رئيس "ياد فاشيم" لـDW: حين ترون معاداة للسامية تصرفوا فورا – DW – 2023/1/18
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رئيس "ياد فاشيم" لـDW: حين ترون معاداة للسامية تصرفوا فورا

١٨ يناير ٢٠٢٣

سيزور داني دايان رئيس مؤسسة المحرقة النازية "ياد فاشيم"، لأول مرة في حياته ألمانيا قريبا بدعوة من رئيسة البوندستاغ. وبهذه المناسبة أجرت DW مقابلة معه تحدث فيها عن زيارته ومكافحة معاداة السامية وإبقاء ذكرى الهولوكوست حية.

https://p.dw.com/p/4MKOF
داني دايان مدير مؤسسة ياد فاشيم في القدس 10.01.2023
يدعو داني دايان، مدير مؤسسة ياد فاشيم إلى التحرك فورا ضد معاداة السامية لدى ملاحظتها قبل أن تكبر وتزداد.صورة من: Tania Kraemer/DW

"مع الأسف تزداد معاداة السامية في كل أنحاء العالم" يقول داني دايان (67 عاما) رئيس مؤسسة "ياد فاشيم" التي تعتبر أهم متحف للمحرقة في العالم في غربي القدس فوق جبل هرتسل المعروف بجبل ذكرى أيضا. ويقول في حواره مع DW: إن تنامي كراهية اليهود حول العالم دفعه لتحذير قادة كل الدول بالقول "إذا شاهدتم معاداة للسامية تصرفوا فورا. لا تنتظروا. إذا انتظرتم ستنمو بشكل فظيع وكبير جدا، وحينها لا يمكن وقفها".

في الثاني والعشرين من شهر يناير/ كانون الثاني الجاري سيزور دايان ألمانيا لأول مرة في حياته. إنه طريق طويل، ليس فقط لأنه ولد عام 1955 ونشأ في الأرجنتين وهاجرت أسرته إلى إسرائيل عام 1971، حيث أصبح فيما بعد أحد القادة السياسيين لحركة الاستيطان في الضفة الغربية.

بيد أن ماضيه السياسي لم يعد يلعب دورا في حياته، يقول دايان. فمنذ تعييه مديرا لمؤسسة ياد فاشيم قبل عام ونصف، بنى "حاجزا وقائيا" بين الذكريات والسياسة، ومهمته الحالية "مقدسة" يقول دايان.

وكان دايان قد تعهد لنفسه منذ أن كان "شابا صغيرا" بألا يزور ألمانيا أبدا، بلد المجرمين. "حينها لم يكن لذلك علاقة بالكراهية أو التظاهر بذلك" يقول في حواره مع مراسلة DW في إسرائيل ربيكا ريترز، ويضيف "أردت بذلك أن أقدم احترامي لستة ملايين يهودي تمت إبادتهم".

 

قاوموا البدايات

في حديثه لـ DW يقارن بين ثلاثينات القرن الماضي واليوم، ويوضح الاختلاف بين الفترتين بأنه في ذلك الحين تنامت الحركة النازية حول هتلر، والتعصب القومي النازي في ألمانيا أدى إلى الإبادة الجماعية لليهود في أوروبا. الوضع اليوم ليس مثل تلك الأيام "نحن بعيدون جدا عن ذلك" يقول دايان.

صور ضحايا الهولوكوست وأسماؤهم في متحف المحرقة ياد فاشيم في القدس.
يسعى داني دايان إلى إبقاء "شعلة ذكرى الهولوكوست متقدة" صورة من: Nir Alon/ ZUMAPRESS.com/picture alliance

فالناس اليوم على عكس ما كانوا عليه قبل 80 عاما، يعرفون الآن ما يمكن أن تتمخض عنه البدايات الخطيرة و"ما يمكن أن يحدث".

ربما لم يتوقع ذلك الجيل أن شخصا ما يمكن أن يحرق الكتب والكنس والبشر أيضا. اليوم "نعرف أنه يمكن أن يتطور الأمر إلى حرق الناس" لذلك نشعر اليوم بمسؤولية كبيرة تجاه مكافحة معاداة السامية والعنصرية وكراهية الأجانب.

اللقاء الأول في ياد فاشيم

بزيارته المزمع القيام بها في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، يلبي دايان دعوة رئيسة البرلماني الألماني (بوندستاغ) بيربل باس، التي زارت إسرائيل في أبريل/ نيسان العام الماضي. وكانت باس أول مسؤول ألماني رفيع المستوى يشارك في مراسم إحياء ذكرى الهولوكوست التي تقام كل عام في الكنيست، ويتم خلالها قراءة أسماء الضحايا.

كما زارت باس مؤسسة ياد فاشيم أيضا، حيث سلمت دايان عملا بحثيا للباحثة اليهودية إرما ناتان التي قتلها النازيون عام 1942.

كيف يتغير إحياء ذكرى الهولوكوست في إسرائيل

معرض في البوندستاغ

كذلك دعت باس خلال زيارتها دايان الذي لم يكن يريد حينها زيارة ألمانيا بعد، لافتتاح معرض لدى إحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست في السابع والعشرين من الشهر الجاري في البوندستاغ. وسيتحدث دايان وباس في الرابع والعشرين من كانون الثاني/ يناير الجاري في مبنى " Paul-Lِbe-Haus" أحد المباني المركزية العائدة للبرلمان، لدى افتتاح معرض "16 قطعة- 70 عاما ياد فاشيم".

وستعرض في المعرض 16 قطعة من مجموعة ياد فاشيم تتضمن شهادات عن الحياة اليومية لليهود الذين اضطروا للهروب من ألمانيا أو قتلوا على أيدي النازيين. ومن بين تلك الأشياء لعبة أطفال ومصاصة (لهاية) أطفال ودفتر مذكرات يومية وبيانو. 16 قطعة من 16 ولاية ألمانية، تعيد إحياء التاريخ وقصص الحياة الضائعة.

متحف ياد فاشيم الذي تم بناؤه قبل 70 عاما في آب/ أغسطس 1953، يعرض أيضا مثل هذه الأشياء التي تبقي الذاكرة حية. وتنعكس هذه الذكريات الخالدة في العبارة العبرية "ياد فاشيم" المأخوذة من سفر النبي أشعياء في الكتاب المقدس "وأعطيهم... نصبا (ياد) واسما (فاشيم).. لا ينقطع". ويقول دايان عن معروضات ياد فاشيم "إن بعض الأشياء، التي لدينا هنا، تدمع عيون كل كائن بشري".

رئيسة البرلمان الألماني بيربل باس في مؤسسة ياد فاشيم مع مديرها داني دايان ورئيس الكنيست السابق ميكي ليفي.
رئيسة البرلمان الألماني بيربل باس كانت أول مسؤول ألمانية رفيعة تشارك في إحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست في الكنيست.صورة من: Maya Alleruzzo/AP/picture alliance

"سباق مع الزمن"

يتراجع عدد شهود الهولوكوست باستمرار، وهناك اليوم عدد قليل جدا من كبار السن الذين يتحدثون للشباب عن الهولوكوست الذي عايشوه ونجوا منه. ينظر دايان إلى المستقبل حين لا يتبقى أي من الشهود حيا ويقول: "إذا جاءت هذه اللحظة، سيتقدم المستخفون ومنكرو الهولوكوست. ويعتقد هؤلاء أن ساعتهم قد حانت". لذلك فإن تذكر ومحاربة كراهية اليهود "سباق مع الزمن".

ويرى دايان أن إحياء ذكرى المحرقة "وسيلة فعالة في الكفاح ضد معاداة السامية". ومؤسسة ياد فاشيم "لا تحاول إعادة تربية أعداء السامية. نحن نحاول تعليم الناس المحترمين شيئا ما ليقفوا ضد معاداة السامية".

وفي هذا السياق يذكر مدير ياد فاشيم مثالين لاثنين من المشاهير في الولايات المتحدة أثارا الاهتمام بتصريحاتهما. الأول هو مغني الراب كاني ويست (45 عاما) الذي كرر تصريحات معادية لليهود ولجأ إلى كليشيهات "معادية للسامية بوضوح"، يقول دايان.  ويضيف بثقة: "لن أدعوه لزيارة ياد فاشيم، لأن ذلك سيكون مضيعة للوقت".

وفي المقابل (المثال الثاني) سيدعو الممثلة هوبي غولدبرغ (67 عاما) إلى ياد فاشيم، فهي تنظر إلى المحرقة كصراع بين مجموعتين من البيض، ليست له علاقة بالكراهية العنصرية، "هذا هراء" يقول دايان ويضيف "هذا ليس معاداة للسامية. إنه جهل". غولدبرغ ببساطة "لم تعرف، عن صواب أو خطأ، حقيقة أن النازيين اعتبروا اليهود عرقا".

لقاءات رفيعة في برلين

خلال زيارته المقررة إلى برلين سيلتقي مدير مؤسسة ياد فاشيم، بالإضافة إلى رئيسة البرلمان بيربل باس، مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينمايروالمستشار أولاف شولتس ووزير المالية كريستيان ليندنر ومسؤولي حزب الخضر وزعيم المعارضة رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي فريدريش ميرتس.

كما سيزور دايان النصب التذكاري لليهود الذين قتلوا في أوروبا والمتحف اليهودي في برلين وسيلتقي ممثلي المجتمع اليهودي في برلين. وبعد انتهاء لقاءاته سيفتتح المعرض وبعدها مساء سيسافر من برلين إلى نيويورك.

إن الأمر يتعلق بالحفاظ على "شعلة ذكرى الهولوكوست متقدة" يضيف دايان واصفا عمله كمدير لمؤسسة ياد فاشيم. إذ يجب ألا يسمح يأن يتكرر شيء كهذا أبدا، فهذا الحدث الفظيع الذي وقع في القرن العشرين "يجب ألا يتكرر" لا مع الشعب اليهودي وأي شعب آخر، يختم دايان حديثه مع DW.

كريستوف شتراك/ عارف جابو