دراسة ألمانية: "الإرهابيون تدفعهم الظروف الاجتماعية إلى التطرف" – DW – 2010/9/29
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دراسة ألمانية: "الإرهابيون تدفعهم الظروف الاجتماعية إلى التطرف"

٢٩ سبتمبر ٢٠١٠

أظهرت دراسة أجراها المكتب الاتحادي الألماني للتحقيقات الجنائية أن الشباب الذين يتجهون إلى الإرهاب عادة ما يكونون مدفوعين من الظروف الاجتماعية المحيطة بهم، برغم الاعتقاد السائد أنهم متأثرون دينياً أو مذهبياً.

https://p.dw.com/p/PPtE
الدراسة الألمانية ترى أن الشباب يتجه إلى الإرهاب والتطرف السياسي بسبب الظروف الاجتماعية

منذ فترة طويلة والجميع يعرف بأن كون شخص ما إرهابياً أو متطرفاً ليس له علاقة بشخصيته، فالمرء لا يولد يمينياً متشدداً، أو يسارياً متطرفاً، أو حتى متعصباً دينياً. إلا أن الحقيقة الجديدة التي أتت بها دراسة أعدها المكتب الاتحادي الألماني للتحقيقات الجنائية هي أن الاعتقاد الديني أو المذهبي لا يلعب دوراً مهماً في عملية التطرف أو التعصب السياسي.

المحيط الاجتماعي سبب الإرهاب
ويقول أوفه كيميزيس، رئيس شعبة أبحاث الإرهاب والتطرف بالمكتب الاتحادي، إن "المحيط الاجتماعي الذي ينمو فيه الفرد يشكل دافعاً هاماً في عملية التطرف، طبقاً للنتائج التي توصلت إليها دراستنا. أما الاعتقاد الديني أو المذهبي فهو يشكل عنصراً هامشياً فقط".واعتمدت الدراسة في نتائجها على استطلاع للرأي شمل 30 شخصاً تمت إدانتهم بمخالفات متعلقة بالعنف السياسي، وينحدرون من بيئة يسود فيها إما التطرف اليميني، أو اليساري، أو الإسلامي، وقامت أيضاً بفحص السيرة الذاتية لكل من هؤلاء الأشخاص، وأسباب تحولهم إلى الإرهاب. وخلصت الدراسة إلى القول بأن العائلة تلعب دوراً ملحوظاً في هذا التحول، كما يشير كيميزيس، مؤكداً أنه "يمكننا الجزم بأن هؤلاء الأشخاص تربوا في عائلات مفككة للغاية، وقضوا فترات طويلة في مأوى للأطفال، أو لدى أقاربهم. هؤلاء وجدوا في الوسط المتطرف عائلة بديلة".وتتفق هذه النتيجة مع دراسة حول مخاوف الشباب في ألمانيا صدرت مؤخراً، أشارت إلى أن الشباب ينظر إلى العائلة والأصدقاء كأهم مؤسستين للقيم.

NPD Leipzig Skinhead
هل من الممكن لهذا النازي الجديد أن يكون ناشطاً في حركة سلام لو ولد ونشأ في مكان آخر في ألمانيا؟صورة من: AP

إرهابيون بمحض الصدفة؟
نتيجة مفاجئة أخرى توصلت إليها دراسة مكتب التحقيقات الجنائية، ألا وهي أن الذين يتحولون إلى الإرهاب يقعون في ذلك بمحض الصدفة، بحسب أوفه كيميزيس، الذي يقول بأنه "يمكننا الافتراض أن شخصاً يسارياً متطرفاً من حي الميناء بمدينة هامبورغ كان من الممكن أن يصبح يمينياً متشدداً إذا ما ترعرع في قرية صغيرة في شرق ألمانيا".وتتابع الدراسة، التي حملت عنوان "وجهة نظر الآخرين"، بالقول إنها فتحت باباً جديداً في دراسة التطرف، إذ تم من خلالها استطلاع رأي "الجناة"، وشكلت سيرهم الذاتية لب الموضوع، مما يسمح بإلقاء نظرة أعمق على الموضوع، بحسب واضعي الدراسة.

لكن ميزة هذه الدراسة هي في نفس الوقت نقطة ضعفها، كما يقول منتقدوها. فاستجواب عدد قليل من الأشخاص ذوي توجهات متطرفة مختلفة لا يعطي لنتائج الدراسة دلالة واضحة، خصوصاً فيما يتعلق بالمتطرفين الإسلاميين، بحسب كريستيان فايفر، خبير شؤون التطرف ومدير معهد ولاية سكسونيا السفلى للأبحاث الجنائية. ويشدد فايفر على أن الدراسة "لا يمكنها استنباط نتائج مدعمة بالحقائق حول المتطرفين الإسلاميين، لأنها لم تستجوب سوى ستة منهم، لا يمكن تعميم أقوالهم على كل المتطرفين الإسلاميين".

Somalia Frauendemonstration in Mogadishu
يقول منتقدو الدراسة أن نتائجها لا تنطبق على الإسلاميين المتطرفين، لأن دوافعهم دينية محضةصورة من: AP

منع التطرف واجب اجتماعي

ويشير فايفر إلى أن الدور الثانوي الذي يلعبه المعتقد الديني بالنسبة لليمينيين واليساريين المتطرفين لا يمكن ملاحظته لدى الإسلاميين المتشددين، مستدلاً على ذلك بأحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، إذ يقول "إن منفذي هذه الهجمات لم ينتموا لمجموعات مهمشة. كلهم قدموا من عائلات مستقرة إلى هامبورغ ليدرسوا فيها، وعاشوا هناك حياة طبيعية، ثم تحولوا إلى أسوأ الإرهابيين في التاريخ الحديث من حيث النتائج".

من جانبه، يشدد كيميزيس على أن منع التطرف واجب اجتماعي هام لا يجب التغاضي عنه، حتى في ظل تراجع أعمال العنف ذات الطابع العنصري أو المتطرف، بحسب إحصائيات المكتب الاتحادي لحماية الدستور. ويطالب الباحث الألماني بعدم التركيز على منع أشكال معينة من التطرف والتشدد وإهمال الأشكال الأخرى.

زوران أربوتينا/ ياسر أبو معيلق

مراجعة: هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد