خبير ألماني: المفاوضات المباشرة قد تفضي إلى دولة فلسطينية مؤقتة – DW – 2010/9/14
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير ألماني: المفاوضات المباشرة قد تفضي إلى دولة فلسطينية مؤقتة

١٤ سبتمبر ٢٠١٠

يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اليوم جولة محادثات مباشرة ستكشف مدى جدية نواياهما، دويتشه فيله حاورت الخبير الألماني كريستيان هانيلت حول فرص وآفاق نجاح هذه المفاوضات.

https://p.dw.com/p/PBH3
صورة من: Bertelsmann Stiftung

دويتشه فيله: سيد هانيلت تبدأ اليوم في شرم الشيخ بمصر جولة ثانية من المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فما هي من وجهة نظركم فرص نجاح هذه المفاوضات؟

كريستيان ـ بيتر هانيلت: أعتقد أن الظروف المحيطة والشروط الأساسية وكذلك وضع طرفي النزاع هي من الصعوبة بمكان، ومتباعدة مما يجعل المحادثات والمفاوضات في الأشهر القليلة القادمة صعبة للغاية، إلى حد أن المرء لا يستطيع أن يتخيل بسهولة إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل، ففي أحسن الأحوال يمكن أن يحقق الطرفان خطوة بسيطة بتوقيع اتفاق محدود جدا.

رغم التباعد الكبير بين الطرفين وتمسك كل منهما بشروط يرفضها الأخر، فإنهما وافقا على الجلوس على طاولة واحدة، فهل من الممكن ـ والحال كذلك ـ توقع التوصل إلى حل وسط ربما قد يجبران عليه؟

من الملفت للنظر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس تحدثا في واشنطن بايجابية عن أول محادثات مباشرة بينهما. مع ذلك اعتقد أن متطلبات الحل للمسائل الأساسية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي متباعدة إلى حد أنه يمكن للمرء في الحقيقة أن يكون سعيدا إذا ما تم التوصل إلى حل بسيط في نهاية فترة المحادثات المحددة بعام؛ على سبيل المثال التوصل إلى اتفاق حول قيام دولة فلسطينية مؤقتة بالاتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وتحت رعاية أمريكية تكون بداية لقيام دولة فلسطينية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جدد يوم الأحد الماضي مطالبته للفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، معتبرا ذلك مطلبا أساسيا لتحقيق السلام. فما مدى واقعية هذا الشرط في نظركم؟

اعتقد أنه في نهاية الأمر سوف يتحتم التوصل إلى اتفاق شامل للنزاع في الشرق الأوسط، وهذا يعني التوصل إلى حلول لمسائل الاستيطان والحدود والأمن ومسالة اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس، فإذا ما استطاع طرفا النزاع التوصل إلى اتفاق حول هذه المسائل فسوف يقترن ذلك بحلول نهائية للنزاع. ومن الضروري كسب التأييد الشعبي على الجانبين للحل النهائي من خلال التوضيح للشعب الإسرائيلي حدود دولته الحقيقية، الدولة الديمقراطية واليهودية. وعلى الجانب الأخر دولة فلسطينية ديمقراطية وبأنه يجب في نهاية الأمر أن يعتمد الحل القائم على أساس الدولتين.

استطاع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن ينجح في الدفع بالطرفين إلى الموافقة على الدخول في مفاوضات مباشرة، فهل تعتقدون انه سوف يستطيع "إجبارهما" على القبول حتى بحل وسط على الأقل؟

إنه من الصعوبة بمكان الحديث عن قوة خارجية تستطيع الضغط للتوصل لحل وسط بين طرفي النزاع. إذ أن المطلوب هو قوة ثالثة قوية قادرة على تقديم أفكار في المفاوضات من أجل استمرارية المفاوضات الحقيقية التي ستفضي في نهاية الأمر إلى حل حقيقي، حتى لا تصبح القضية مرة أخرى مجرد محادثات لا نهائية ويعود النزاع من جديد.

أين يقف الاتحاد الأوروبي بالنسبة لهذه المفاوضات في نظركم؟

الاتحاد الأوروبي يتخذ للأسف موقفا متحفظا، تاركا للأمريكيين اللعب في الميدان، وهذا في الحقيقة يمكن اعتباره امرأ مقبولا في هذا الوقت، لأن كثرة الطباخين تفسد الوجبة. لكن الأمر يتطلب وسيط قوي وينبغي النظر في ما إذا كان باراك أوباما يستطيع القيام بهذا الدور، في ظل الصعوبات التي تواجهه على الصعيد الداخلي الأمريكي. يمكن للأوروبيين أن يلعبوا دور داعما للدور الأمريكي وأن يضغطون من أجل لعب دور وسيط قوي. لكنهم في الوقت الحالي يتخذون موقفا متحفظا بشكل كبير ويناءون بأنفسهم عن التدخل.

ولكن لماذا؟

اعتقد لأنهم أنفسهم لا يعون دورهم، هذا أولا، وثانيا لأنهم ـ رغم أن لديهم رؤية مشتركة للحل النهائي للنزاع كالحل القائم عل أساس الدولتين ـ إلا أنك لو سألت الدول الأعضاء على حدة عن كيفية الوصول إلى مثل هذا الحل، فإنك سوف تحصل على أراء متباينة، ولهذا فإن الدور الأوروبي ضعيف، وهو أمر مؤسف.

في الوقت الذي تجري فيه المحادثات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية عاد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة تجاه إسرائيل، والجيش الإسرائيلي من ناحيته يقوم بالرد العسكري. فما تأثير هذا التصعيد على سير المفاوضات؟

من الملاحظ انه دائما وقبل بدء أي محادثات أو لقاءات تعمد القوى الراديكالية إلى القيام بهجمات أو إطلاق للصواريخ للفت النظر إلى دورها وقوتها ومن ثم للضغط على أطراف النزاع لوقف لمفاوضات، وهذه تطورات غير جيدة.

أجرى الحوار: عبده جميل المخلافي

مراجعة: حسن زنيند

كريستيان ـ بيتر هانيلت من مواليد 1964، كاتب وصحفي وخبير سياسي متخصص في شؤون الشرق الأوسط لدى مؤسسة بيرتيلسمان الألمانية للدراسات والبحوث. درس في ألمانيا وسوريا وأقام في عدة دول عربية إضافة إلى إسرائيل وإيران وتركيا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد