دراسة: سلوك البشر المتضارب يشكل خطراً على الحياة البرية – DW – 2022/8/15
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دراسة: سلوك البشر المتضارب يشكل خطراً على الحياة البرية

١٥ أغسطس ٢٠٢٢

يشير نموذج محاكاة تم عبر الكمبيوتر إلى أن الحياة البرية قد تواجه مشاكل في البقاء إذا ساعد بعض البشر في البيئة الحيوانات البرية، بينما يصطادها آخرون، فكيف يمكن أن يؤثر ذلك على استمرار الحيوانات؟

https://p.dw.com/p/4FUfX
سيدة تقوم بإطعام أحد الغزلان
قد يتسبب سلوك البشر المتضارب بين الكرم والقسوة في اختلال في الفهم لدى الحيوانات ما قد يؤثر على حياتها في النهايةصورة من: Aleksander Rubtsov/Blend Images/Bildagentur-online/picture alliance

قد يتعرّض البشر ذوو النوايا الحسنة  الحياة البرية عن غير قصد للخطر من خلال بعض التصرفات الطيبة والكريمة مع الحيوانات. يقول العلماء إن الحيوانات البرية قد تتعلم بسرعة ما إذا كان البشر جديرين بالثقة أم لا، بناءً على تجاربهم الخاصة وتجارب أعضاء مجموعتهم.

لكن البشر يتصرفون بشكل مختلف تجاه الحيوانات، بعضها جيد وبعضها سيء للغاية، وهذه "الرسائل المختلطة" بالبشر تعرض الحيوانات لخطر الوثوق بالبشر الخطأ، كما تقول مادلين جوماس من جامعة إكستر بالمملكة المتحدة.

وتقول جوماس: "عندما نطعم الحيوانات البرية، على سبيل المثال، قد نرى ذلك أمراً جيداً وقد يكون جيدًا بالنسبة لنا، لكننا لا نعرف فيما بعد ما إذا كان هذا الحيوان سوف يقابل لاحقاً شخصا سيكون بهذا القدر من الطيبة أم لا"، بحسب ما نقل موقع "نيو ساينتست".

على عكس الحيوانات الأخرى - وخاصة الحيوانات المفترسة - يُظهر البشر سلوكيات فردية مختلفة على نطاق واسع تجاه الأنواع الأخرى، كما تقول جوماس.

في الوقت الذي يتجاهل فيه بعض الناس الحيوانات البرية أو يتجنبونها؛ يقترب الآخرون منها أو يطعمونها أو يداعبونها ؛ فيما يقوم آخرون بملاحقتها أو الإمساك بهم أو إيذائها أو صيدها. هذا الاختلاف الحاد في التصرفات من قبل البشر يجعل الأمر معقدًا بالنسبة للحيوانات ما يجعلها لا تعرف أو لا تتوقع كيف يمكن أن يتعامل البشر معها، بحسب ما أشارت الدراسة التي   نشرت في مجلة "رويال سوسايتي".

ولفهم هذا الأمر، طورت جوماس وزملاؤها نموذجًا حاسوبيًا لتقييم كيفية تعامل الحيوانات البرية مع الرسائل المختلطة التي يرسلها البشر. يسمح النموذج للحيوانات بتعلم معلومات عن البشر بطرق مختلفة - من خلال التعلم من مراقبة الحيوانات الأخرى وبسرعات مختلفة. كما أنه يسمح للمجموعات البشرية التي تحتوي على مزيج مختلف من الأشخاص سواء من الودودين أو من ذوي الطباع العنيفة مع الحيوانات، ويمنح الحيوانات قدرات مختلفة للتعرف على البشر وتذكرهم.

يشير النموذج إلى أن الحيوانات التي تتعلم بسرعة وتتعرف على البشر عن قرب تكون أكثر قدرة على البقاء في الأماكن التي يتصرف فيها البشر عمومًا بالطريقة نفسها - سواء كانت صديقة أو معادية للحيوانات - كما تقول جوماس .

وبنقل هذه النتائج إلى الواقع فإن ذلك يعني أن الغزلان مثلاً يمكن أن تستفيد من وجود المزيد من أراضي الرعي في المناطق الحضرية، حيث يتركها الناس بمفردها أو حتى يتعاملون معها بلطف. وفي الوقت نفسه وعلى الجانب الآخر تماماً، يمكن أن تعيش الغزلان التي تعيش في مناطق الغابات التي تحظى بشعبية بين الصيادين بشكل أفضل من خلال التعلم السريع للاختباء من الناس، وفق ما ذكر موقع "Environmental News Bits".

ومع ذلك، يشير النموذج أيضًا إلى أن التعلم السريع للحيوانات التي تعيش في الأماكن التي يكون فيها الأشخاص المختلفون في الطباع ولديهم مواقف مختلفة تجاه الحيوانات البرية يمكن أن يكون ضارًا، كما تقول جوماس، إذ سرعان ما توصلت "حيوانات المحاكاة" في هذه البيئات إلى استنتاجات حول جميع البشر بناءً على تجربة واحدة جيدة أو سيئة.

يشير النموذج إلى أن القدرة على التعرف بوضوح على البشر على أنهم ودودون أو عدائيون ليس مفيدًا دائمًا، كما تقول جوماس، هذا لأنه من خلال التعرف على كل شخص جديد على حدة، بدلاً من التعميم، كما تقول، يمكن للحيوانات أن تضيع وقتًا ثمينًا من الأفضل إنفاقه إما للاستفادة من الموارد المتاحة، أو الهروب من خطر وشيك.

وتشير الدراسة إلى أنه ليست كل الأنواع قادرة على التعرف الفردي على البشر على أي حال - على الرغم من أن البشر ذوي النوايا الحسنة يفترضون أحيانًا مثل هذه الافتراضات الخطيرة، ومثل هذا التضارب يضر بشدة بالحيوانات وقد يتسبب في هلاكها في النهاية.

تقول جوماس: "لقد رأيت أشخاصًا على وسائل التواصل الاجتماعي يقولون: "لا بأس بإطعام هذه الحيوانات، لأنها تعرفني، ولن تصعد إلى أشخاص آخرين.. لكنك فقط لا تعرف ذلك على وجه اليقين. هذه التصرفات تضع [الحيوانات] في موقف ضعيف للغاية، خاصة عندما لا نزال لا نعرف الكثير عن كيفية إدراك الحيوانات لنا".

عماد حسن