شاهدة على الحرب العالمية الثانية ـ كيف لم أصب بالجنون؟ – DW – 2015/5/7
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شاهدة على الحرب العالمية الثانية ـ كيف لم أصب بالجنون؟

أندريا غروناو/ ح.ز٧ مايو ٢٠١٥

ترعرعت برونيا في مدينة دانتسيك قبيل الحرب العالمية الثانية، وفي السادسة عشرة من عمرها أجبرها النازيون على العمل الإجباري، كان ذلك آخر مرة رأت فيها والديها. اليوم تتذكر نهاية الحرب وكأنها جاءت فجأة بين عشية وضحاها.

https://p.dw.com/p/1FMK4
Symbolbild Frau Kriegsende 1945 70 Jahre Kriegsende
صورة من: picture-alliance/dpa

"اخلعوا بدلاتكم العسكري وارتدوا ثيابكم المدنية، لقد انتهت الحرب"، يومها، أي عام 1945 كان عمر برونيا كتارينا كاتولسكي عشرين عاما. كانت تنام في كوخ على مشارف مدينة لايبزيغ حين اقتادها مدير المستودع الذي كانت تعمل فيه على عجل. هرب "القادة" تزامنا مع سماع أصوات الجنود الأمريكيين القادمين، الذين تمكنوا من الوصول إلى المدينة، فيما كانت "جثث الناس ملقاة على الأرض". إنها صور ظلت راسخة في ذاكرتها طيلة السبعين عاما الماضية.

أجبرت برونيا وشابات أخريات على القيام بما يسمى بـ"العمل الحربي البديل" وكان مقر عملهن قبيل انتهاء الحرب يقع على بعد 500 كيلومترا غرب لايبزيغ بشرق ألمانيا. كان المقر في بلدة بيرغيش غلادباخ قرب مدينة كولونيا، وكن يضطلعن هناك بمهام تقتضي التجسس على الطائرات المعادية. ولأنهن لجأن مرة إلى أحد الملاجئ خلال قصف جوي عنيف، هددهن ضابط من الجيش النازي بالقتل بتهمة الهروب من أداء الواجب.

70 Jahre Kriegsende
نهاية الحرب جاءت مفاجئة للجميعصورة من: picture-alliance/Ullstein

"كنا سعيدات لأنهم لم يأخذونا معهم" كما توضح ماريا هيازينت وهو اسم برونيا منذ التحاقها بالدير الذي لجأت إليه بعد الحرب. وعن مشاعرها بشأن انتهاء الحرب تقول إنها كانت ممزقة وأحاسيسها متناقضة. فمن جهة كان هناك إحساس بالسعادة بانتهاء القصف، ولكن في الوقت نفسه شعرت بأن الوضع الكارثي بعد الحرب يشكل مصدر تهديد لها. "كنا مدمرين تماما، وحده الرب أنقذني من الجنون".

بدون أسرة ولا معارف ولا ممتلكات وجدت برونيا نفسها في لايبزيغ في أبريل/ نيسان عام 1945 في مواجهة قدرها. ورغم ماضيها الأليم فإن برونيا، التي تبلغ اليوم تسعين عاما، فإنها تبدو راضية وقانعة بما حدث معها. "لم يتخل عني الرب أبدا". ترعرعت برونيا مع أربع من شقيقاتها في أسرة كاثوليكية في دانتسغ في أوج قوة وسيطرة النظام النازي. كان والدها خياطا. "كان يستمع سرا وباستمرار للإذاعات الأجنبية، لذلك كان يعلم أن الحرب قادمة لا محالة، وكان يقول لنا دائما علينا أن نصلي كثيرا".

صرخنا عندما بدأت الحرب

Zweiter Weltkrieg Kriegsende Französische Kriegsgefangene 1945
النساء والفتيات تعرضن للتحرش والاضهاد من قبل الجنود بمختلف جنسياتهمصورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library

بدأت الحرب في الأول من سبتمبر/ أيلول 1939 في شبه جزيرة فيستربلاته قرب دانتسيغ بالهجوم الذي شنه النازيون على بولندا. كان عمر برونيا 14 عاما حينما عادت صحبة والدتها وشقيقاتها من القداس المسائي. كان المشهد غريبا. كان الناس يُحملون بالعشرات في الشاحنات خاصة اليهود. الأسر اليهودية كانت تصرخ "كنا نصرخ بدورنا". تم إقفال المدرسة الكاثوليكية التي كانت ترتادها برونيا، فيما كان يُبطش بالرهبان المنتقدين أو حتى يُقتلون.

العنف ضد النساء والفتيات

بعد انتهاء الحرب عام 1945 تساءلت برونيا عن مصيرها وأي مستقبل سيكون لها، فلجأت إلى كنيسة كاثوليكية لأن كل ألأوضاع في كل ألمانيا بدت لها خطيرة آنذاك. وتوسط لها راهب الكنيسة لدى أسرة من الأطباء تكفلت بأكلها ومبيتها مقابل الاعتناء بأطفالها الصغار. وفي صيف 1945 انسحب الجنود الأمريكيون من لايبزيغ وجاء السوفيات مكانهم.

كان زمنا هيمن فيه العنف ضد النساء والفتيات، تقول برونيا. وكان ضابط كاثوليكي هو من كان يوفر لها الحماية، وفيما بعد أرعبها جندي روسي أينما حلت وارتحلت في شوارع وأزقة لايبزيغ. وتتذكر برونيا أن مصدر الخوف لم يكن يقتصر على الجنود الأجانب وإنما كان يشمل الجنود الألمان أيضا.

وحول أسوأ ذكرياتها تضع برونيا العمل الإجباري في خدمة النظام النازي والقراءات الإلزامي من كتاب "كفاحي" لهتلر" وكذلك أغاني الدعاية النازية كـ (ألمانيا لنا اليوم وغدا العالم كله).

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات