"راب" بالحجاب – DW – 2006/12/5
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"راب" بالحجاب

ايجول زيتشمتشي اوغلو/ اعداد طارق انكاي٥ ديسمبر ٢٠٠٦

يعتقد البعض في ألمانيا أن الحجاب يشكل عائقا أمام اندماج المرأة ورمزا لقمعها، غير أن فتاة مسلمة استطاعت أن تقدم مثالا فريدا على إمكانية تخطى القيود الثقافية والأحكام المسبقة لتصبح أشهر مغنيات "الراب" رغم ارتداءها الحجاب.

https://p.dw.com/p/9Tx0
مغنية "الراب" سهيرةصورة من: www.imanimusic.de

سهيرة فتاة في مقتبل الشباب وتقطن العاصمة الألمانية برلين. استطاعت الشابة العربية أن تحقق نجاحا فنيا فريدا، فقد أضحت إحدى أشهر مغنيات "الراب"، وذلك رغم ارتدائها الحجاب. استطاعت أن توفق بين الحداثة والتمسك بالهوية وأن تجمع بينهم بشكل باهر. فهي ترتدي ملابس عصرية وسراويل الجينز لكنها ترتدي أيضا غطاء لرأس. ولا تقتصر مظاهر المزج بين عالمين ثقافيين فقط في طريقة اللبس بل تتخلل أيضا مواضيع أغانيها، حيث تتعرض إلى مواضيع مرتبطة بالإسلام والقرآن وحياة المسلمات المحتجبات في ألمانيا. تنحدر سهيرة من عائلة فلسطيني وتبلغ من العمر 27 عاما. وقد استقلت من أسرتها وكونت فرقتها الموسيقية التي تحل إسم: "إيمانيموزيك"، أي موسيقى الإيمان. وبدأ اهتمامها بالموسيقى قبل أزيد من 15 عاما.

المزج بين الحداثة والأصالة

Bushido
مغني الراب الشهير بوشيدوصورة من: Universal

كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وتداعياتها على الجالية المسلمة في المجتمعات الغربية بالنسبة لمغنية "الراب" سهيرة نقطة تحول في حياتها. فقد انقلبت حياة الفنانة الشابة حينها رأسا على عقب، وقررت منذ ذلك الحين التعرف على الإسلام وعكفت على دراسة القرآن بحثا عن جوانبه الروحانية ومبادئ السلم داخله، التي قلما يتم الإشارة إليها في وسائل الإعلام حسب رأيها. وانتهت رحلة التعرف على تلك الثقافة بارتدائها الحجاب عام 2003. وحظي قرار سهيرة تغطية رأسها بتقبل أصدقائها وأسرتها بل وحتى جمهورها الذي أعجب بأغانيها ومواضعها. وتشير سهيرة في هذا الاتجاه إلى أن قرارها تغطية رأسها ينبع من محض إرادتها وتقول: "إن ذلك يمثل بالنسبة لي الحرية. هذا رأسي وشعري".

مد الجسور الثقافية

Türkische Frauen beim Einkauf
الإندماج لا يعني الذوبان الثقافيصورة من: dpa

تغيرت نظرة الكثيرين في الدول الغربية إلى الدين الإسلامي بعد الاعتداءات الإرهابية المتكررة، وسقط المسلمون الذين يعيشون في كنف المجتمعات الغربية في خانة الاشتباه وأصبحوا مصدر قلق أمني. وعن هذا الشعور تحكي المغنية في إحدى مقطع من أغانيها: "ما أسمعه هو أني أزعج الآخرين، وأحياني أني لا أنتمي إلى أفراد البيت. أستطيع أن أقسم أنك تخشى فقط حمام الدم". وعبرت المغنية العربية عن انزعاجها من الكيفية التي ينظر إليها للحجاب في ألمانيا. فهي في رأيها نظرة يشوبها نوع من التعميم بأن الحجاب هو في الغالب رمز لقمع المرأة. وانتقدت مطالبة نائبة الحزب الخضر في البرلمان الألماني إيكين ديليغوز النساء المسلمات في ألمانيا بخلع الحجاب، معتبرة بأن هذا المطلب خطأ، مثلما هو خطأ مطالبتهن بارتدائه وتقول: "مثلما لا أحبذ أن توجه دعوة للنساء بارتدائه. هذه الديكتاتورية أجدها عموما غير جيدة".

الحجاب لا يمثل عائقا

لم يكن ارتداء الحجاب بالنسبة للفنانة سهيرة يوما ما عائقا لولوجها الحقل الفني وتحقيق نجاحات مهمة. فقد تمكنت خلال مسيرتها الفنية أن تكسب احترام زملائها من الرجال وحب الجمهور. فقد أنتجت مع أحد مغني الراب المشهورين "بشيدو" أغنية مشتركة، ولم تكن تغطي سهيرة شعرها بطريقة ملفتة للنظر ولم يشكل ذلك أي عائق أمام إنجاز هذا المشروع الفني. فضلا عن ذلك، جلبت مواضيع أغانيها تعاطف وود العديد من محبي غناء "الراب". على خلاف زملائها من الرجال لا تتعرض المغنية المسلمة إلى تقديس العنف والتسلط الذكوري. فهي تروي في أغانيها عن الحياة اليومية التي تصادفها ومشاكل الشباب وانغلاق أفاق المستقبل أمامهم، ناهيك عن موضوع صراع الأجيال والبحث عن الجذور. وترغب سهيرة أن تكون قدوة، إذ أنها تريد أن تظهر بأن المرأة المسلة المتدينة بإمكانها أن تكون متحررة وصاحبة القرار مثلها مثل باقي النساء في المجتمع الغربي.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد