتوش، وهذا شرط أول لوضع تصور على قاعدة الوقائع الموجودة".

وطالب نواب من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب اليسار المعارضين الحكومة بالكشف عما إذا كان الجيش الألماني قد دعم بصورة مباشرة أو غير مباشرة عمليات قتل قادة لطالبان في إطار "تاك فورس 373". وقال خبير الدفاع في الحزب الاشتراكي راينر أرنولد لصحيفة "تاغسشبيغل" الألمانية إن "نشر الوثائق قد يزيد من المخاطر التي قد تواجه القوات الدولية والألمانية العاملة في أفغانستان"، ملاحظا أن التفاصيل المنشورة "لن تجعل العمليات العسكرية المقبلة أسهل".

من جانبه، أعلن البيت الأبيض أن الحكومة الأميركية بدأت التحقيق في موضوع تسريب هذه الكمية الكبيرة من الوثائق العسكرية السرية، "الأمر الذي يشكل خرقا للقانون الأميركي" على حد تعبير متحدث رسمي. وقال إنه "على الرغم من عدم وجود معلومات جديدة في الوثائق يتمثل الضرر في الكشف عن أسماء وعمليات وبرامج".

اسكندر الديك

مراجعة: شمس العياري

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد