حزب العمل الإسرائيلي ينتخب بيريتس بدلا من بيريز

انتخب حزب العمل الإسرائيلي النائب عمير بيريتس، رئيس اتحاد نقابات العمال الإسرائيلي، رئيسا له خلفا لشمعون بيريز، حسبما أعلن اليوم. فوز بيريتس الزعيم غير المعروف على الساحة الدولية وهزيمة بيريز، الشخصية التاريخية في الحزب، يشكلان، في رأي المراقبين، تغيرا لا سابق له في حزب العمل ومفاجأة غير متوقعة بعد أن كانت استطلاعات الرأي ترجح فوز الأخير.

منعطف في تاريخ حزب العمل

هذا التحول داخل حزب العمل يعكس انقلابا على الجيل القديم للحزب الذي عانى من خلافات داخلية منذ أن خسر رئيس الوزراء العمالي ايهود باراك السلطة أمام ارييل شارون في انتخابات 2001 وحصول الحزب على اقل عدد من المقاعد البرلمانية في تاريخه في انتخابات عام 2003. وزادت الضغائن بين صفوف الحزب بسبب معركة الزعامة بين نائب رئيس الوزراء شمعون بيريس الذي تولى قيادة الحزب مؤقتا وباراك وغيرهما. ويعكس انتصار بيريتس فيما يبدو تأييدا لدعوته للعودة الى الجذور الاشتراكية لحزب العمل المنتمي الى يسار الوسط وكذلك الغضب من بيريس لإخفاقه في إحياء الحزب الذي كان يهيمن يوما على السياسة الإسرائيلية وذلك بعد الهزيمة الساحقة التي مني بها الحزب في انتخابات عام 2003. المراقبون يصفون هذه التطورات الى ما يمكن أن يكون بداية لانقلاب في السياسة الإسرائيلية عموما آو حسب وصف الزعيم العمالي الجديد نفسه "قد تكون هذه حقا أكثر الساعات حسما في إسرائيل". ووصف المتحدث باسم حزب العمال الحدث بأنه نهاية مرحلة في تاريخ الحزب ونقطة تحول سياسي في إسرائيل.

مستقبل الإتلاف الحكومي

يسود الاعتقاد على نطاق واسع بان الزعيم الجديد لحزب العمل قد يفي بوعده وينهي الائتلاف مع تجمع ليكود برئاسة رئيس الوزراء ارييل شارون مما يفسح المجال لانتخابات مبكرة. وتعهد بيريتس بسحب حزب العمل من التحالف مع تكتل الليكود بسبب سياسات السوق الحرة التي قال إنها دهورت أحوال الفقراء في إسرائيل ومن اجل ما اسماه بالديمقراطية الإسرائيلية. "سوف ننسحب شعورا منا بالمسؤولية تجاه الديمقراطية الإسرائيلية"، حسب تعبير بيريتس. ويعتقد بيريتس ان الأسباب التي دعت الى الائتلاف قد انتفت الان. وأعلن بيريتس انه سيلتقي الأسبوع القادم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي لبحث موعد لإجراء انتخابات مبكرة.

وكان حزب العمل تحت قيادة بيريز قد دخل في تحالف مع الليكود وهو ما مكن شارون، اعتمادا على تأييد حزب العمل، من الافلات أكثر من مرة من اقتراع على سحب الثقة من حكومته بسبب خطة الانسحاب من قطاع غزة. وكان بيريز ينوي البقاء في الائتلاف مع ليكود حتى تحين الانتخابات القادمة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2006.

بيريز الخاسر دوما!

بدا شمعون بيريز غير قادر على تصور الهزيمة التي مني بها وقال: "كنت أتوقع نتائج أفضل". وسارع بيريز الى الاعتراض على نتائج الانتخابات مشيرا الى وجود "مخالفات". بيريز الشخصية التاريخية داخل حزب العمل والمعروف على الصعيد الخارجي، يبدو انه لم يعد كذلك في نظر حزبه. ومعروف عنه داخل حزبه انه الخاسر دوما. فهو وان كان قد فاز بجائزة نوبل، لكنه فشل خمس مرات في الانتخابات لرئاسة الحكومة الإسرائيلية.