رغم خطر الإشعاع - ما سبب صراع روسيا وأوكرانيا على تشرنوبيل؟ – DW – 2022/2/25
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رغم خطر الإشعاع - ما سبب صراع روسيا وأوكرانيا على تشرنوبيل؟

٢٥ فبراير ٢٠٢٢

حذرت السلطات الأوكرانية من زيادة مستويات الإشعاع عند محطة تشرنوبيل النووية المعطلة، وذلك بعد سيطرة القوات الروسية عليها في اليوم الأول لغزوها أوكرانيا. فما أهمية المحطة ولماذا كانت من أول الأهداف التي سيطر عليها الروس؟

https://p.dw.com/p/47ca6
لصورة لمحطة تشرنوبيل بعد وقوع الكارثة تظهر بدء أعمال الصيانة وتأمين المحطة 01.10.1986
ما أهمية موقع محطة تشرنوبيل النووية المعطلة بالنسبة لروسيا وأوكرانيا والصراع من أجل السيطرة عليها؟صورة من: Zufarov/AFP/Getty Images

قالت الوكالة النووية ووزارة الداخلية الأوكرانية إنهما يرصدان مستويات إشعاعية متزايدة عند مفاعل تشرنوبيل النووي المعطل. ولم يذكر الخبراء في الوكالة النووية التابعة للدولة مستويات إشعاعية محددة، لكنهم قالوا إن التغيير حدث بسبب حركة المعدات العسكرية الثقيلة في المنطقة التي أدت لارتفاع الغبار المشع إلى طبقات الهواء. وقالت وزارة الداخلية "بدأ مستوى الإشعاع في التزايد. إنه ليس خطيرا بالنسبة لكييف في الوقت الحالي، لكننا نراقبه".

كما حذر سفير أوكرانيا لدى اليابان اليوم الجمعة (25 شباط/ فبراير 2022) من أن أوروبا معرضة لخطر "التلوث النووي" إذا تعرض مفاعل تشرنوبيل، الخاضع للسيطرة الروسية حاليا، لأضرار أو لم يُصن صيانة صحيحة.

وقد خاضت القوات الروسية والأوكرانية معارك شرسة أمس الخميس للسيطرة على موقع تشرنوبيل الذي لا يزال يطلق إشعاعات نووية منذ وقوع أسوأ حادث نووي في العالم والذي أسهم في انهيار الاتحاد السوفياتي.

وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر "المدافعون عن أرواحنا يضحون بأنفسهم كي لا تتكرر مأساة 1986". وكتب زيلينسكي هذه التغريدة قبل أن تسيطر القوات الروسية على محطة الطاقة النووية السابقة التي كانت مسرحا لحريق وانفجار مدمر في تلك السنة.

أقصر طريق إلى كييف

لكن لماذا يرغب كل طرف في السيطرة على محطة طاقة نووية معطلة محاطة بأرض بها إشعاعات نووية على مدى أميال؟

الجواب هو الجغرافيا. فتشرنوبيل تقع على أقصر طريق من بيلاروسيا إلى العاصمة الأوكرانية كييف، وبالتالي فالمحطة بحسابات المنطق تقع على خط هجوم القوات الروسية الغازية لأوكرانيا.

ويقول محللون عسكريون غربيون إنه بسيطرة روسيا على تشرنوبيل تستخدم ببساطة أسرع طريق للغزو من بيلاروسيا، حليفة موسكو ونقطة انطلاق للقوات الروسية إلى كييف. وقال جيمس أكتون من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي "كان هذا أقصر طريق".

من جهته قال جاك كين، القائد السابق في أركان الجيش الأمريكي، إن تشرنوبيل "ليس لها أي أهمية عسكرية" لكنها تقع على أقصر طريق من بيلاروسيا إلى كييف الهدف في استراتيجية "قطع الرأس" الروسية الرامية للإطاحة بالحكومة الأوكرانية.

ويصف كين الطريق بأنه أحد "المحاور" الأربعة التي استخدمتها القوات الروسية لغزو أوكرانيا، بما في ذلك طريق آخر من بيلاروسيا، وتقدم باتجاه الجنوب إلى مدينة خاركيف الأوكرانية، واندفاع باتجاه الشمال انطلاقا من شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا إلى مدينة خيرسون. وتشكل الهجمات الأربعة مجتمعة أكبر انقضاض على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

وكانت السيطرة على تشرنوبيل جزءا من الخطة، وقال مسؤول أوكراني كبير إن القوات الروسية سيطرت عليها بالفعل أمس الخميس.

وانفجر المفاعل الرابع في تشرنوبيل الذي يبعد 108 كيلومترات إلى الشمال من كييف في أبريل/ نيسان 1986 خلال اختبار سلامة فاشل، وانطلقت سحب الإشعاع في معظم أنحاء أوروبا ووصلت إلى شرق الولايات المتحدة.

وأثرت العناصر المشعة السيزيوم والبلوتونيوم والاسترونتيوم بشكل أساسي على أوكرانيا بيلاروسيا المجاورة، ومناطق من روسيا وأوروبا. وتختلف التقديرات فيما يتعلق بالوفيات المباشرة وغير المباشرة الناجمة عن الكارثة مما يقدر بالألوف إلى نحو 93 ألف وفاة إضافية بالسرطان في جميع أنحاء العالم.

وحاولت السلطات السوفيتية في بداية الأمر التستر على الكارثة، ولم تعترف فورا بالانفجار، مما شوه صورة الزعيم السوفياتي الإصلاحي ميخائيل غورباتشوف وسياساته المعروفة باسم "الغلاسنوست" الرامية إلى زيادة الانفتاح في المجتمع السوفياتي. اعتُبرت الكارثة من وجهة نظر الكثيرين أحد العوامل التي أسهمت في انهيار الاتحاد السوفياتي بعد سنوات قلائل.

قبة خرسانية بوزن يفوق 30 ألف طن حول مفاعل تشرنوبل

لا أضرار في تشرنوبيل

وقال أكتون إن سيطرة روسيا على تشرنوبيل أمس الخميس لم يكن بهدف حمايتها من مزيد من الأضرار، مضيفا أن هناك أربع محطات عاملة للطاقة النووية في أوكرانيا تمثل خطرا أكبر من تشرنوبيل، التي تقع داخل "منطقة حظر" شاسعة بحجم دولة لوكسمبورغ.

وفي غضون ستة أشهر من الكارثة، تم على عجل بناء غطاء مؤقت، أو "تابوت"، لتغطية المفاعل المتضرر وحماية البيئة من الإشعاع. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، تم وضع غطاء آمن جديد فوق التابوت القديم.

قال أكتون "الواضح أن وقوع حادث داخل تشرنوبيل سيترتب عليه مشاكل كبيرة. لكن من المحتمل ألا يؤثر كثيرا على المدنيين الأوكرانيين، وعلى وجه الدقة بسبب وجود المنطقة المحظورة".

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أمس الخميس نقلا عن الهيئة المنظمة للطاقة النووية الأوكرانية، إن محطات الطاقة النووية الأربع النشطة في أوكرانيا تعمل بأمان ولم يحدث "تدمير" في النفايات والمنشآت الأخرى في تشرنوبيل.

كذلك أكد البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير اليوم الجمعة أن البنية التحتية الحساسة لمحطة تشرنوبيل لم يلحق بها ضرر وإن أعمال الصيانة الضرورية فيها مستمرة.

وأوضح أكتون أن المفاعلات الأوكرانية الأخرى ليست محاطة بمناطق حظر وتحتوي على وقود نووي أكثر إشعاعا. وأضاف "مخاطر القتال حولها (المفاعلات العاملة) أعلى بكثير".

ع.ج/ ص.ش (رويترز)