" طال عمرك" ـ سعوديون يتندرون على ملكهم والأسرة المالكة

يكتب أحدهم "طال عمرك شاعر وسياسي ورئيس نادي وراعي قنص وغواص وطيار ورائد فضاء، ما تبي تصير هيفاء وهبي طال عمرك؟"، فيرد عليه الآخر: "طال عمرك .. هل من المعقول أن تبني قناة قطارات تحت البحر بـ100 مليون في بلد أوروبي، وعندنا لا يكفي هذا المبلغ لبناء جسر فوق شارع الثلاثين؟". أسئلة ساخرة يوجهها سعوديون لشخصية للملك عبد الله بن عبد العزيز على إحدى صفحات موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، بعد أن أنشأوا هيشتاج باسم "طال عمرك". سخرية الأسئلة، التي رافقت هذا الهجوم على الأوضاع في المملكة، تذكر بتلك السخرية التي رافقت الثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك.

الهدف من إنشاء الصفحة، قبل أن تتحول إلى انتقاد الأوضاع داخل السعودية، كان في الأساس انتقاد بعض سلوكيات سائقي السيارات والمخالفات المرورية في السعودية. لكن حلقة الانتقادات سرعان ما اتسعت لتأخذ أبعاداً اجتماعية واقتصادية ومعيشية وسياسية، يعيشها السعوديون في بلدهم، حيث شملت الامتيازات التي تتمتع بها العائلة الحاكمة ومطالبة الملك السعودي بإجراء إصلاحات واسعة.

تضامن مصري وإحتفاء سوري

ومن ضمن ما كتب على الموقع، بحسب موقع «كلمتنا» المتابع لنشاطاته، هو: "حولت شعبك إلى بشر تحركهم الكريديت كارد إلى المولات، مرعوبون من العصا واللحى لا من اللـه"، و: "طال عمرك متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟"، وسأله أحدهم بالقول "على أي أساس تحسب معاشك مليون دينار في الساعة؟" ويبدوا أن هذا الشخص غير سعودي لأن العملة السعودية هي الريال وليس الدينار. كما خاطبه مشارك آخر بالقول "حولت المملكة إلى بقعة من أكثر بقع العالم قمعا للحريات وطرداً للعقول والطموح".

ويبدو أن الصفحة لم تستقطب السعوديين فحسب، بل جذبت المصريين أيضاً، الذي ابدوا استغرابهم من شكوى مواطني السعودية من الأوضاع الاقتصادية في بلدهم، فبدؤوا بكتابة التعليقات الساخرة تضامناً مع السعوديين. لكن يبدو أن هذا لم يرق لبعض رواد الموقع من السعوديين، ما أثار جدلاً حول أحقية توجيه الانتقادات إلى الأنظمة في الدول الأخرى. وفي ضوء العدد الكبير من تعليقات المصريين على الموقع، طالب بعض السعوديين مواطني كل دولة بالاهتمام بشؤون دولتهم فقط وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. أحد المشاركين كتب عن أوجه الشبه بين الملك السعودي والرئيس المصري المخلوع حسني مبارك يقول: "طال عمره بيفكرني بمبارك أول ما أتولي .. برضك عمل حاجات حلوة كتير .. بس طلع ميتين أبونا بعد كده زي طال عمره برضك"، بينما كتب آخر: "طال عمرك..كان إيش إحساسك وأنت تتفرج على حبيبك المخلوع مبارك وهو يحاكم؟!!"

العقيد الليبي الهارب لم يغب عن التعليقات هو الآخر، فقد كتبت إحدى المشاركات المصريات قائلة: "طال عمرك مبتعرفش تقرا ومبارك مش بيسمع وبن علي مش بيفهم والقذافي لا بيسمع ولا بيفهم ولا بيقرأ.. ليه يا رب بتعمل في العرب كده؟".

من جانبها سارعت وسائل إعلام سورية حكومية للاحتفاء بموقع "طال عمرك" وأفسحت له مساحات من تغطيتها، ربما تشفياَ بالملك السعودي نظرا لموقفه من نظام الرئيس بشار الأسد، بل إن بعض المواقع الحكومية السورية تنبأت، في سياق الحديث عن الموقع السعودي، بثورة وشيكة في السعودية.

عماد م. غانم

مراجعة: عبده جميل المخلافي