"ستارلينك" تصل اليمن كأول دولة في المنطقة وتثير غضب الحوثيين – DW – 2024/9/19
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"ستارلينك" تصل اليمن كأول دولة في المنطقة وتثير غضب الحوثيين

١٩ سبتمبر ٢٠٢٤

أعلنت شركة "ستارلينك" المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، إطلاق خدمتها للإنترنت الفضائي في اليمن الذي يصبح بذلك أول بلد في الشرق الأوسط يحصل على هذه الخدمة، الأمر الذي انتقده المتمردون اليمنيون بشدة.

https://p.dw.com/p/4krPs
ستار لينك وتوفير خدمات الانترنت
وتُظهر خريطة على الموقع الرسمي للشركة أن اليمن الذي يشهد نزاعا منذ 2014، هو البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي تتوفر فيه خدمة "ستارلينك".صورة من: La Nacion/ZUMA Press/picture alliance

 

في بيان مقتضب نشرته على منصة "إكس" اليوم الأربعاء (19 سبتمبر/ أيلول 2024)، أعلنت"ستارلينك"عن توفر خدمتها للإنترنت الفضائي في اليمن. ونشرت الشركة خريطة توضح أن اليمن هو الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تم إطلاق الخدمة فيها حتى الآن.

"ستارلينك"هو نظام إنترنت يعتمد على شبكة من الأقمار الصناعية التابعة لشركة "سبايس إكس"، التي أسسها ويمتلكها إيلون ماسك. وتتميز خدمات هذه الشبكة بتقديم الإنترنت في المناطق التي تعاني من صعوبة الوصول إلى خدمات الاتصالات التقليدية، خاصة في مناطق النزاعات والحروب.

وتُظهر خريطة على الموقع الرسمي للشركة أن اليمن الذي يشهد نزاعا منذ 2014، هو البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي تتوفر فيه خدمة "ستارلينك".

ترحيب حكومي وغضب حوثي

ورحبت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بإطلاق الخدمة، حيث سبق وأن أعلنت في السادس من أغسطس الماضي موافقتها على دخول "ستارلينك" إلى البلاد. ووفقاً لوكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، فإن الخدمة ستتاح عبر موزعين محليين سيقومون بتقديم خدمات البيع والدعم الفني للمواطنين بأسعار مناسبة. وتأتي هذه الخطوة في محاولة لتحسين خدمات الإنترنت في اليمن الذي يعاني من تردي البنية التحتية بعد سنوات من الحرب المستمرة.

في المقابل، أثارت هذه الخطوة غضب الحوثيين الذين يسيطرون على شمال البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء. وانتقد المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة، محمد البخيتي، عبر "إكس" هذا التطور، معتبرًا أنه "جزء من الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد اليمن"، ويهدد بتوسيع الصراع إلى الفضاء الخارجي.

الحوثيون كانوا قد شنوا خلال الأشهر الماضية هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، ضمن ما يصفونه بدعمهم للمقاومة الفلسطينية في غزة. ويعتبرون أن إدخال التكنولوجيا المتقدمة، مثل "ستارلينك"، قد يسهم في توسيع الرقابة والتجسس عليهم، ويؤثر على أمنهم القومي.

ووفقاً لتصريحات مصدر في وزارة الاتصالات التابعة للحوثيين، فإن الخدمة الجديدة تشكل "تهديدًا مباشرًا" للأمن القومي، حيث تحذر السلطات المحلية من استخدامها باعتبارها أداة قد تعرض بيانات المواطنين للخطر.

التكنولوجيا كمفتاح للتنمية أو للصراع؟

من ناحية أخرى، هنأت السفارة الأمريكية في اليمن المواطنين بالحصول على خدمة "ستارلينك"، مشيدة بقدرة التكنولوجيا على فتح آفاق جديدة للتنمية. وجاء في منشورها أن "هذا الإنجاز يوضح كيف يمكن للتكنولوجيا أن تفتح فرصا جديدة وتدفع عجلة التقدم في الدول المتضررة من النزاعات".

لكن النقاد يرون أن مثل هذه الخطوات قد تؤدي إلى تفاقم الصراع في بلد يعاني بالفعل من أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. وقد أشار محللون إلى أن "ستارلينك" قد تساعد في تحسين جودة الحياة لبعض اليمنيين، لكنها قد تواجه معارضة قوية من الأطراف التي ترى فيها أداة تدخل خارجي.

وتتيح شبكة "ستارلينك"المتصلة بأقمار اصطناعية ذات مدار أرضي منخفض، توفير الانترنت السريع في مناطق نائية أو مواقع تعطلت فيها البنية التحتية لخدمة الاتصالات العادية.

ويعاني اليمن المترامي الأطراف من تردي البنى التحتية وخدمات الاتصالات، بعد عشر سنوات من نزاع بين الحكومة اليمنية المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مساحات شاسعة في شمال البلاد بينها العاصمة صنعاء. وأدت الحرب إلى مقتل مئات الآلاف وتسببت بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر، يشنّ الحوثيون هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يعتبرون أنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعما للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة فيه.

وفي كانون الثاني/يناير، شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا غارات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في مناطق سيطرتهم في محاولة لردعهم. وينفّذ الجيش الأمريكي بين حين وآخر، ضربات بشكل منفرد. ومذاك، بدأ الحوثيون باستهداف السفن التي يشتبهون في أنها مرتبطة بهذين البلدين.

ع.أ.ج/ ع ج م (أ ف ب)